قلق وترقب بشمال سوريا مع قرب انتهاء هدنة الأيام الخمسة
قلق وترقب بشمال سوريا مع قرب انتهاء هدنة الأيام الخمسةقلق وترقب بشمال سوريا مع قرب انتهاء هدنة الأيام الخمسة

قلق وترقب بشمال سوريا مع قرب انتهاء هدنة الأيام الخمسة

أكد سكان في مناطق شمال شرق سوريا أن القلق والترقب يسودان المنطقة، وذلك قبيل ساعات من انتهاء مهلة الأيام الخمسة التي تنتهي مساء اليوم الثلاثاء، والتي حددتها تركيا وأمريكا لوقف إطلاق النار بشمال سوريا، بهدف انسحاب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الحدودية مع تركيا.

ويسبق انتهاء المهلة لقاء قمة يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد، قبيل توجهه إلى روسيا، أن بلاده ستمضي في عمليتها العسكرية بشمال شرق سوريا "بإصرار" بعد انقضاء وقف لإطلاق النار إن لم تفِ واشنطن بوعودها لها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن منطقة شرق الفرات تشهد حالة من الترقب وسط قلق شعبي خوفًا من عودة العمليات العسكرية للتصاعد، رغم أن أنقرة كشفت أن المرحلة الأولى من عمليتها العسكرية ستقتصر على التوغل لنحو 30 كم وعلى امتداد نحو 120 كم، وهي المنطقة الواقعة بين مدينة رأس العين شرقًا وتل أبيض غربًا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني تركي، لم تسمه، قوله إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل القوام الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، ستنسحب مبدئيًا من شريط حدودي مع تركيا طوله 120 كيلومترًا.

وأضاف المسؤول الأمني التركي، أن مسألة انسحاب وحدات حماية الشعب من بقية المناطق الحدودية ستخضع للبحث في محادثات أردوغان وبوتين في سوتشي.

ويرى مراقبون، أنه ليس من المرجح أن تسمح موسكو لأنقرة بإطلاق يدها في الشمال السوري، خصوصًا وأن جماعات المعارضة المسلحة التي ترافق الجيش التركي أثناء توغلها في الأراضي السورية هي مجموعات إرهابية متطرفة، بحسب القراءة الروسية.

وكان تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية، أمس الإثنين، أفاد أن تركيا تراجعت عن شرطها بسحب كبير للقوات الكردية من منطقة الحزام الحدودي مع سوريا، واكتفت بأن يكون الانسحاب الكردي من منطقة ضيقة تعادل 28% تقريبًا من الشريط الذي دخلت عسكريًا لتحتله.

ومن المعروف أن التصريحات التركية المتكررة كانت تطالب بأن يكون انسحاب قوات ”قسد“ شاملًا للشريط الحدودي مع سوريا، والبالغ 440 كيلو مترًا وبعمق 32 كيلو مترًا.

زيارة نادرة

ووسط هذه التطورات المتسارعة، هاجم الرئيس السوري بشار الأسد نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، واصفا إياه بـ"اللص"، متهمًا إياه بـ"سرقة المعامل والقمح والنفط، وأنه يسرق اليوم الأرض".

جاء ذلك خلال زيارة نادرة قام بها الأسد إلى الخطوط الأمامية للجيش السوري في بلدة الهبيط بريف إدلب.

وقال الأسد، إن "كل المناطق في سوريا تحمل نفس الأهمية، ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض"، ملمحًا إلى أن "الأولوية الآن لمعركة إدلب، وليس لمعركة الشمال السوري حيث توغل الأتراك".

وانتقد الرئيس السوري الأكراد، دون أن يسمهم، مشيرًا إلى أن "دمشق قالت لبعض السوريين ألا يراهنوا على الخارج بل على الجيش والشعب، ولكن لا حياة لمن تنادي"، حسب تعابيره.

وأشار الأسد إلى أنه "بعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض بأنهم سيقاتلون وسيدافعون، إلا أن ما رأيناه مؤخرًا هو أن التركي احتل مناطق كبيرة خلال أيام كان المفروض أنها تحت سيطرتهم"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

لكن الأسد عاد وأكد أن أول عمل قامت به دمشق عند بدء العدوان التركي في الشمال، هو التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض، وأبدت استعدادها لدعم أي مجموعة تقاوم، مشددًا على أن "الدفاع عن الأرض ليس قرارًا سياسيًا، وإنما هو واجب دستوري ووطني".

وتأتي تصريحات الأسد فيما تواصل قواته الانتشار في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية في تصديها للهجوم التركي.

يشار إلى أن العملية العسكرية التركية أدت إلى نزوح نحو 300 ألف شخص من المناطق الحدودية باتجاه عمق الأراضي السورية، كما أدت إلى مقتل أكثر من 235 مدنيًا بحسب تقديرات الإدارة الذاتية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com