قال خبيران في الشأن العسكري والإستراتيجي إن ضربات مليشيا حزب الله على مدينة طبريا، لا تشكل تهديدًا عسكريًّا خطرًا على إسرائيل، بقدر ما تحمل من رسائل، بشأن مقدرة الحزب على الوصول لأي مكان في إسرائيل، خاصة أن المدينة تشكل حجر زاوية للحدود السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية.
وبحسب العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي فإن "حزب الله" يريد من ضرب طبريا القول بأنه قادر على الوصول لأي مكان داخل إسرائيل بناء على بنك المعلومات والأهداف التي تحصل عليها الحزب وإيران عبر كثير المسيرات التي كانت تصور في الأشهر الماضية المواقع الحساسة في إسرائيل.
وأضاف الدبوبي لـ"إرم نيوز" أن منطقة طبريا تعد (خاصرة رخوة عسكريًّا) كونها منطقة منخفضة، إذ إن إسرائيل تسيطر عليها من جهة الجولان، وبالتالي من الصعوبة وصول المليشيات الموالية لإيران إلى تلك المنطقة خاصة من سوريا.
وأشار إلى أن عمليات "حزب الله" الأخيرة تعد نوعية رغم محدودية تأثيرها، فهي تقوم بعمل تدريجي ربما يصل إلى مناطق جنوب إسرائيل، وبات الحزب يمتلك صواريخ بعيدة المدى وذات أثر إذا ما أصابت أهدافها.
من جهته، يقول الخبير الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن ضرب مليشيا حزب الله لمنطقة طبريا لا يغير من موازين الحرب، بقدر ما هي خطوة تؤسس لفكرة أن هناك جبهة غير تقليدية، وهو ما يهدف إلى التخفيف عن جبهة لبنان الجنوبية.
وأضاف السبايلة لـ"إرم نيوز" بأن "ما يفعله حزب الله هو تكتيك يهدف إلى تشتيت إسرائيل وإرسال رسائل أن الجبهات يمكن تفعيلها، وأن الأمور لا تتركز على جبهة الجنوب، وأن الحزب قادر على التأسيس لفكرة الدخول البري من جهة سوريا، وذلك لمواجهة خطوة إسرائيل بالتلويح بالدخول البري إلى جنوب لبنان.
وأوضح بأن الحزب يعتمد على وجود قوات مساندة من ميليشيات موجودة على الأرض السورية.
ووفق السبايلة فإن الرسالة الأهم التي يريد حزب الله إيصالها، هو أنه ليس وحيدًا في هذه الحرب، وأن هناك مساندة له، من جبهات أخرى.
وكان حزب الله أعلن الجمعة، استهداف مدينة طبريا للمرة الثانية بصلية صاروخية، وهي مدينة تقع على بعد ما يزيد على ثلاثين كيلومترًا عن الحدود مع لبنان.