الجيش الإسرائيلي: هاجمنا أهدافا تشمل بنية تحتية لحزب الله في الضاحية الجنوبية
تواصل فرق الدفاع المدني العراقية العمل على انتشال الجثث من تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، رغم مرور 6 سنوات على تحريرها من تنظيم داعش، وسط اتهامات للفصائل المسلحة المدعومة من إيران بعرقلة عمليات الانتشال.
وتعد مدينة الموصل القديمة من أكبر المناطق في محافظة نينوى، شمال العراق، التي شهدت معارك كبيرة خلال فترة تحريرها من قبضة داعش، وشهدت المدينة قصفاً عنيفاً من القوات العراقية، والفصائل المسلحة المنضوية في هيئة الحشد الشعبي، ما أدى الى دمار كبير وضاعف أعداد الجثث تحت الأنقاض.
وقالت مسؤولة قسم الطب العدلي في دائرة الصحة بنينوى، شهد عارف، لـ"إرم نيوز"، إن "الطب العدلي في المحافظة، سجل حتى اليوم انتشال ما يقارب 6 آلاف جثة، بينها أكثر من 1700 جثة ما زالت مجهولة الهوية، وما زال الطب العدلي يستلم الجثث من فرق الدفاع المدني التي تعمل منذ سنوات طويلة على انتشال تلك الجثث".
وأضافت عارف أن "الطب العدلي في نينوى يتسلم رفاة الجثث بشكل شبه يومي، وحسب المعلومات فإن الكثير من الجثث ما زالت تحت الأنقاض التي لم تعمل فرق الدفاع المدني على رفعها وكشف ما تحتها" وأشارت إلى أن العمل جار لكشف هوية الجثث، "خصوصاً مع وجود بلاغات من الكثير من الأهالي بفقدان أبنائهم خلال عمليات التحرير".
من جهته، قال مدير الدفاع المدني في نينوى، العميد حسام خليل، لـ"إرم نيوز"، إن "فرق الدفاع المدني تعمل وفق مخطط لرفع الأنقاض من مدينة الموصل القديمة، وخلال ذلك البحث عن رفاة الجثث، وتسليمها إلى الطب العدلي بحسب الإجراءات القانونية المعتمدة، وهناك جهود تبذل بهذا الصدد منذ سنين طويلة".
وبين خليل أن "التأخير في رفع بعض الأنقاض وانتشال الجثث من تحتها، يعود لكون بعض المنازل والمناطق ما زالت تحوي مواد متفجرة بدءاً من العبوات، وحتى المنازل المفخخة، وهذا أمر يتطلب مسحاً ميدانياً تجريه الجهات الأمنية المختصة قبل دخول فرق الدفاع المدني، خصوصاً أن تلك الفرق قدمت ضحايا خلال الفترات الماضية بسبب بقايا المتفجرات".
وأضاف أن "مساحات كبيرة جداً من مدينة الموصل القديمة تم رفع الأنقاض منها وانتشال الجثث من تحت تلك الأنقاض، والعمل مستمر وبشكل يومي على رفع الأنقاض وانتشال الجثث، وما تبقى هو قليل جداً، لكن الأمر يحتاج وقتاً بسبب صعوبة وصول الفرق المختصة لكثرة الأنقاض والخشية من وجود بقايا متفجرات في تلك المناطق التي عمل داعش على زرع كل شوارعها بالعبوات، وتفخيخ أغلب منازلها اثناء معارك التحرير".
وفي تعليقه على سبب التأخر في عمليات إزالة الأنقاض وانتشال الجثث، قال محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي، لـ"إرم نيوز"، إن "السبب الرئيسي لتأخير عمليات رفع الأنقاض وانتشال الجثث، هو سيطرة الجماعات المسلحة على تلك المناطق ومنع فرق الدفاع المدني من الاقتراب منها، إلا بعد أن تجري هي عمليات بحث عن الأموال التي تركها عناصر التنظيم وحتى المواطنين في منازلهم".
وبين النجيفي أن "تلك الجماعات المسلحة تعمل على سرقة "السكراب" الذي يباع بعد جمعه، ولهذا كانت تؤخر عمليات البحث عن الجثث من تحت الأنقاض طيلة السنوات الماضية، وما زالت حتى الآن تعيق هذا العمل الإنساني، كما تعرقل أي جهود تهدف لعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة الموصل القديمة، بعدما أعادت الحياة إلى باقي مدن محافظة نينوى".
وشدد السياسي العراقي على أن "حسم ملف انتشال الجثث من تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، يتطلب في بداية الأمر إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على تلك المدينة، كذلك يجب أن تكون هناك رقابة وجهود دولية لحسم هذا الملف الإنساني، فلا يُعقل أن يبقى هذا الملف معلقاً لسنوات طويلة من أجل تحقيق مكاسب مادية وسياسية لبعض الجماعات المسلحة والسياسية".