اتفاق الأكراد ودمشق أمام اختبار وقف التوغل التركي
اتفاق الأكراد ودمشق أمام اختبار وقف التوغل التركياتفاق الأكراد ودمشق أمام اختبار وقف التوغل التركي

اتفاق الأكراد ودمشق أمام اختبار وقف التوغل التركي

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم المسلحين السوريين الموالين لأنقرة للسيطرة على مدينة منبج شمال سوريا، إشارة إلى أن الصفقة بين القوات الكردية ودمشق قد تفشل في وقف الهجوم التركي بالمنطقة.

وقال أردوغان، إن "أنقرة تجري محادثات مع موسكو، أهم داعم أجنبي للزعيم السوري بشار الأسد، حول مصير مدينة منبج ذات الأغلبية العربية"، مؤكدًا أنه "يجب طرد المنظمات الإرهابية الكردية التي تسيطر على المدينة، وأن أصحاب الأرض الحقيقيين، إخواننا العرب سوف يدخلون هناك".

جاءت تصريحات أردوغان وسط تقارير عن تعبئة القوات السورية بالقرب من منبج أثناء توجهها شمالًا إلى خط المواجهة الحدودي، ما يشير إلى عدم استقرار الوضع في شمال شرق سوريا بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد، الأحد، التوصل إلى اتفاق عسكري مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد برعاية روسية.

في الإطار، أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية كمال عاكف، أنه "بموجب مذكرة التفاهم، سيتواجد الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في أي منطقة حدودية تحت التهديد، وستشرف روسيا على تحركات الجيش السوري، أينما دعت الحاجة"، مضيفًا أن "أولويتنا الآن هي وقف الهجمات التركية".

أهمية منبج الرمزية

ويقول المحللون إن تركيا ستكون حريصة على تجنب الاشتباكات المباشرة مع الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران، لكنهم يرجحون أيضًا أن ترغب أنقرة في تعزيز مكاسبها والمضي قدمًا في المناطق ذات الأغلبية العربية التي كانت محور التركيز الرئيس من حملتها.

واستمرت الاشتباكات في مدينتي تل أبيض ورأس العين وما حولهما، حيث تركز الأسبوع الأول من الهجوم البري التركي، وفقًا لجماعة المراقبة السورية لحقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقرًا لها.

وكانت القوات الأمريكية، التي قادت وسلحت قوات سوريا الديمقراطية خلال الحرب على داعش، متمركزة في منبج، وهي مدينة حدودية متنازع عليها، ولم يتضح بعد ما إذا بقوا في المدينة بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن أنها ستُخلي جميع القوات الأمريكية المتبقية البالغ عددها 1000 جندي في شمال سوريا.

في هذا الصدد، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن "الجيش التركي قد توغل في شمال شرق سوريا أكثر من المتوقع، مما عرّض الجنود الأمريكيين للخطر".

ولطالما كان لمدينة منبج، التي تقع إلى غرب نهر الفرات، أهمية رمزية لأردوغان، الذي يصر على أنها "ملك للعرب"، على الرغم من وقوعها تحت سيطرة القوات الكردية منذ عام 2016، بعدما طردوا مسلحي داعش الذين استولوا عليها في عام 2014.

إزاء ذلك، قال الباحث الاستشاري في مركز "تشاتام هاوس" للدراسات، حايد حايد، إن "طرد الميليشيا إلى الجانب الآخر من نهر الفرات مهم لتركيا التي تسعى لتأكيد نفوذها وتوسيع نطاقه في شمال غرب سوريا"، مبينًا أن "المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها القوات الكردية خارج هذا الخط هي منبج، لهذا السبب أصبحت محور النزاع"، فيما قال مدير الدراسات الأمنية في مركز "سيتا" للأبحاث، مراد يسيلتاس، الذي يتخذ من أنقرة مقرًا له، إن "تركيا ستحرص على أن يدخل وكلاؤها منبج قبل وصول الجيش السوري إلى المنطقة، وأن من يصل أولًا سيفوز".

وأمس الإثنين، قال أردوغان إن "هناك الكثير من الشائعات حول الاتفاق بين الجماعات الكردية ودمشق، الذي عُقد بعد 4 أيام فقط من بدء الهجوم التركي"، موضحًا أن "تركيا كانت تجري مناقشات إيجابية مع روسيا حول مستقبل كوباني .. وأننا في مرحلة تنفيذ قرارنا في منبج".

صفقة خاصة

في السياق، أكد المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، أن المناقشات بين المسؤولين السياسيين والعسكريين الروس والأتراك لا تزال مستمرة، لكنه رفض التعليق على محتوى أي محادثات.

وقال كونستانتين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي، الإثنين: "بمحاولتها حل مشكلتها عسكريًا، خلقت تركيا مشكلة جديدة وأدت لتفاقم المشاكل القديمة"، مضيفًا أنه "مهما كانت دوافع الأتراك، فهم غزوا دولة مجاورة، وهذا لا يسهم في تعزيز مهمتنا المشتركة، وهي مكافحة الإرهاب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com