داعش يستثمر الكساسبة لتعميق الخلافات الداخلية بالأردن
داعش يستثمر الكساسبة لتعميق الخلافات الداخلية بالأردنداعش يستثمر الكساسبة لتعميق الخلافات الداخلية بالأردن

داعش يستثمر الكساسبة لتعميق الخلافات الداخلية بالأردن

عمان ـ يسعى تنظيم داعش إلى استثمار قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة سياسيا، والضغط على عمان بشأن موقفها من الإرهاب، فمن الواضح أن التنظيم المتشدد يتطلع للتلاعب بالفضاء السياسي في الأردن، وهو بارع في خلط الأوراق.

ويقول مراقبون إن التنظيم يحاول تعميق الخلافات الداخلية في دولة تشعر قواتها الأمنية بانزعاج متزايد من جاذبية الفكر المتشدد وخاصة في المدن الفقيرة في أنحاء المملكة.

وتسبب مصير الطيار الأردني الذي يحتجزه تنظيم داعش في ضغط عام على الملك عبد الله بشأن دور بلاده في الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد مما أثار خطر تزايد الاستياء في الدولة الحليفة لواشنطن.

وبعدما احتجز المتشددون الطيار الشاب معاذ الكساسبة في ديسمبر كانون الأول نشروا صورا اثارت صدمة لدى الأردنيين وجسدت أمام أعينهم مخاطر مشاركة بلادهم في الحرب.

ودافع الملك عبد الله عن الحملة قائلا إن المسلمين المعتدلين ينبغي أن يحاربوا جماعة أساء فكرها ووحشيتها لروح الاسلام.

لكن عشرات الشبان احتجوا في الكرك مسقط رأس الكساسبة وهتفوا بشعارات مناهضة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة وطالبوا العاهل الاردني بالانسحاب من الحملة.

وهتف الشبان الغاضبون الشهر الماضي في مدينة تقدم عشائرها منذ وقت طويل دعما قويا للأسرة الهاشمية بأنهم لن يكونوا كبش فداء لأمريكا.

ويقول محللون ودبلوماسيون إنه لا يعتقد كثيرون أن الأزمة سترغم الأردن على الانسحاب تماما من الحملة لكنه قد يقوم بدور أكثر تقييدا مثلما كان في الماضي.

موقف صعب لعاهل الأردن



ويرجع موقف الملك عبد الله إلى قلقه من تزايد تهديد المتشددين لبلاده. ونفذ تنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات القاتلة في الأردن منها تفجير في فندق في عمان في 2005 قتل 60 شخصا.

وطلبت الدولة الاسلامية الإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي التي شاركت في الهجوم وأدينت بعدما فشلت في تفجير حزامها الناسف. وقالت إن حياة الكساسبة مرتبطة بالافراج عن السجينة المحكوم عليها بالاعدام لكنها لم تقل إنها ستفرج عن الطيار.

وقال الملك عبد الله في إطار سعيه لحشد شعبه إن القلق من محنة الطيار وحد كل الأردنيين وإن احتجازه أثبت أنه لا بد من الانتصار في الحرب. لكن المظاهرات خرجت في حين كان يواسي والدي الكساسبة وزوجته لدى استقبالهم في القصر الملكي.

وقال الملك لمجموعة من زعماء العشائر أثناء زيارة قبل عشرة أيام انه لا توجد ساعة لا يعمل فيها هو والقوات المسلحة بشأن موضوع "طيارنا البطل". واضاف أن الحرب اليوم هي حرب داخل العالم الاسلامي "وهي حربنا".

وأثارت القضية استقطابا بين الأردنيين. ويقول القوميون إن الوقت ليس مناسبا لتبادل الاتهامات ودعوا الى الاحتشاد وراء الملك في حين يقول آخرون انهم سيحملون المسؤولية للحكام السياسيين للبلاد إذا قتل الطيار.

وقال النائب البرلماني السابق علي الضلاعين وهو من مسقط رأس الطيار إن الناس سيلومون النظام الأردني وسيتساءلون عن سبب ارسال الكساسبة إلى تلك الحرب. وأضاف أنه لن يلوم أحد الدولة الاسلامية إذا أعدمته ولن يؤدي إلا لزيادة الدعم لهم.وقاد مظاهرة يوم الجمعة تدعو لانهاء المشاركة العسكرية واتهم الحكومة بعدم التفاوض بجدية مع الدولة الاسلامية.

بل وأثار بعض الاردنيين المخاوف من أن يرسل الأردن قوات برية لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية.

وقالت هند الفايز وهي نائبة من عشيرة بني صخر القوية إن هذه الحرب "ليست حربنا" وعبرت عن أسفها إذا ضحى التنظيم المتشدد بالطيار الأردني لكنها قالت إنها تأمل أن تتجنب حكمة الملك والحكومة اتخاذ قرار بالمشاركة في حملة برية.

ونشر التنظيم ثلاثة تسجيلات فيديو مؤثرة ردا على المناشدات المتكررة من العائلة. ويقول التنظيم ان مهام القصف التي قام بها الكساسبة كانت مسؤولة عن مقتل نساء وأطفال.

وسافر عشرات الشبان حتى من موطن الطيار عبر الحدود للقتال إلى جانب جماعات متشددة في سوريا بل وحتى في أفغانستان.

وقال دبلوماسي غربي في عمان "إنه وضع صعب للأردن. ليست لديهم حيلة في ذلك."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com