مقتل عنصر أمن لبناني في قصف إسرائيلي استهدف منزله بقضاء النبطية جنوب البلاد
رغم أن التصريحات والتحركات الإسرائيلية تشير إلى قرب "ساعة الصفر" لانطلاق هجوم جيشها البري على قطاع غزة، إلا أن ثمة معطيات أخرى في المقابل تدفع باتجاه تأخير الغزو البري، مع عدم استبعاد احتمالية إلغائه تبعا لتطورات الصراع وإيقاعه على الأرض، أو في الفضاءات السياسية والدبلوماسية، وتوقع مفاجآت تتعلق ببروز صفقات، لا سيما فيما يتعلق بملف الرهائن الإسرائيليين والأجانب لدى حركة حماس، وكذلك مخاوف اتساع رقعة الصراع وامتداده.
وفي الفترة الحالية على الأقل، يخطف سيناريو الغزو البري اهتمامًا واسعًا مع التأكيدات الإسرائيلية بقرب حدوثه، وسط تنبؤات بتكتيكاته ومآلاته ونتائجه، والأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة والضعف لدى الطرفين الأساسيين، وهما الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
من وجهة نظر المستشار في كلية القيادة والأركان المصرية، اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، فإن "إسرائيل تخشى الهجوم البري؛ لأن حركة حماس عملت على تجهيز دفاعاتها، غير أنها تمتلك مدينة من الأنفاق تحت قطاع غزة".
وبشأن التكتيك الذي ستلجأ إليه حماس، قال الشهاوي، لـ"إرم نيوز"، إنه "يمكن لحماس من خلال الأنفاق التي حفرتها نصب الكمائن للقوات الإسرائيلية، ويمكن استخدام القناصة من أعالي البنايات؛ ما يؤدي إلى خسائر عدة في المعدات والجنود".
ومن المرجح أن تُشكّل الأنفاق التي بنتها حماس أحد أكبر التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي، ذلك أن الحركة تمتلك أكبر شبكة من الأنفاق في العالم خارج المنشآت، وتشير التقديرات إلى أن "الشبكة تضم نحو 1300 نفق يبلغ طولها الإجمالي نحو 500 كيلومتر، ويصل عمق بعضها إلى 70 مترًا".
و"تمتلك إسرائيل ما يُعرف بالقنابل الخارقة للتحصينات التي تمكنها من اختراق أعماق الأرض، غير أنه حتى لو كان الجيش الإسرائيلي يعرف مكان وجود الأنفاق، سيجعل الوضع على الأرض هذا النوع من القصف صعبًا للغاية، فليس من السهل القتال في الأنفاق"، وفق ما يرى الشهاوي.
أما المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، العميد خالد فهمي، فيرى "أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على تدمير الأنفاق؛ لقدرة حماس على استخدام الخدع العسكرية التي تُفشل خطط إسرائيل"، لكنه يتوقع "تنفيذ القوات الإسرائيلية عملية برية محدودة، وقصف بعض المواقع، وتدمير جزء من البنية التحتية لإلحاق الخسائر بحماس".
وفي المقابل، يرى المدير الأسبق لكلية الدفاع الوطني في أكاديمية ناصر المصرية العسكرية، اللواء محمد الغباري، أن "الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أهم الأوراق الرابحة في المعركة بين الطرفين، ومن الصعب أن يبدأ الجيش الإسرائيلي توغله بريًّا دون تحديد مكان الأسرى، وتحريرهم، بعد الحصول على معلومات كاملة عنهم".
وأشار الغباري، في حديث لـ "إرم نيوز"، إلى أنه "لا يمكن لإسرائيل القضاء على حماس كليًّا؛ لأن الجيش لم يدخل في حرب برية منذ سنوات".
ومن جهته، يرى المفكر والخبير العسكري والإستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أن "أسوأ قتال يواجه جيشًا نظاميًّا هو قتال الشوارع، لذا يؤكد جميع العسكريين أن المدن هي مقبرة الجيوش بسبب الخسائر الضخمة".
وقال فرج إن "حماس تقاتل في أرضها وتعلم كل التفاصيل والمخابئ فيها، لذا سيواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة كبيرة حال تنفيذ الهجوم".
كما تشير التقارير إلى أن "معظم الأنفاق ارتفاعها متران فقط وعرضها متران، وتحتوي أيضًا مستودعات للأسلحة والغذاء والمياه والمولدات والوقود، وغيرها من المعدات"، ولكن لم يكتشف الجيش الإسرائيلي المدى الحقيقي لأنفاق حماس إلا بعد عملية عسكرية في غزة عام 2014.
نشرت إسرائيل جنودًا ودبابات على الحدود مع غزة، وحثَّت قواتها البرية على الاستعداد لدخول القطاع، دون أن تذكر أي تفاصيل عن ساعة الصفر، بعدما طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، من القوات البرية الاستعداد لدخول القطاع، قائلًا: "مَن يرى غزة من بعيد الآن، سيراها من الداخل".
وكررت إسرائيل دعوتها لسكان القطاع إلى مغادرة شمال غزة، وأسقطت منشورات من الجو. ويقدر أن نحو 700 ألف شخص قد فروا، رغم بقاء مئات الآلاف، ومن شأن هذا أن يزيد من خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي هجوم بري.
ويقول القادة العسكريون الإسرائيليون إن "البنية التحتية وشبكة الأنفاق التابعة لحماس تتركز بمدينة غزة في الشمال، والمرحلة التالية من الهجوم ستشمل قوة غير مسبوقة هناك".
وتحدث مسؤولون حكوميون عن إنشاء منطقة عازلة محتملة؛ لمنع الفلسطينيين من الاقتراب من الحدود، رغم أنهم لم يكشفوا تفاصيل.