القتال بليبيا يلقي بظلاله على اقتصاد مصراته
القتال بليبيا يلقي بظلاله على اقتصاد مصراتهالقتال بليبيا يلقي بظلاله على اقتصاد مصراته

القتال بليبيا يلقي بظلاله على اقتصاد مصراته

مصراته- بدأت وطأة صراع على السلطة بين حكومتين متنافستين ينذر بتمزيق أوصال ليبيا، تظهر على مصراته التي تعد مركزا هاما للشحن البحري والصناعة، لم يكن يعبأ بالاضطرابات التي تشهدها البلاد حتى الآن.

وقد تم خفض الإنتاج في أكبر مصانع الصلب في البلاد، واضطر المسؤولون عن مرفأ مصراته للحد من أنشطته.

وتتقاتل فصائل مسلحة متحالفة مع الحكومتين المتنافستين؛ للسيطرة على ليبيا بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي.

وتعمل إحدى الحكومتين انطلاقا من طرابلس بعد إرغام الحكومة المعترف بها دوليا على الانتقال إلى شرق البلاد.

وهوى إنتاج النفط إلى 20% مما اعتادت ليبيا ضخه قبل الانتفاضة على القذافي التي دعمها حلف شمال الأطلسي، بينما تعطلت واردات القمح وغيرها من الأنشطة في الموانيء البحرية بسبب الاشتباكات في شرق البلاد.

وحتى الآن لم تكن مصراته قد تأثرت بالاضطرابات، إذ أن الموانئ فيها تخدم جانبا كبيرا من البلاد، كما أنها أصبحت منفذا رئيسا للرحلات الجوية إلى ليبيا عندما تسبب القتال في إغلاق مطار طرابلس الرئيسي خلال الصيف.

كذلك فإن مصراته ثالث أكبر مدن ليبيا، وتضم أكبر منطقة للتجارة الحرة وأكبر شركة لمنتجات الألبان وهو ما يجعلها الموقع الوحيد الذي يضم أنشطة صناعية غير نفطية في بلد يعتمد على النفط في تحقيق معظم إيراداته.

غير أن مصراته تعد أيضا قاعدة قوة فصيل "فجر ليبيا"، الذي استولى على طرابلس خلال الصيف وطرد الفصائل المسلحة المنافسة له في معركة استمرت شهرا، وبعد أن أقام فصيل "فجر ليبيا" حكومته المنافسة، أصبحت مصراته خط مواجهة.

وقصفت طائرات حربية تابعة للحكومة المعترف بها "ترابط" في الشرق منذ سقوط العاصمة مصنع الصلب في مصراته والميناء والمطار. ولم يصب شيء يذكر، لكن الحملة دفعت شركات الشحن البحري والخطوط الجوية التركية آخر شركة طيران أجنبية تسير رحلات إلى ليبيا إلى وقف نشاطها.

وكانت قوات من مصراته شكلت في وقت من الأوقات كتائب مقاتلة حاربت إلى جانب كتائب من الزنتان للإطاحة بالقذافي، غير أن الفصائل الليبية بدأت تتقاتل مع انقلاب المناطق والمدن على بعضها البعض.

وفي مصراته، قال رئيس الشركة الليبية للحديد والصلب إحدى أكبر شركات الصلب في أفريقيا، محمد عبد الملك الفقيه،إن الشركة تواجه نقصا في إمدادات الغاز وستضطر إلى خفض إنتاجها هذا العام بإغلاق اثنتين من الوحدات الثلاث للاختزال المباشر للحديد.

وقال الفقيه، إن الشركة اتفقت مع شركة الكهرباء تنفيذا لتعليمات الحكومة على خفض الإنتاج إلى 33% من الإجمالي بسبب مشاكل إمدادات الغاز وذلك لتوفير الغاز الطبيعي والكهرباء.

وسيبلغ إنتاج الحديد المختزل الذي يعد مكونا رئيسيا في صناعة الصلب 550 ألف طن فقط في عام 2015 بانخفاض كبير عن خطط الإنتاج التي كانت مقررة في العام الماضي وبلغت 1.6 مليون طن. لكن الإنتاج الفعلي في العام الماضي بلغ 60% من المستهدف بسبب نقص الكهرباء.

وستؤثر هذه التخفيضات على عمليات إنتاج الصلب وسيتم إغلاق اثنين من أفران الشركة الستة.

وقد انخفض إنتاج ليبيا من الغاز منذ شنت جماعة متحالفة مع فصيل فجر ليبيا هجوما؛ للسيطرة على مرفأ السدر النفطي في شرق البلاد. وما زالت قوات تابعة لحكومة الشرق تسيطر على المرفأ لكنه أصيب بأضرار واضطر للتوقف عن العمل.

وتقول حكومة طرابلس إنها اضطرت أيضا لخفض إنتاج الغاز في مجمع مليتة في الغرب بسبب خطر الضربات الجوية.

وقال الفقيه إنه رغم أن الأمن في مصراته ما زال أفضل منه في بنغازي وطرابلس حيث قتل مسلحون تسعة أشخاص في هجوم على فندق، الثلاثاء، فقد سحب مقاولو الصلب الأتراك والنمساويين موظفيهم من المدينة بسبب الضربات الجوية.

وأضاف أن أعداد السفن التي تنقل المواد الخام أو الوقود المستورد وترفض الرسو في مصراته تتزايد.

وفي مرفأ مصراته التجاري انخفض حجم عمليات مناولة الحاويات إلى ما يعادل 174 ألفا و340 حاوية قياسية في العام الماضي من 225 ألفا و929 حاوية عام 2013 وفقا لأحدث البيانات وذلك بعد سنوات من النمو المطرد.

وقال مصدر بصناعة الشحن إن بعض شركات الشحن الأجنبية حولت شحناتها إلى موانيء ليبية أصغر مثل ميناء الخمس غربي مصراته بعد أن أصابت طائرة حربية مخزنا بأحد الأرصفة.

ويوم الاثنين أرغمت طائرات حربية تابعة للحكومة الرسمية ناقلة وقود ليبية مبحرة من اليونان إلى مصراته على تحويل وجهتها إلى مدينة طبرق في الشرق حيث يوجد البرلمان المنتخب.

وسمح لها بالعودة إلى مصراته بعد أن فتشتها القوات بحثا عن أي أسلحة.

وفي وقت سابق هذا الشهر أصيبت ناقلة يونانية الملكية في غارة جوية أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها كما تعرضت سفينة صيد للقصف من جانب طائرات حربية أيضا.

وتجري الأمم المتحدة محادثات في جنيف مع بعض الفصائل المتحاربة لكن الحكومة التي تعمل انطلاقا من طرابلس لم تشارك فيها.

ويشارك في المباحثات ممثلون لمصراته حرصا على التوصل لحل سريع.

وقال عضو مجلس المدينة ، محمد التومي: "في مصراته 70% من الناس يعملون في التجارة والصناعة. ونحن نريد فعلا وقف هذه الحرب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com