خيارات الأردن للرد على حرق الكساسبة
خيارات الأردن للرد على حرق الكساسبةخيارات الأردن للرد على حرق الكساسبة

خيارات الأردن للرد على حرق الكساسبة

بدأت معالم الرد الأردني على إعدام طياره معاذ الكساسبة حرقا من قبل تنظيم "داعش" تظهر شيئا فشيئا، من التلويح برد مزلزل وحازم على التنظيم المتشدد، إلى إعدام سجناء عراقيين، تربطهما علاقة وثيقة بداعش، فيما استبعد محللون دخول البلاد في حرب برية منفردة ضد التنظيم.



وبعد إعلان التنظيم إعدام الطيار في تسجيل بثه الثلاثاء، بات الأردنيون جميعا يطالبون بتدخل عسكري قوي لاجتثاث التنظيم من جذوره، بعد أن كانت الأغلبية ترى دخول سلاح الجو الأردني بالحرب على الإرهاب، مغامرة وجر للبلاد إلى للمجهول.

وفي الوقت الذي لم تستبعد الحكومة الأردنية خيار التدخل العسكري البري لضرب تنظيم "داعش" ردا على إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا، يرى مختصون بالشؤون العسكرية أن انجرار الأردن في حرب برية ضد التنظيم المتشدد بشكل انفرادي صعب للغاية.

وقال وزير في الحكومة لـ"إرم"، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "الرد في الوقت الحالي سيكون من خلال زيادة الطلعات الجوية وتكثيف الضربات على المعاقل الرئيسية للتنظيم، والخيار العسكري البري متاح ومن الخيارات التي تدرسها القيادة الأردنية".

ولفت الوزير إلى أن فكرة دخول حرب محددة ضد التنظيم مطروحة على طاولة صنع القرار ويجري دراستها في الوقت الحالي، مبينا أن جميع القرارات سيتم مناقشتها باجتماع يعقد مساء اليوم الإربعاء، برئاسة الملك عبدالله الثاني، بعد وصوله من الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أن طريقة إعدام الطيار، حررت المؤسسة العسكرية في البلاد من القيود الشعبية الرافضة لدخولها في الحرب على داعش، إلا أن هناك معوقات عديدة أخرى تقف في طريق دخول الجيش بحرب برية على التنظيم.

وقال وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة لـ "إرم" إن "البعد الجغرافي يقف في طريق رد أردني سريع، لكن الأردن والجيش معني وسيتخذ إجراء عسكري سريع".

واعتبر المعايطة أن على التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أن يدرك في الوقت الحالي أن الضربات الجوية ليست ذات جدوى، وعليه تنفيذ استراتيجية جديدة تهدف لتفكيك التنظيم.

من جهته، يستبعد المحلل السياسي والكاتب عامر السبايلة تفكير أي جيش بالمنطقة بدخول حرب برية ضد تنظيمات أشبه "بالعصابات" في مناطق شاسعة تسيطر عليها كمحافظة الرقة التي يتخذها داعش معقلا له، مبينا أن طبيعة هذه المواجهات في مناطق وظروف كهذه يخسر فيها أي جيش تقليدي؛ لأن التنظيم يعرف المناطق التي يقاتل فيها أكثر من غيره.

ومضى السبايلة السبايلة قائلا "ربما على الأردن التفكير بجدية وإدراك الخطر في المحيط الجغرافي، والقضية بحاجة لحلفاء سواء ضمن التحالف الحالي، أو حلف إقليمي للدول التي تواجه خطر هذه التنظيمات".

ويرى الخبير العسكري فايز دويري، أن دخول الأردن في حرب برية بشكل منفرد على تنظيم "داعش" صعب للغاية بحكم البعد الجغرافي عن الرقة، مشيرا إلى أن المشاركة لن تكون إلا تحت مظلة عربية أو دولية.

وقال الدويري إن الأردن يمكنه زيادة طلعاته الجوية في الحرب على تنظيم "داعش"، مؤكدا أن الاستراتيجية التي يتبعها التحالف في حربه على الإرهاب لا تتأثر بمقتل شخص.

وأعلن داعش في تسجيل مصور بثه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مساء الثلاثاء، إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا داخل قفص حديدي محاط بعدد كبير من مقاتلي التنظيم، لتعلن الحكومة الأردنية بعد ذلك أن التنظيم أعدم الطيار في الثالث من شهر كانون ثاني/يناير الماضي، وتتوعد برد مزلزل وحازم، بحجم "دماء الكساسبة ومصيبة الأردنيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com