جدل في العراق بسبب جثث مخطوفين غيبت لسنوات
جدل في العراق بسبب جثث مخطوفين غيبت لسنوات جدل في العراق بسبب جثث مخطوفين غيبت لسنوات

جدل في العراق بسبب جثث مخطوفين غيبت لسنوات

فجرت قضية المخطوفين الستة الذين عثر على جثثهم داخل ثلاجة لدائرة الصحة في محافظة بابل، غضبًا عارمًا في العراق، خصوصًا أن الجثث بقيت في الثلاجة دون الإبلاغ عنهم لمدة 6 سنوات.

وأعلن النائب في البرلمان أحمد الجبوري عن وجود جثث لـ"مختطفين" معظمهم من المناطق المحررة من داعش، تم دفنها دون تسليهما إلى ذويهم، وسط اتهامات للحشد الشعبي بالتورط في الجريمة.

وقال الجبوري في بيان إن "جثثًا تم التعامل معها على أنها مجهولة الهوية، وهي لمختطفين معظمهم من المناطق المحررة، ويتم تسليمهم لمنظمة مجتمع مدني لغرض دفنهم".

وتساءل الجبوري قائلًا: "أين دور الحكومة في تسليم الجثث -وبعضهم أطفال ونساء ومعظمهم رجال- إلى ذويهم أو محافظاتهم، أو إلى مفوضية حقوق الإنسان".

صدمة وغضب

وسادت حالة من الذهول والصدمة لدى سكان محافظة الأنبار، التي فقدت عام 2014 أكثر من ألفي شخص من منطقة الرزازة والصقلاوية، عندما كانوا في طريقهم إلى محافظة كربلاء هربًا من تنظيم داعش، لتعترضهم فصائل من الحشد الشعبي وتقتادهم إلى جهة مجهولة، يُعقتد أنها غيّبتهم في منطقة جرف الصخر في بابل، وهي منطقة سنية هجر الحشد الشعبي أهلها آنذاك، وجعلها معتقلًا كبيرًا يخضع لنفوذه دون السماح لأحد بدخولها لغاية الآن.

وكان النائب السابق عن تحالف القوى العراقية أحمد السلماني قد اتهم فصيلًا تابعًا لميليشيا حزب الله العراق باعتقال 1400 مواطن في معبر الرزازة، واحتجازهم في منطقة جرف الصخر.

حزب رئيس البرلمان يهدد

بدوره قال تحالف القوى العراقية الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي: "تفاجأنا بمعلومات عن الجرائم الوحشية المرتكبة بحق العراقيين الأبرياء (أطفال ونساء وشيب وشباب)  من أبناء مناطق شمال بابل وحزامها، يقابلها  إهمال وصمت حكومي وأمني مطبق".

وأضاف في بيان أن "ما يقرب من 120 جثة لعراقيين مغدورين، تواطأت بالتكتم عليها حكومة بابل المحلية ومديريات بلديتها وصحتها لتسلمها إلى منظمة مجتمع مدني لتقوم بدفنها في محافظة كربلاء المقدسة، دون أن يكون للحكومة الاتحادية موقف أو بيان أو تصريح أو قرار جريء للتحقيق في هذه الجرائم التي ترتقي لجرائم ضد الإنسانية".

وتابع البيان: "قدمنا قوائم بأسماء آلاف العراقيين الذين غيبوا في معابر بزيبز، والرزازة، وسامراء، والصقلاوية، ويثرب، إلا أنه ومع شديد الأسف فشلت الحكومة الاتحادية في الكشف عن مصيرهم أو فرض سلطتها وهيبتها على من يحتجزهم واتخذت من التسويف سبيلًا للتهرب".

وهدد التحالف باتخاذ موقف "عربي وإسلامي ودولي، أمام الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي ومجلسي الأمن وحقوق الإنسان الدوليين، لفضح وتوثيق الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية من قبل المجاميع المسلحة أمام مرأى ومسمع الحكومة العراقية".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر ناشطون ومدونون عراقيون عن غضبهم من سلوك المسؤولين في محافظة بابل، وتكتمهم على جثث المختطفين، دون إبلاغ ذويهم في محافظة الأنبار عنهم، أو التواصل مع الجهات المختصة بشأن ذلك، ودفنهم بكل سرية.

مدينة منزوعة المواطنين

وشهدت المنطقة المحصورة بين الأنبار وكربلاء وبابل اعتقال آلاف المواطنين الهاربين من الأنبار، حيث تم اقتيادهم إلى سجون داخل بساتين ناحية جرف الصخر، التابعة إداريًا لمحافظة بابل جنوب غرب بغداد.

وعلى مدار السنوات الماضية طالب نواب من المكوّن السني بشكل متكرر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي والمجتمع الدولي، بالكشف عن مصير المفقودين من الرزازة وباقي المختطفين من أبناء المدن الغربية والشمالية، وإعادتهم إلى ذويهم، لكن تلك المناشدات لم تجد طريقها إلى المعنيين.

وعلى الدوام، ينفي مجلس محافظة بابل، التي تضم منطقة جرف الصخر ”منزوعة المواطنين“، وجود سجون سرّية فيها، حيث أعلن علي السلطاني عضو المجلس، أن الأنباء والتقارير التي تحدثت عن وجود سجون سرية في ناحية جرف الصخر غير صحيحة، وهي مجرد شائعات، هدفها بث التفرقة بين العراقيين، حسب وصفه.

وقال السلطاني في تصريح سابق، إن "ناحية جرف الصخر، خالية تمامًا من أي سجون سرية، كما أنها خالية من أي معتقل"، مبينًا أن "الذين يتحدثون عن ذلك عليهم تقديم الأدلة، وعدم إطلاق الشائعات المغرضة".

وشهدت مدينة جرف الصخر عام 2014 معارك ضد تنظيم داعش، حيث تمكنت قوات الحشد الشعبي من هزيمته، لكن قابل ذلك تهجير أو هجرة جماعية كبيرة للمواطنين الساكنين في المدينة، حيث مازال آلاف المواطنين في إقليم كردستان وبغداد، دون بوادر عودة إليها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com