مراسل "إرم نيوز": دوي صافرات الإنذار قرب قاعدة "بالماخيم" الإسرائيلية بعد الاشتباه بتسلل مسيّرة
تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بطريقة دراماتيكية، منذرة بدخولها أتون حرب وفوضى شاملتين، على خلفية التصعيد الكبير في جبهة لبنان بعد قطاع غزة، واحتمالية انتقال الشرر إلى سوريا في الفترة المقبلة.
ورغم أنها لم تكن بمنأى عن الضربات التي استهدفت قطاع غزة ولبنان، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تبعها من حرب متعددة الجبهات، إلا أن لسوريا صولات وجولات مع الهجمات الإسرائيلية على مدار سنوات عديدة.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية على سوريا في السابق مطارات وقواعد عسكرية ونقاط انتشار لميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني ومراكز قيادة وبحوث، وشحنات أسلحة كانت متجهة من إيران إلى لبنان برًا.
ومع دخول الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل مرحلة حرجة من ناحية توسعها، فإن سوريا مرشحة لأن تكون التالية بعد لبنان، بحسب ما صرح خبراء لـ"إرم نيوز".
واستهدفت إسرائيل خلال الأيام الأخيرة الحدود السورية اللبنانية، لوقف ما أسمته "تدفق الأسلحة إلى حزب الله"، بالإضافة إلى شنها غارات على دمشق وحمص وريفي حلب وحماة، إذ اعتبرها مراقبون محاولة لإثارة سوريا لحثها على الرد واعتبار ذلك مبررًا للتصعيد ضدها.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلت قبل أيام عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه "إذا لزم الأمر سنتحرك في سوريا أيضا لنوضح بشكل أفضل أننا لم نعد نقبل وجودهم هناك".
وكان المسؤول يشير إلى تقارير عن تواجد 40 ألفا من عناصر ميليشيات عراقية ويمنية في جنوب سوريا قرب هضبة الجولان استعدادًا للتدخل لصالح حزب الله.
ولا يستبعد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اليرموك الأردنية، محمد خير الجروان، أن تكون هناك عملية عسكرية إسرائيلية في سوريا.
وأضاف الجروان لـ"إرم نيوز" أن ما يشجع إسرائيل على ذلك هو "عجز المجتمع الدولي عن التعامل معها، وانتهاكاتها لجميع القواعد والأعراف الدولية"، بالإضافة إلى "انشغال روسيا الحليف الإستراتيجي لسوريا بحربها مع أوكرانيا".
واعتبر أن "كل ما يحدث الآن وما تقوم به إسرائيل يشير إلى أن عملية (طوفان الأقصى) كانت بمثابة فخ ليس فقط لحركة حماس وإنما لإيران وحلفائها".
وتابع: "التطور الكبير بأهداف الحرب الإسرائيلية من القضاء على حماس ثم حزب الله ثم مواجهة أي تهديد لأمنها القومي أيًا كان مصدره، والعمليات والضربات العسكرية من غزة إلى لبنان ثم اليمن وسوريا، يشير إلى حقيقة واحدة أنها حروب بالوكالة بين إسرائيل وإيران".
وبيّن أن إسرائيل والدول الغربية تنظر إلى سوريا "بوصفها جسرًا يربط ويمكّن إيران من التواصل ودعم حلفائها عسكريًا ولوجستيًا، خاصة حزب الله في جنوب لبنان".
ولفت إلى أنه رغم نأي سوريا بنفسها عن مجريات وأحداث الحرب في غزة ولبنان ظاهريا (إن جاز التعبير)، وإعادة اندماجها بمحيطها العربي وفتح قنوات حوار مع الغرب، فإن كل ذلك لم يثنِ إسرائيل عن مهاجمة المناطق السورية بحجج كثيرة، منها قطع إمدادات التسليح عن حزب الله".
وتابع: "لذلك لا أستبعد أن تكون هناك عملية عسكرية إسرائيلية في سوريا".
من جهته، توقع المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة أن يكون التصعيد في سوريا حتميًا خلال الفترة المقبلة.
وقال السبايلة لـ"إرم نيوز" إن سوريا كانت بالأساس إحدى الجبهات المفتوحة لإمداد وإسناد حزب الله، وجبهة أساسية بالنسبة لإيران فيما يتعلق بالملف اللبناني.
وأضاف أن "ضرب حزب الله وعزله يعني الانتقال إلى سوريا تدريجيًا"، مشيرا إلى أن "هذا البلد يعتبر محطة مقبلة للميليشيات العراقية التي قد تشكل تهديدا لإسرائيل".
وتابع: "إسرائيل ستحاول عزل سوريا عن العراق لاحقا، لذلك فإن التصعيد في سوريا حتمي".