جدل سياسي في العراق حول مذهب وزير الدفاع الجديد‎
جدل سياسي في العراق حول مذهب وزير الدفاع الجديد‎جدل سياسي في العراق حول مذهب وزير الدفاع الجديد‎

جدل سياسي في العراق حول مذهب وزير الدفاع الجديد‎

أثار وزير الدفاع العراقي الجديد نجاح الشمري، جدلًا في الأوساط السياسية في البلاد وسط غموض يكتنف مذهبه الديني، خاصة بعد ظهوره وهو "يضع يديه على صدره وفقًا لتعاليم المذهب السُّني"، بعدما كان يشاع أنه من المذهب الشيعي.

وصوَّت البرلمان العراقي، الأسبوع الماضي، على الشمري وزيرًا للدفاع، بعد سجال وخلافات سياسية دامت أكثر من 7 أشهر، إذ تم ترشيحه من قِبل قائمة الوطنية التي يتزعمها إياد علاوي، والمنصب من حصة المكون السُّني، وفق نظام المحاصصة الذي يحكم العملية السياسية العراقية.

وكانت الأوساط السياسية والشعبية تعرف عن الشمري، أنه شيعي، لكن ظهور الرجل الأخير أثار الجدل.

وأجرى "الشمري" قبل يومين جولة في العاصمة بغداد، شملت مرقد الإمام الكاظم، وجامع أبو حنيفة، إذ ظهر وهو يصلي وفق المذهب السُّني، ما أثار ردود فعل رافضة لذلك، إذ اعتبره سياسيون محاولة للالتفاف على المنصب.

وقال زعيم حزب الحل جمال الكربولي، يوم الأحد، إن"العراقيين يعتزون بمعتقداتهم ومذاهبهم، وتغيير المعتقدات أمر وارد كونه متعلقًا بتغيير القناعات".

وأضاف الكربولي، عبر تغريدة على "تويتر":"عندما ينسلخ الرجل من مذهبه بهدف الحصول على منصب، فإن أول ما يفقده هو الاحترام.. ولن نثق برجل يغيّر جلده ويدّعي انتماءه لنا لمصادرة منصب هو من حق المكون السُّني".

وفسَّر مراقبون عراقيون حديث الكربولي بأنه يقصد وزير الدفاع الجديد، بعد ظهوره الأخير.

ويرى المحلل السياسي وائل الشمري أن "مسألة مذهب وزير الدفاع غير مهمة، فالمعتقد قضية تتعلق بالشخص ذاته، ولا يحق للآخرين التدخل بذلك، لكن ما يهم هنا، هو أن المرشح جاء عن طريق قائمة من المكون السُّني، وبالتالي غير مهم من أي معتقد، أو مذهب، أو دين".

وأضاف الشمري خلال تصريح لـ"إرم نيوز" أن "السياسيين العراقيين يعمدون كثيرًا إلى إثارة تلك المسائل التي تكشف عن سطحية في التعامل مع القضايا المهمة، فهناك الكثير من القوميات، والأديان، والمذاهب، في العراق، وكلها تنتمي إلى بلد واحد، ومن غير اللائق الخوض في معتقدات المسؤولين أو انتماءاتهم، فما دام أنه عراقي فهذا يكفي".

وجرى عُرف منذ سقوط نظام صدام حسين العام 2003 على منح وزارة الدفاع للمكون السُّني، على أن تُمنح في المقابل وزارة الداخلية للمكون الشيعي، وكان هذا السياق سائدًا في الحكومات السابقة بشكل عام.

وبدروه أكد القيادي في تحالف المحور، إبراهيم الجنابي، رفضه منح وزارة الدفاع لشخصية تنتمي إلى المذهب الشيعي، فيما أشار إلى أن ذلك سيتسبب بمشاكل عديدة.

وقال الجنابي خلال حديث لموقع "بغداد اليوم" المحلي إن "منصب وزير الدفاع، من حصة المكون السُّني، ولا يمكن منحه للطائفة الشيعية، وفي حال ثبت أن وزير الدفاع الحالي نجاح الشمري، ينتمي للطائفة الشيعية فإن ذلك سيتسبب بمشاكل عديدة".

وأضاف أن "وزارات المكون السُّني بدأت تقل من سنة إلى أخرى بعد أن كانت في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، 9 وزارت، أما اليوم فلقد تقلصت إلى 4 أو 5 وزارات، وهذا ما لا يتناسب مع المكون السُّني".

وكان ناشطون نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تُظهر الشمري، على أنه من مواليد محافظة واسط، بالرغم من أنه قدَّم في سيرته الذاتية إلى مجلس النواب على أنه من العاصمة بغداد.

وتسلّم الشمري -وهو لواء متقاعد- عدة مهام عسكرية بعد احتلال العراق، منها آمر لواء العمليات الخاصة، ونائب قائد قوات مكافحة الإرهاب، وهو حاصل على شهادة الماجستير في التخطيط الإستراتيجي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com