بعد انتقادات قادتها وتخبط مسؤوليها.. هل تعيش حماس أزمة داخلية؟
بعد انتقادات قادتها وتخبط مسؤوليها.. هل تعيش حماس أزمة داخلية؟بعد انتقادات قادتها وتخبط مسؤوليها.. هل تعيش حماس أزمة داخلية؟

بعد انتقادات قادتها وتخبط مسؤوليها.. هل تعيش حماس أزمة داخلية؟

شهدت حركة "حماس" في غزة، أخيرًا، مواقف عديدة تشير بقوة إلى وجود تصدع شديد داخل الحركة أبرزته انتقادات حادة من بعض قادتها لسياسات وسلوكيات "حماس" في غزة، علاوة على التصريحات المتخبطة التي خرج بها بعض قادة الحركة في مواقف مختلفة.

ويرى مراقبون أن "حماس" تعيش أزمة سياسية طفت على السطح من خلال المواقف والتصريحات الغريبة التي تصدر كل حين عن قادتها، والتي أدت إلى تراجع شعبيتها في غزة أخيرًا، خاصة بعد تعامل الحركة القمعي مع حراك شعبي انطلق قبل عدة أشهر احتجاجًا على الأوضاع المعيشية في غزة.

فتحي حماد وجز رقاب اليهود

وأثار فتحي حماد عضو المكتب السياسي للحركة ووزير الداخلية السابق، ردود فعل واسعة بتصريحات هدد فيها بـ "جز رقاب اليهود في كل مكان في الكرة الأرضية" وتوزيع أحزمة ناسفة على المشاركين في مسيرات العودة، ذكورًا وإناثًا، رغم أن "حماس" تقول دومًا إنها "نشاط سلمي شعبي".

وتبرأت "حماس" من تصريحات حماد مؤكدة أن "هذه التصريحات لا تعبر عن مواقف الحركة الرسمية"، ومشددة على أن "سياسة الحركة المعتمدة والثابتة التي نصت على أن صراعنا مع الاحتلال الذي يحتل أرضنا ويدنس مقدساتنا، وليس صراعًا مع اليهود في العالم ولا مع اليهودية كدين".

ولاحقًا، تراجع عماد عن تصريحاته قائلًا إن "السياسة الثابتة والمعتمدة لدى الحركة تحصر مقاومتها ضد الاحتلال الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين ويدنس مقدساتها، وهذا الموقف هو ما تعبر عنه حركة حماس دومًا في سلوكها السياسي، وما أكدته الوثيقة السياسية للحركة"، حسب قوله.

أزمة نصار مؤسس القسام

الواقعة التي أحدثت جدلًا واسعًا في المجتمع الغزي، كانت تمس أحد مؤسسي "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" وأبرز القادة العسكريين للحركة.

وفاجأ محمد نصار الذي اعتاد على نقد حركته أخيرًا، بإعلان قطع الحركة لراتبه عقابًا له على ما ينشره من تدوينات عبر مواقع التواصل يهاجم فيها سلوكيات الحركة ومنهجياتها.

ونشر نصار، وهو أول من شارك في عملية خطف وقتل جنود إسرائيليين في غزة، منشورًا عبر ”فيسبوك“ قال فيه: ”لقد تم قطع راتبي من حماس لكي أتوقف عن الكتابة، لكنكم لن تستطيعوا إيقافي إلا برصاصة في قلبي، فتسكت لساني عن الكلام“.

ولقي منشور نصار تفاعلًا كبيرًا في الأوساط الفلسطينية، وعبر طيف واسع من الفلسطينيين عن استغرابهم مما يتم تداوله بشأن أبرز وأقدم قادة ”حماس“.

ورجحت أوساط سياسية أن يكون قرار ”حماس“ العقابي بحق نصار، جاء على خلفية فيديو نشره أخيرًا انتقد فيه الأوضاع الداخلية والصراع الفصائلي و“الإسلام السياسي“ وغيرها من الأمور التي أدت لتدهور الأوضاع في قطاع غزة.

دولة غزة وسيناء

دولة غزة بحدود من الأردن إلى سيناء، كانت من الأزمات التي عصفت بالحركة، بعدما سببت سجالًا سياسيًّا بين اثنين من قادتها هما أحمد يوسف ومحمود الزهار.

أحمد يوسف قال في مقابلة له إنّه خلال عمله مستشارًا لإسماعيل هنية في 2009 حمل أوروبيون مقترحات دولة في قطاع غزة تمر من سيناء المصرية وتصل حتى حدود الأردن.

وأضاف أن ”تلك المشاريع هي إسرائيلية، والهدف آنذاك كان توسيع غزة باتجاه الشمال، وتعويض مصر بأراضٍ أخرى بدلًا من أراضي سيناء، من أجل ربط غزة بالأردن، مع بعض أجزاء من الضفة الغربية، عبر مشروع (غيورا آيلاند)“.

واستطرد يوسف: ”كانت مساحة تلك الدولة كبيرة ومعقولة، تسمح لغزة، بالتوسع، وعدم الاكتظاظ الموجود حاليًّا، مضيفًا: ”نحن بدورنا رفعنا هذا المقترح إلى مصر، عبر مسؤول ملف الخارجية آنذاك محمود الزهار، وكنا سويًّا نتواصل مع الأطراف المختلفة، حول المبادرات المُقدمة، ومجلس الوزراء بقيادة هنية، يناقشها“.

