ما الذي أوجع تركيا في زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص؟
ما الذي أوجع تركيا في زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص؟ما الذي أوجع تركيا في زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص؟

ما الذي أوجع تركيا في زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص؟

أحدثت زيارة وزير الخارجية السعودي، إبراهيم العساف، إلى قبرص، أمس الأربعاء، وما تضمنته من اتفاقات وتصريحات، غضبًا في دوائر السلطة التركية، وتفاعلًا إعلاميًا على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولم يُخّفف منه انشغال تركيا بالانفجار الكبير الذي حصل، فجر اليوم الخميس، في إحدى قواعدها العسكرية بشمال قبرص وأصاب 12 شخصًا.

مجرد زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص، كان بالنسبة لتركيا أمرًا كبيرًا ركزت عليه وكالة الأناضول الرسمية مذكرة بأنها الزيارة الأولى من نوعها. وكانت في ذلك تقرأ في الزيارة أنها اختراق للجغرافيا الاستراتيجية التركية، ودخول سعودي إلى ما يُوصف سياسيًا بأنه الحديقة الخلفية لتركيا والتي تُشكل مُجمّعًا عصبيًا تتقاطع فيه المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية.

زيارة العساف لقبرص تضمنت لقاءات مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاساديس ورئيس البرلمان ووزير الخارجية

في صلب السيادة

في التناول التركي لزيارة الوزير السعودي لقبرص، استذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن جزيرة قبرص مُقسمة منذ 1974، وأن الحكومة القبرصية ترفض الوجود العسكري التركي في الجزء الشمالي من الجزيرة الذي تعتبره أنقرة تابعًا لها.

وفي موضوع مشروعية الدولة القبرصية وسيادتها، وهو عصب الوجع التركي، جاء حديث وزير الخارجية السعودي في ختام الزيارة، ليشكل ما وصف في سرديات وكالات الأنباء بالاختراق الذي فاجأ أنقرة وتناولها من الخاصرة.

وقال العساف، عن برنامج الزيارة وأهدافها: "نعم ناقشنا مشكلة قبرص وندعم مشروعية قبرص وسيادتها، كما نؤيد القرار الدولي الخاص بالملف، ونأمل أن يحّل الطرفان المشكلة بطريقة سلمية، وسنواصل دعمنا لقبرص".

حديث العساف، عن مواصلة الدعم السعودي لقبرص في قضية السيادة والشرعية، عزّزه بتأكيد: "الاتفاق على ضرورة الاستفادة من العديد من العناصر التي تجمعنا والتاريخ الذي يربط قبرص بالعالم العربي والفرص الاقتصادية التي يوفرها بلدانا".

في إشارات الوزير السعودي للعلاقات التاريخية التي تجمع قبرص مع العالم العربي، واعتبارها أرضية لاستثمار الفرص الاقتصادية التي تتوفر في البلدين، قرأت تركيا، كما يبدو تطوارت قادمة فيها مساحة واسعة للتعاون السعودي القبرصي في مجالات الغاز والنفط، فضلًا عن قضايا السياحة والتجارة، وهي في مجملها تشكل بالنسبة لتركيا مصدر قلق عميق يندرج سياسيًا في المربع الاستراتيجي.

الغاز البحري

يشار إلى أن بين الحكومة القبرصية وتركيا دعاوى سيادة، كان أكثرها إلحاحًا في الفترة الماضية موضوع حقول الغاز البحرية في حدود غير مرسّمة. وفي المقابل استطاعت قبرص أن ترسم مع مصر حدودها البحرية لتجعل موضوع الغاز فرصة كبيرة للتعاون مع مصر، وهو ما أثار لدى تركيا غضبًا يتضاعف الآن بفتح صفحة جديدة بين قبرص والسعودية التي لديها في مجالات النفط والغاز الكثير مما تستطيع أن تقدمه لقبرص، وتفهمه تركيا بأنه سحب من حسابها الاستراتيجي.

إرباك "الخليفة"

ورأى مغردون سعوديون في الزيارة، خطوة ذكية من بلادهم للرد على تركيا وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، وفي الوقت نفسه، دون الوصول لحد قطع العلاقات الدبلوماسية.

وكتب الصحفي عضوان الأحمري، على حسابه في تويتر: "السعودية فضلت عدم قطع العلاقة مع تركيا، لكنها اختارت تفعيل مقاطعة سياحتها والتحذير منها ومن خطرها، دعم قبرص في نزاعها من أنقرة. وفي المقابل، ظهور أحزاب جديدة مقلقة لأردوغان بعد سقوط إسطنبول وخسارته لها. الخليفة غارق في صراعاته، إرباكه أفضل من تركه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com