الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمالي قطاع غزة
بلغ تأثير زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، سارة نتنياهو، على مواقفه الشخصية ذات الصلة بالحرب الدائرة على قطاع غزة ذروة جديدة، بعد أن كشفت قناة "أخبار 12" العبرية أنها تقف وراء تغريدة نتنياهو عبر منصة X (تويتر سابقًا)، التي هاجم خلالها رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، قبل أن يضطر لحذفها.
القناة أشارت في تقرير لها الليلة (بين الأحد والاثنين) إلى أن زوجة نتنياهو، "دفعته" لنشر تغريدة تتهم قادة المؤسسة الأمنية بالتسبب فيما حدث في السابع من الشهر الجاري، وذكرت أن نتنياهو باشر نشر التغريدة "على خلاف وجهة نظر بعض مستشاريه".
واتهم نتنياهو في تغريدته كلًّا من رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" اللواء أهارون حاليفا، ونأى بنفسه عن اتهامه بتجاهل وثائق استخبارية حذرته قبل هجوم حماس.
وأوضحت القناة أن عائلة نتنياهو ظنَّت أن رده على أسئلة، خلال مؤتمر صحفي، يوم السبت، بشأن تلقيه وثائق رسمية مكتوبة قبيل هجوم حماس، بقوله إنه لم يتلقَّ تحذيرًا بأن لدى حماس نية لشن حرب، هو "رد غير كافٍ، لم ينهي الجدل بشأن هذا الموضوع ولم يزله من جدول الأعمال".
ضغوط سارة
ومارست سارة نتنياهو ضغوطًا على رئيس الوزراء لكي ينشر تغريدته عبر منصة X على أساس أنه في حاجة لاستخدام كلمات قاطعة ومحددة في هذا الصدد، حسبما قالت القناة.
وكشفت أن جدلًا حادًّا استمر في مكتب نتنياهو ساعات طويلة، بين زوجة رئيس الوزراء وبين مستشاره عوفير غولان ومستشارين إعلاميين آخرين، جميعهم عارضوا ما تسعى زوجة نتنياهو لفرضه.
ونجحت سارة في تمرير موقفها، ونشر نتنياهو التغريدة عبر "X" وكذلك عبر قناة تلغرام، جاء فيها: "إننا لم نتلقَّ في أيّ مرحلة من المراحل تحذيرًا بشأن نية حماس شن الحرب، لقد قدَّر قادة جميع الأجهزة الأمنية، ومنهم رئيس (الشاباك) وقائد (أمان) أن حماس تحت حالة ردع".
القناة لفتت إلى أن معارضي نشر هذه التغريدة في مكتب نتنياهو "لم يتوقعوا أيضًا قوة العاصفة التي أحدثتها، ومن ثم حذفها نتنياهو في الصباح (الأحد)، وبعد ساعتين صدر قرار بأن يقدم اعتذارًا علنيًّا".
سبب الأزمة
وبيَّنت أن أعضاء حكومة الطوارئ الجدد من حزب "معسكر الدولة" الذي يترأسه وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وهو ضالع حاليًّا في قرارات الحرب، "لم يضعوا إنذارًا أمام نتنياهو في هذا الصدد لكنهم ضغطوا عليه للاعتذار عن تغريدته فحسب".
ويتعين الإشارة إلى أن هذا الجدل نجم عن أسئلة وُجِّهت إلى نتنياهو خلال مؤتمر صحفي حول مسؤوليته عن الإخفاق "إبان طوفان الأقصى"، والأقاويل بأنه تلقى وثائق رسمية مكتوبة من قائد شعبة الاستخبارات العسكرية (اللواء أهارون حاليفا، قائد هذه الذراع أصدر في وقت سابق بيانًا أعلن خلاله أنه من يتحمل المسؤولية عن الإخفاق، إضافة إلى رئيس "الشاباك"، حذَّرت من نية حماس شن حرب.
وخلال هذا المؤتمر، بحسب القناة، لم يشأ نتنياهو أن يعلن مسؤوليته التي أدَّت إلى هجوم حماس المباغت، وجاء رده كالتالي: "إن المهمة التي كلفت بها الجيش هي تدمير حماس والتيقن من أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل. إن وصفك (الكلام للصحفي الذي سأله خلال المؤتمر) لِما حدث قبل الهجوم غير صحيح. لقد سمعت أيضًا (اتهامات ضده) أنني أردت تعزيز قوة حماس، بالطبع لم أرغب في ذلك (..)".
ليست المرة الأولى
تجدر الإشارة إلى أن تلك هي المرة الثانية في غضون 3 أيام التي تُسرَّب فيها أنباء عن تدخلات زوجة نتنياهو في الأحداث الجارية، على الرغم من الوضع المعقد؛ إذ كشفت القناة ذاتها، يوم الخميس، أن يتسحاق بريك (لواء متقاعد)، والذي دأب على التحذير من الحرب البرية على غزة عبر منصات التواصل، أراد عقد اجتماع مع نتنياهو دون جدوى.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها القناة، نجح بريك أخيرًا في عقد اجتماع مع نتنياهو بعد تدخل زوجة نتنياهو، وبعد محاولات فاشلة اصطدمت برفض مدير مكتب رئيس الوزراء، وبرفض السكرتير العسكري لنتنياهو، آفي غيل.
وكان مقربون من نتنياهو نصحوا بريك، أحد أبرز معارضي الحرب البرية، لاعتقاده أنها لن تنجح، بأن يدلي بما لديه من تقديرات لرئيس هيئة الأمن القومي تساحي هانغبي، إلا أنه رفض وأصر على عقد اجتماع مع نتنياهو، ونجح أخيرًا بعد تدخل زوجة الأخير.