الزهار لم يصمت وخرج مهاجمًا يوسف، في بيان له قال فيه: ”أستهجن التصريحات التي أدلى بها أحمد يوسف، والتي ادعى فيها أنه قُدم للحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة إسماعيل هنية مشروع بتوسيع غزة في الأراضي المصرية“.

وأضاف الزهار: ”أنفي أنني بوصفي وزيرًا للخارجية الفلسطينية آنذاك، قمت بنقل هذا المقترح إلى مصر، هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة بتاتًا، وهذه التصريحات تتساوق مع روايات إعلامية كاذبة، وأن الحكومة الفلسطينية العاشرة وحركة حماس لم تناقش في أي من جلساتها أو في أروقتها أي مقترح لتوسيع قطاع غزة على حساب الأراضي المصرية“.

فلسطين كـ "السواك"

الزهار نفسه كان بطلًا لأزمة سابقة أحدثت غضبًا وجدلًا واسعين في الأراضي الفلسطينية، حيث شبه القيادي الحمساوي فلسطين بالسواك، وقال إن مشروع حركته أكبر من فلسطين.

وظهر الزهار في فيديو مسرب متحدثًا مع بعض أبناء الحركة أثناء اجتماع خاص، يشرح فيه رؤية حركة "حماس" لفلسطين كدولة وقضية، وأنها ليست الهدف الأساس للحركة بل هدف من أهدافها.

وتساءل الزهار في المقطع المسرب قائلًا: ”دولة فلسطينية على حدود 1967 من الثوابت؟“، مستدركًا بالقول: ”طبعًا عندما أسمع هذا الكلام أشعر بالتقيؤ يعني، لأنه لا يوجد مشروع“.

وأضاف ”أما فلسطين بالنسبة لنا، فمثل الذي يحضر السواك وينظف أسنانه فقط، لأن مشروعنا أكبر من فلسطين“، وتابع قائلًا: ”فلسطين غير ظاهرة على الخريطة“ على حد قوله.

خالد الخالدي والتبرج

هاجم الدكتور خالد الخالدي، أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة التابعة لحركة حماس، قيادة الحركة؛ بسبب ارتفاع حالات التبرج في قطاع غزة الواقع تحت حكم الحركة.

وقال الخالدي في منشور عبر حسابه في ”فيسبوك“:”لا تقوم قيادة حماس بمنع التبرج الذي ازداد في عهد حكمها لغزة حتى لا تخسر حاضنتها الشعبية“.

وأضاف: ”والحقيقة الصعبة التي يجب أن تعلمها وتوقن بها، أنها تخسر بعدم منعها للتبرج كثيرًا من ولاء خيرة أبنائها ومحبة أغلب أنصارها، وهؤلاء هم الحاضنة الحقيقية لها“.

وتابع الخالدي: ”أما المتبرجات وأهلهن فلم ولن يكونوا حاضنة لحماس، بل إن أغلبهم من مبغضيها، ولن يصبحوا بسبب السماح لهم بالتبرج من محبيها“.

تباين المواقف

ويرى المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن "حركة حماس تحاول التلون من حين لآخر تحت ما تعتبره" فقه الواقع"، مشيرًا إلى أن" هذا التلون لا ينال استحسان بعض قيادات الحركة؛ ما يجعل التصريحات متضاربة ويجعل المواقف والآراء متباينة".

وأضاف عبد الرحمن في حديث لـ "إرم نيوز": "أن داخل حركة حماس قيادات تعارض بشكل كبير السياسة العامة للحركة في التعامل مع الأحداث والظروف ولها تحفظات تتوزع ما بين الموافقة والرفض المطلق؛ ما يؤدي إلى تصريحات متضاربة تعكس حجم الاختلاف داخل الحركة ".

وتابع عبد الرحمن: "أن كل ما يصدر عن الحركة من تصريحات متضاربة ومن أعضاء وازنين يشغلون مناصب كبيرة داخل حماس، يؤكد أن ليس للحركة موقف ثابت في التعامل مع الأشياء وأنها لا تمتلك رؤية كاملة وشاملة ولا خطة إستراتيجية ما يزيد المشهد تعقيدًا وينذر بعواقب وخيمة داخل الحركة قد تؤدي إلى خلافات حادة ".

التراشق الإعلامي

من جانبه قال الكاتب الصحفي ابراهيم العمري: "أن قيام حركة حماس بتعديل ميثاقها يدل على أن رؤية الحركة متغيرة وأنها فقدت صوابية تقدير الأشياء وقراءة الحاضر والمستقبل وما يلزمه من مواقف، وهذا ما تؤكده الظروف المعقدة التي يعيشها قطاع غزة تحت حكم حركة حماس".

وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز": "أن الحركة أساءت التعامل مع الكثير من قياداتها وعناصرها بسبب اعتراضهم على بعض مواقفها، وحتى أنها زجت بمعارضيها بالسجون وبعضهم من مناصريها في الكثير من المواقف، وقامت بعقاب العديد منهم من خلال وقف رواتبهم أو سحب صلاحيات منهم أو تقزيمهم وتجميد نشاطهم فقط لأنهم اعترضوا".

وأشار العمري إلى أن :" تجربة حماس في الحكم أظهرت الكم الهائل من التناقض داخل مؤسساتها وقياداتها، إذ وصلت الخلافات إلى وسائل الإعلام إلى حد التراشق الإعلامي والاعتذار المتكرر عن بعض التصريحات وتبرؤ الحركة منها وهو ما يشير إلى سقوط مدو لمنظومة التوافق داخلها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com