فشل مساعي إخراج القوات الأمريكية من العراق.. هل يؤشر على تراجع النفوذ الإيراني؟
فشل مساعي إخراج القوات الأمريكية من العراق.. هل يؤشر على تراجع النفوذ الإيراني؟فشل مساعي إخراج القوات الأمريكية من العراق.. هل يؤشر على تراجع النفوذ الإيراني؟

فشل مساعي إخراج القوات الأمريكية من العراق.. هل يؤشر على تراجع النفوذ الإيراني؟

تضاءلت المساعي الرامية إلى تشريع قانون يجبر الحكومة العراقية على إخراج القوات الأمريكية من البلاد، في ظل التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وطهران، فيما اعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن ذلك يشي بتقلص النفوذ الإيراني في العراق.

ويكاد يختفي خطاب إنهاء الوجود الأجنبي من العراق في ظل انشغال الكتل السياسية بجملة من الملفات التي طفت بشكل متسارع على الساحة السياسية في العراق، من قبيل التوتر الحاصل بين طهران وواشنطن، وهي قضية تتصدى لها الكتل الشيعية في البرلمان العراق (أكثر من 200 نائب) فيما انشغلت الكتل السياسية السنية (أكثر من 70 نائبًا) بالصراع الداخلي والخلافات البينية، بعد انهيار التحالف الذي كان يجمعها "المحور الوطني" بسبب الخلافات بشأن انتخاب محافظ لنينوى.

وقال الخبير الاستراتيجي واثق الهاشمي إن "الحراك الذي جرى خلال الأيام الماضية بشأن القوات الأمريكية كان بسبب ضغوط خارجية على النواب والكتل الداعية لذلك، لكن واقع الحال يؤكد أن هذا التوجه معقد، بشكل كبير، إذ إن الكتل السنية ترغب ببقاء تلك القوات في مناطقها، فهي ترى أنها عامل توازن، والكتل الكردية كذلك ترفض مسألة إخراج القوات الأمريكية، فضلًا عن نصف الكتل الشيعية ترفض تلك المساعي".

وأضاف الهاشمي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "إيران تسعى اليوم إلى المهادنة، لعدم قدرتها على تمرير هذا التوجه، وحتى هناك رسائل ربما وصلت إلى أطراف عراقية بشأن تخفيض حدة خطاب إنهاء الوجود الأمريكي".

ولفت الهاشمي إلى أن "نفوذ إيران في العراق يصل مراحل عميقة وكبيرة، تتعلق حتى بوصول رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان إلى مناصبهم، وغير ذلك من المفاصل الأخرى".

بدورها اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكي الشهيرة، تراجع السياسيين العراقيين عن مسألة إخراج القوات الأمريكية دليلًا على "محدودية النفوذ الإيراني في العراق"، ما يحطم الفرضية الشائعة بأن بغداد تابعة لطهران.

ونشرت المجلة، مقالًا للكاتب "آرون ماجد"، قال فيه إن "إيران تمارس نفوذًا مهمًا في العراق، إذ في الانتخابات التشريعية عام 2018، فاز حلفاء لإيران ضمن تحالف الفتح بـ 48 مقعدًا- أي ما نسبته 14.6% من مقاعد البرلمان العراقي، لتصبح ثاني أكبر كتلة نيابية، وتسلح إيران الميليشيات الشيعية، التي تقتطع حصة من الاقتصاد العراقي وتتولى الأمن في بعض المناطق حتى بعد هزيمة تنظيم داعش فيها".

ويضيف الكاتب أنه "في أواخر 2018، قام الرئيس الأمريكي بزيارة مفاجئة لقاعدة عين الأسد الجوية، واحتج نواب كتلة الفتح على هذه الزيارة التي اعتبروها مسًا بالسيادة العراقية، وكثفوا جهودهم لطرد 5200 جندي أمريكي لا يزالون في العراق".

وأوضح الكاتب أنه "على رغم مطالب إيران وكتلة الفتح، فقد تمت عرقلة تشريع في هذا الصدد في البرلمان، ورفضت الأحزاب السنية والكردية دعم مشروع القانون، الذي دون الحصول على بعض الدعم السني أو الكردي، من غير المحتمل أن يتم تبنيه".

وتعتقد أوساط سياسية وبرلمانية أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي كان له الدور الحاسم في وأد مشروع قانون إخراج القوات الأمريكية، بعد أن قدّمته قوى سياسية إلى البرلمان لقراءته ثم تشريعه، إذ زار الأخير واشنطن قبل شهرين، وعاد منها مؤكدًا أهمية بقاء قوات واشنطن لمساندة القوات العراقية، وهو ما اعتبر انقلابًا حينها على الاتفاقات التي كانت مع تحالف الفتح المقرب من إيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com