رويترز: لهذه الأسباب دعمت الإمارات إسقاط البشير
رويترز: لهذه الأسباب دعمت الإمارات إسقاط البشيررويترز: لهذه الأسباب دعمت الإمارات إسقاط البشير

رويترز: لهذه الأسباب دعمت الإمارات إسقاط البشير

قبل العاشر من نيسان/ أبريل 2019، ربما لم يدر في خلد الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن البشير أن تكون نهاية حكمه وفق السيناريو الذي حصل، بل إن مقربين منه عاشوا ساعاته الأخيرة في القصر، كشفوا أنه ذهب إلى النوم مطمئنًا لإسكات أصوات المحتجين والمتظاهرين عاجلًا أم آجلًا.

لكن الفجر كان يحمل أخبارًا غير سارة لللبشير وهو يرى بأم العين صفًا من العساكر لا يشبهون حرس قصره، وضباطًا يبلغونه بانتهاء 30 عامًا من حكمه، قبل أن يقتادوه إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم.

وكان وراء هذا السقوط للبشير عوامل عدة، كشفت وكالة رويترز اللثام عن بعضها في تقرير موسع، ونقلت عن مصادر لها أن أبرز تلك العوامل هو إساءة البشير لإدارة العلاقة المهمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي ضخت مليارات الدولارات في خزائن السودان.

وكشفت المصادر بأن صلاح قوش، رئيس جهاز المخابرات السوداني، تواصل مع مسؤولين إماراتيين قبل إسقاط البشير بأيام، ولكن ما الذي دفع أبوظبي لدعم هذه الخطوة؟

التحالف مع الإخوان

أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، نشر تغريدة على تويتر في يونيو/ حزيران بعد عزل البشير، قال فيها إن بلاده على اتصال بكل أطراف المعارضة السودانية وبالمجلس العسكري الانتقالي.

وفي إشارة إلى حلفاء البشير مما يسمى "التيار الإسلامي" في السودان أضاف قرقاش أنه ما من شك أن هذه فترة حساسة بعد سنوات من دكتاتورية البشير والإخوان المسلمين، وهنا بيت القصيد، فالإمارات تعلن صراحة جماعة الإخوان إرهابية، وبالتالي فإنه من الطبيعي تحفظها على علاقة البشير بتيارات ما يعرف بـ"الإسلام السياسي".

وبحسب تقرير رويترز، فإن مسؤولًا كبيرًا في الحكومة السودانية قال إن البشير أطلعه على ما دار في لقاء جمعه بالشيخ محمد بن زايد عام 2017 حيث طلب ولي عهد أبوظبي من البشير التعاون في تقليم أظافر القوى الإخوانية. قبل أن يشير تقرير رويترز إلى أن الإمارات كانت تقود مساعي إقليمية للتصدي للتيار الإخواني.



ويقول المسؤول الحكومي الكبير إن البشير والشيخ محمد بن زايد توصلا إلى ”تفاهم“ يقضي بأن يزيح البشير حلفاءه من قيادات التيارات الإسلامية، ولم يذكر البشير حينها كيف ينوي تحقيق ذلك.

مليارات الدعم

واستطردت رويترز في تقريرها بأن مليارات الدولارات تدفقت من الإمارات لدعم شعب السودان، وذكرت وكالة "وام" بأن الإمارات حولت للسودان في السنة المنتهية في مارس آذار 2018 ما قيمته 7.6 مليار دولار في صورة دعم للبنك المركزي السوداني واستثمارات خاصة واستثمارات عبر صندوق أبوظبي للتنمية.

ومع تفجر الأزمة الخليجية ضغط "الإخوان" في السودان على البشير للحفاظ على العلاقات مع قطر وعدم الانحياز لطرف من طرفي النزاع. وقال المسؤول الحكومي السابق إن رسالتهم كانت في غاية الوضوح خلاصتها ”يجب أن نحافظ على العلاقات مع قطر“.

وفي مارس آذار 2018 أعلن السودان وقطر خططًا لإبرام اتفاق لتطوير ميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر باستثمارات قدرها أربعة مليارات دولار.

مراوغة

واختار البشير أيضًا ألا يقلص نفوذ الإخوان في حكومته. وقال المسؤول الحكومي الكبير إن البشير كان يخشى استعداء شخصيات لها نفوذ كبير. ومن أصحاب النفوذ هؤلاء علي عثمان طه النائب السابق للرئيس وبكري حسن صالح الذي خلفه في منصب نائب الرئيس، والذي شارك في الانقلاب الذي أتى بالبشير.



كل ذلك دفع بالسعودية والإمارات إلى استشعار عدم جدية البشير ومراوغته والالتفاف على التفاهمات معهما، وبالتالي صار لزامًا التعامل مع السودان بحذر أكبر.

وفي فبراير شباط 2019 بدا وكأن البشير يخطو نحو مصيره المحتوم في اجتماع مع مجلس الشورى السوداني المؤلف من كبار القيادات في البلاد. وكانت الاحتجاجات تنتشر في البلاد على ارتفاع أسعار الخبز. وأعلن البشير انتماءه لما يسمى "الحركة الإسلامية" وافتخاره بذلك.

وقال المسؤول الحكومي الكبير إن هذه كانت نقطة اللاعودة. كان من الواضح أن البشير لن ينفصل عن حلفائه الإخوان.

التوجه نحو الدوحة

ومع اشتداد الحاجة للمال سافر البشير إلى قطر في وقت لاحق من ذلك الشهر لإجراء محادثات مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويقول عضو الدائرة المقربة من البشير إن الأمير عرض على البشير مليار دولار.



لكن المصدر قال إن البشير عاد للبلاد خاوي الوفاض بعد أن كشف الأمير أنه يتعرض لضغوط من ”دوائر معينة“ لتغيير رأيه. ولم يحدد الأمير تلك الأطراف.

موقف واضح

الإمارات كانت واضحة في دعم الحراك الشعبي وقوى التغيير في السودان لإنهاء حكم البشير، وسارعت إلى إعلان موقفها المؤيد للحوار السوداني بين المجلس العسكري وقوى التغيير، وذلك لقطع الطريق على تيارات ما يسمى بـ"الإسلام السياسي" التي تتحين الفرصة للدخول في اللعبة واقتناص الحكم بالتوغل إما في المجلس العسكري، أو في الجموع الثائرة.

موقف الإمارات جاء متسقًا مع قطاع عريض من السودانيين الذين لم يرحبوا بتلك التيارات ورفضوا التسليم لها بأي دور يمكن أن تلعبه، خاصة وأنهم خبروها سنين طويلة، وهي التي ظلت حليفة للبشير ثلاثة عقود من انقلابه حتى يوم إسقاطه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com