رغم تهديدات أردوغان.. أكراد سوريا يمارسون أنشطتهم الطبيعية بمدن الإدارة الذاتية شمال البلاد
رغم تهديدات أردوغان.. أكراد سوريا يمارسون أنشطتهم الطبيعية بمدن الإدارة الذاتية شمال البلادرغم تهديدات أردوغان.. أكراد سوريا يمارسون أنشطتهم الطبيعية بمدن الإدارة الذاتية شمال البلاد

رغم تهديدات أردوغان.. أكراد سوريا يمارسون أنشطتهم الطبيعية بمدن الإدارة الذاتية شمال البلاد

باستثناء بيانات التحذير التي أصدرتها الجهات العسكرية والمدنية في مناطق الإدارة الذاتية، فإن مدينة القامشلي، التي تعد معقلًا رئيسًا للسلطة المحلية الكردية، بدت غير آبهة بالتهديدات التركية الأخيرة التي أشارت إلى أن ثمة عملية عسكرية وشيكة شرق الفرات.

وخلال جولة لمراسل "إرم نيوز" في القامشلي، لوحظ أن المدينة تعيش حياتها الطبيعية، في مؤشر على أن التهديدات التركية أصبحت أمرًا مكررًا، حتى وإن جاءت لهجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حادة، هذه المرة.

وقال "شيارط، الذي افتتح محله لبيع الألبسة في التوقيت المعتاد، إن "التهديدات التركية هي مصدر قلق لنا، لأن ذلك يذكرنا بالانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الجيش التركي والفصائل الموالية له في منطقة عفرين، لكن إذا اصغينا لهذه التهديدات، فعلينا أن ننزح من المنطقة أو أن نترك مشاغلنا وأعمالنا ونلتزم بيوتنا، وهو ما لن يحصل".

وكان الرئيس التركي قال، السبت، في أحدث تهديد له، إن قواته أنهت استعداداتها لشن "عملية على الأرض ومن الجو" ستبدأ "في أقرب وقت اليوم أو غدًا" في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيًّا، غير أن أنقرة تراها "منظمة إرهابية".

واشارت ليلى، التي تعمل موظفة في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية، إلى أن "الذارائع التركية بشن عملية عسكرية غير صحيحة"، معتبرة أن منطقة شرق الفرات هي من أكثر المناطق "أمنًا في سوريا".

وأضافت ليلى، أنها ستستمر في عملها المعتاد، من دون انقطاع، مستدركة "أن أي تدخل عسكري تركي هو مرفوض ويشكل مصدر قلق لنا، لكن هذا لا يعني أن نستسلم للخوف وأن تتوقف مشاغل الناس، خصوصًا وأن التهديدات التركية متواصلة منذ سنوات".

ورغم وجود العديد من الحواجز الأمنية في المنطقة إلا أنها لم تتخذ اي إجراءات استثنائية، بل راحت تمارس عملها المعتاد عبر التدقيق في هويات المارة، وإلقاء نظرة سريعة على السيارات ومن ثم السماح لها بالمرور، من دون ملاحظة وجود أي إجراءات إضافية في ضوء التهديدات التركية الأخيرة.

دعوة لمنع الهجوم التركي

وفي مقابل هذه الأجواء الطبيعية والهادئة نسبيًّا، دعا أكراد سوريا، على المستوى الرسمي، المجتمع الدولي إلى التدخل لمنع تركيا من شن هجوم ضد مناطق سيطرتهم.

وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان"، كما حثت "الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا بمن فيهم التحالف الدولي" الداعم لها "باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي".

وأكدت أن تهديدات أردوغان المستمرة "خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها". ونددت بصدورها رغم "التزامنا بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد".

وجاءت تهديدات أردوغان رغم توصل أنقرة وواشنطن في آب/أغسطس إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد والحدود التركية.

وبدأ تنفيذ الاتفاق، الذي أكد أكراد سوريا التزامهم بنجاحه لتجنيب مناطقهم هجومًا تركيًّا، عبر تسيير دوريات تركية أمريكية مشتركة.

إلا أن أردوغان قال في تصريحات سابقة، إن صبر تركيا ينفد، معتبرًا أنّه لم يحرز تقدمًا مع الولايات المتحدة بخصوص المنطقة العازلة في الشكل الذي تريده بلاده.

ويُعدّ الأكراد قوة عسكرية كبرى في سوريا، حيث لعبوا دورًا رئيسًا في قتال تنظيم داعش ودحر "الخلافة" التي أعلنها على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور.

ويخشى الأكراد من أن يسهم أي هجوم تركي في إعادة انتعاش التنظيم المتطرف الذي ما زال يتحرك عبر خلايا نائمة تابعة له. وتحتفظ قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، بعشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم المحتجزين تباعًا في السجون والمخيمات.

البنتاغون يحذر

وفي السياق ذاته، حذرت الولايات المتحدة من تقويض مصالحها المشتركة مع تركيا في حال شنت أنقرة هجومًا عسكريًّا غير منسق على شمال شرقي سوريا.

وعبرت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها البالغ لأي هجوم عسكري تركي في منطقة شمال شرقي سوريا التي وصفتها بـ"الآمنة".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شون روبرتسون، أن واشنطن تركز على إنجاح عمل الآلية الأمنية في شرق الفرات، لافتًا إلى أنه أفضل طريق للجميع.

واشار روبرتسون، أن بلاده "تعمل بكثب مع تركيا من أجل التنفيذ السريع للآلية الأمنية في الوقت المحدد أو قبله"، مؤكدًا أن واشنطن ستواصل تنفيذ الخطة بطريقة وصفها بـ"التعاونية والمنسقة".

وشدد المتحدث باسم (البنتاغون)، على أن "تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا في سوريا على الرغم من هزيمته العسكرية"، على حد تعبيره.

حزب شاملة

وكانت قوات سوريا الديمقراطية حذرت من جانبها من أي هجوم تركي محتمل على شرق الفرات، بعد ساعات من تهديدات أطلقها أردوغان.

وأوضح مدير المركز الإعلامي لقسد (اختصار لقوات سوريا الديمقراطية)، مصطفى بالي، أن قواته "لن تتردد في تحويل أي هجوم غير مبرر من جانب تركيا إلى حرب شاملة طويلة الأمد دفاعًا عن المنطقة".

لكن بالي، أشار إلى أن "قسد" ملتزمة بتطبيق الآلية الأمنية المتفق عليها بين واشنطن وأنقرة، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ الرابع من أيلول الماضي.

يشار إلى أن تركيا تحتل مناطق بشمال سوريا تمتد من جرابلس وحتى عفرين، غرب الفرات، بعد أن نفذت عمليتين عسكريتين هما درع الفرات وغصن الزيتون بمشاركة من فصائل المعارضة السورية الموالية لها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com