بعد عامين على توقف المعارك.. الألغام تعرقل إعمار المواقع الأثرية في نينوى العراقية
بعد عامين على توقف المعارك.. الألغام تعرقل إعمار المواقع الأثرية في نينوى العراقيةبعد عامين على توقف المعارك.. الألغام تعرقل إعمار المواقع الأثرية في نينوى العراقية

بعد عامين على توقف المعارك.. الألغام تعرقل إعمار المواقع الأثرية في نينوى العراقية

رغم مرور عامين على توقف الحرب ضد تنظيم داعش، في محافظة نينوى شمالي العراق، إلا أن المخلفات الحربية ما زالت تحول دون إعادة إعمار المواقع الأثرية في المدينة.

وأعلنت الحكومة العراقية، نهاية عام 2017، توقف الحرب بشكل كامل ضد تنظيم داعش، والبدء بمرحلة إعادة إعمار المناطق المدمرة، والمواقع الأثرية.

وتضم محافظة نينوى عدة مواقع مهمة وأثرية، يعود أغلبها إلى قرون طويلة، أبرزها الجامع الكبير ومنارته "الحدباء"، التي اكتسبت شهرة عالمية إبان الحرب على داعش، الذي عمد إلى قصفها وهدمها بالكامل.

وأعلنت وزارة الصحة والبيئة العراقية، الإثنين، "تطهير" جامع النوري والمنارة الحدباء في الموصل القديمة من المخلفات الحربية بشكل كامل، من قبل دائرة شؤون الألغام.

وقالت الوزارة، في بيان: إن "لجنة محلية دولية تدارست على مدى يومين الإجراءات الملائمة لتسليم هذه المواقع إلى محافظة نينوى والوقف السني، وذلك في إطار المباشرة بإعادة إعمار هذه المعالم الأثرية المهمة من قبل منظمة اليونسكو".

وتساءل مراقبون في نينوى عن سبب مرور سنتين لحين الانتهاء من تأهيل المواقع التراثية والمهمة من المخلفات الحربية، في ظل الدعم المقدم من المنظمات الدولية وبعض الدول الأخرى، خاصة مع وجود مساجد أخرى ما زالت بانتظار انتهاء أعمال المسح، مثل الجامع الأموي، وجامع الأغوات.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى حسن سبعاوي: إن "الجهود المبذولة من قبل دائرة نزع الألغام لا تتناسب وحجم الكارثة التي تعيشها نينوى، إذ ما زالت هناك الكثير من المخلفات الحربية في الأزقة والأحياء السكنية، بما يحمل ذلك من مخاطر على السكان، فضلًا عن وجودها في الأماكن التراثية بمختلف المواقع في نينوى، وهو ما حال دون إعادة إعمارها بالسرعة المطلوبة".

وأضاف سبعاوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "بعض تلك المواقع بدأت عمليات الإعمار فيها، لكن أغلبها وأعدادها بالعشرات ما زالت بانتظار انتشال المخلفات الحربية للسماح للدوائر المعنية بدخولها وبدء تأهيلها".

وبحسب إحصائيات رسمية، فإن تنظيم داعش دمّر أكثر من 119 مسجدًا ووقفًا إسلاميًا يتبع الأوقاف، وأغلبها في المدينة القديمة، فضلًا عن عشرات المواقع الأثرية، مثل جامع النبي شيت، والإمام محسن، والإمام الباهر، والمصفى الأموي، والمجاهدي، فضلًا عن جامع النبي يونس، والنوري ومنارته الحدباء.

بدوره، ذكر مسؤول في ديوان الوقف السني أن "بعض الأعمال بدأت في جامع النوري الكبير خلال الفترة الماضية، بعد إزالة الألغام من بعض المواقع فيه، لكن إعلان الجهات المختصة انتهاء أعمال فيه يعني تسريع وتيرة العمل خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الإمارات تبرعت بـ 50 مليون دولار للمسجد والمنارة الحدباء".

وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"إرم نيوز"، أن "إعادة بناء تلك المواقع مثل جامع النبي يونس وجامع المجاهدي بحاجة إلى أعمال تقوم بها عدة دوائر، وليس الأمر مقتصرًا على الوقف السني، أو الجهات المانحة مثل الدول والمنظمات، فهناك حتى بعض الجهات التي تمارس عمليات الابتزاز ضد المنظمات وتعرقل أعمالها".

وتعد محافظة نينوى الأولى بعدد المواقع الأثرية، وفيها ما يقارب من ألف و800 موقع أثري، من ضمنها 4 عواصم للعراق القديم هي آشور ونينوى والنمرود والحضر.

وعمد تنظيم داعش إبان دخوله الموصل عام 2014 إلى تدمير الآثار والمعالم التراثية التي تتميز بها المدينة، فضلًا عن هدم متحفها الذي يضم آثارًا آشورية تاريخية، ومجسمات أثرية، يعود بعضها للقرن الثامن قبل الميلاد.

كما دمر التنظيم تماثيل ضخمة، من بينها تماثيل تعود إلى حضارات بلاد الرافدين، وتمثال للثور الآشوري المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com