تقرير: خلافات بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو حالت دون شن حرب على غزة
تقرير: خلافات بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو حالت دون شن حرب على غزةتقرير: خلافات بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو حالت دون شن حرب على غزة

تقرير: خلافات بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو حالت دون شن حرب على غزة

كشف تقرير إسرائيلي تفاصيل جديدة حول أسباب امتناع الجيش الإسرائيلي عن شن حرب واسعة في قطاع غزة، عقب واقعة إطلاق قذائف صاروخية استهدفت مؤتمرًا انتخابيًا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته حينها بنيامين نتنياهو، في مدينة أسدود.

وبحسب التقرير، يبدو أن الأسباب تتعلق بخلافات بين الجيش والمستوى السياسي بشأن صلة هذه الحرب بالانتخابات التي أجريت في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وأجلت قوات الأمن الإسرائيلية نتنياهو ورئيس هيئة الأركان الأسبق غابي أشكنازي، أحد قيادات قائمة "أزرق أبيض"، من موقعين مختلفين في عسقلان وأسدود، لدى مشاركتهما في مؤتمرين انتخابيين منفصلين قبل انطلاق الانتخابات بأسبوع.

وأعلنت حركة حماس أنها غير مسؤولة عن واقعة إطلاق الصواريخ، وقالت إنها غير راضية عما حدث، وتعتقد أن إطلاق الصواريخ "يتعارض مع المصلحة الوطنية الفلسطينية".

اعتبارات ميدانية

وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم"، السبت، أن الجيش الإسرائيلي كان بصدد شن حرب على قطاع غزة عقب هذه الواقعة، لكن تقدير الموقف أظهر وجود مشكلة ستحدث لو جرى توجيه ضربات ضد الأهداف المختارة، ومن ثم حالت الاعتبارات الميدانية دون شن هذه الحرب، والمشكلة هي أن ضرب الأهداف المختارة سيعني تصعيدًا حتميًا وحربًا واسعة.

وكان نتنياهو يشارك في مؤتمر انتخابي يوم 10 أيلول/ سبتمبر الجاري في أسدود، فيما يشارك أشكنازي في مؤتمر في عسقلان، وهنا أطلقت حركة الجهاد الإسلامي، بحسب التقارير، صاروخين جرى اعتراض أحدهما وسقط الآخر في مكان مفتوح.

واضطر نتنياهو للنزول من المنصة وعاد بعد دقائق، لكن تم وقف البث الحي من الموقع، ما ترك انطباعًا بأن الفصائل الفلسطينية قادرة على التأثير على المؤتمر الانتخابي وربما العملية الانتخابية في إسرائيل، حذر إزاءه القائمون على حملة نتنياهو من تأثير الواقعة على موقفه الانتخابي.

مشاورات أمنية وعسكرية

وأجريت مشاورات أمنية وعسكرية شارك فيها جميع رؤساء الأجهزة المختصة، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان العامة ورئيسي الشاباك والموساد، فضلًا عن مستشار الأمن القومي والعديد من جنرالات الجيش الإسرائيلي، حيث طالب نتنياهو برد قاسٍ، فيما جاء الرد عبر استهداف مواقع نوعية في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن سلاح الجو كان قد بدأ الاستعداد للحرب وبدأ الجيش يستعد للتصعيد المتوقع، حيث كان الاعتقاد السائد هو أن رد الفصائل سيكون عبر قصف تل أبيب، ومن ثم حرب ستستمر لأيام، وهنا تم إيفاد مستشار الأمن القومي مئير بن شابات إلى رئيس اللجنة المركزية للانتخابات القاضي حانان ميلتسر، لإبلاغه بأن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا عسكريًا سيحتم تأجيل الانتخابات.

وأردفت أن الظروف العملياتية لم تسمح بضرب الأهداف المتفق عليها، خشية التصعيد، لذا فقد شن قادة كبار بالجيش هجومًا ضد قرار نتنياهو بشأن الحرب، وذلك خلال نقاش داخلي، وقالوا إن ما هو مطلوب يتعارض مع السياسات المتبعة بحق غزة، وسوف يبدو الأمر وكأن الجيش أداة سياسية في هذا التوقيت، للتأثير على سير الانتخابات لصالح نتنياهو.

اجتماع "الكابينت" وزيارة روسيا

وفي حينها طالب النائب العسكري الأول مستشار الأمن القومي والحكومة بعقد اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، وهو الكيان الذي بيده اتخاذ قرار الحرب، من أجل الاستماع إلى رأي الجهات العسكرية المختصة قبل تنفيذ القرار الخاص بنتنياهو، وعدم الاعتماد على قرار جرى اتخاذه خلال جلسة مشاورات من بينها مشاورات تمت عبر الهاتف.

وتوجه نتنياهو، في اليوم التالي، إلى منتجع "سوتشي" الروسي لعقد اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، وحين عاد ألغي الرد الإسرائيلي من جدول الأعمال، بعد أن كانت الحرب قاب قوسين أو أدنى.

البعد الأمني

وكان مراقبون إسرائيليون قد أشاروا إلى أن هذه الواقعة حملت بعدين أساسيين، ففي الوقت الذي تصب فيه لصالح حملة نتنياهو الانتخابية، لا سيما أنه طالما دق على البعد الأمني لحث الناخبين على التصويت لصالحه، لكنها في الوقت نفسه تضعه عمليًا في قلب الأزمة التي تؤرق سكان جنوب إسرائيل، والذين يتهمونه بعدم توفير الأمن.

وتلقى نتنياهو تكليفًا رئاسيًا بتشكيل الحكومة الخامسة والثلاثين في تاريخ البلاد، مع أن حزب "الليكود" الذي يرأسه خسر هذه الانتخابات بفارق مقعد واحد عن قائمة كاحول لافان (أزرق أبيض)، والتي حققت المركز الأول برصيد 33 مقعدًا، حيث أظهرت المشاورات أن هذه القائمة لن تتمكن من الحصول على دعم 61 نائبًا من أجل تشكيل الحكومة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com