العراق.. رفض واسع لتصريحات قيادي مليشياوي وصف الجيش بـ"المرتزق"
رفضت أوساط شعبية وسياسية عراقية تصريحات للقيادي في مليشيا النجباء، يوسف الناصري، وصف فيها الجيش العراقي، بـ"المرتزق" وطالب بحلّه، وتسليم مهامه للحشد الشعبي.
وقال الناصري في حديث متلفز: ”أطالب بحل الجيش العراقي، وإعادة هيكلة القوات الأمنية، واعتبار الحشد الشعبي هو الجيش الأول، وليس الرديف، وتحويله إلى وزارة لحماية أمن العراق ومستقبله“.
وأضاف الناصري،: ”لسنا بحاجة إلى من يعطى الأموال ليكون جنديًا في الجيش، وعندما تحصل حادثة يلقي بملابسه ويهرب (في إشارة إلى هرب الجيش إبان اجتياح داعش مدينة الموصل 2014)، فهذا جيش مرتزق وليس وطنيًا“.
وطالبت وزارة الدفاع العراقية المذكور بسحب تصريحه “المسيء” للجيش والاعتذار عنه.
وقال قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله في بيان إنّه “في الوقت الذي تتكامل منظومة الأمن الوطني للدولة ويقدم الجيش العراقي الدعم والإسناد لجميع القوات الأمنية، وتحقيق الانتصارات الناصعة في تحرير كامل التراب العراقي من دنس عصابات داعش الإرهابية، نتفاجأ بتصريح غريب من الشيخ يوسف الناصري الذي اتهم الجيش بتهم قاسية تطعن بوطنيته وطالب بحل الجيش".
وأضاف يار الله أن "قيادة العمليات المشتركة تبين استنكارها لهذا التصريح الغريب وتطالب صاحبه بسحبه والاعتذار عنه، لأن هذا التصريح لا يشكل إساءة للجيش العراقي البطل فحسب وإنما لكل الشهداء والمضحين من أبنائه ولعموم الشعب العراقي"، مهددًا بـ"اتخاذ الإجراءات المناسبة".
بدوره علّق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في تغريدة عبر "تويتر"، قال فيها: " الجيش_العراق_سور_الوطن، فالسلام على جيش العراق والسلام على الوطن، وأسأل الله ان يجنب العراق وشعبه المحن".
وسادت حالة من الغضب لدى الناشطين العراقيين عقب تصريحات الناصري، واعتبروا أن ذلك يندرج ضمن منافسة الحشد الشعبي للقوات النظامية، وأن الحملة التي تشنها أطراف في الحشد ضد الجيش العراقي تأتي لتشويه صورته.
بدوره نفى الحشد الشعبي، اليوم الأربعاء، صلته بالقيادي في حركة النجباء يوسف الناصري بعد تصريحه المثير للجدل.
وذكر بيان صدر عن الحشد أن "رجل الدين الشيخ يوسف الناصري لا ينتسب للحشد وليس لديه أي منصب أو صفة رسمية".
وشدد البيان رفضه، لـ "أي تصريح فيه إساءة لقواتنا الامنية وبالأخص ضد الجيش العراقي البطل”، مؤكدًا أن "ما صدر عن الناصري في احدى البرامج التلفزيونية يمثل إساءة تعبر عن وجهة نظره الشخصية ولا تتعلق بِنَا لا من قريب ولا بعيد".
ويرى مراقبون للشأن العراقي، أن تلك التصريحات تهدف بالفعل إلى تقديم الحشد الشعبي كنموذج وحيد للمؤسسة الأمنية العراقية، وإضعاف الجيش والشرطة المحلية، والتذرع بشكل دائم بالماضي لتعزيز قوة الموقف في الحاضر.
وكان الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أعلن سابقًا، أن الحشد الشعبي أصبح أقوى من الجيش العراقي.
