الأردن.. ندوة تناقش التدخلات الأمنية في التعيينات
كشف النقاب خلال ندوة "إصلاح المنظومة التربوية في الأردن"، التي نظمها المنتدى العالمي للوسطية، صباح السبت (27/12)، عن محاولة واحدة على الأقل، تعرض فيها "ديوان الخدمة المدنية" لفرض تعيين عدد كبير من ابناء البادية في وزارة محددة، لكن الديوان لم يستجب لهذه المحاولة.
وقال الدكتور محمد جمعة الوحش، وزير التربية والتعليم السابق، أنه حين كان يشغل أمين عام ديوان الخدمة المدنية، تلقى الديوان في حالة نادرة، تعليمات من جهة غير مختصة، بتعيين مجموع كبيرة من الأسماء، غير أنه تم إهمال هذا الطلب طوال شهرين.
وأضاف أن الديوان تلقى أمرا آخر بضرورة تعيين المعنيين فورا، الذين أصروا جميعهم على أن يتم تعيينهم في وزارة الداخلية. وأشار إلى أنهم كانوا يطمحون في شغل منصبي محافظ ومتصرف..!
غير أن الديوان امتنع عن تنفيذ الأمر الذي تلقاه من جهة لم يحددها، لعدم إمكانية تنفيذه.
وكشف الوزير الأسبق الدكتور عزت جرادات عن أن القيادات في وزارة التربية والتعليم الأردنية، كانت تعمل على "تطفيش الكفاءات الجديدة".
وقال إنه حين شغل منصب أمين عام (وكيل) وزارة التربية والتعليم، كان أول من تسلم طلب تشكيل نقابة المعلمين، من قبل قيادات أحزاب معارضة. وقال إنه اشترط على مقدمي الطلب أن ينص قانون النقابة على تحريم الإضرابات المطلبية، مهما كانت الأسباب، وأن لا تتدخل النقابة في الأمور السياسية.
وأشار إلى أن مجلس النواب في حينه وافق على قانون انشاء النقابة خلال نصف ساعة، غير أن مجلس الأعيان أوقف مشروع القانون.
وقال إنه اقترح في حينه على مقدمي الطلب استبدال كلمة نقابة بـ "اتحاد"، ووافقه مقدمو الطلب على ذلك.
الدكتور خالد جبر، الذي ترأس الجلسة الثانية للندوة، قال إن مستوى العملية التربوية في الأردن، تراجع من 56 على مستوى العالم، إلى 84! وتساءل: "هل كنا ننتج معلمين أكفياء من أجل التصدير لدول الخليج"، وحين تراجع منسوب التصدير لم نعد معنيين بهذا المستوى من الإنتاج!
الدكتور محمد عبد السلام العبادي وزير الأوقاف السابق، الذي شارك في حضور الندوة، طالب في مداخلة قصيرة بأن يتقدم المنتدى العالمي للوسطية، بمشروع توصيات من واقع مخرجات هذه الندوة، إلى المؤتمر التربوي الذي سيعقد قريبا في الأردن. وقال نريد صياغة رؤية وسطية للعملية التربوية تدفعنا نحو التقدم، وصولا إلى صياغة استراتيجية تربوية، تساعد المنتدى على التقدم بأفكار واستراتيجية تربوية للمؤتمر المنتظر.
وأشار العبادي إلى عدم وجود استراتيجية للعملية التعليمية في الأردن، ترتقي بمستوى المعلمين، في التعليم والارتقاء في قدرات الطلاب على الاستيعاب.
وأعلن في نهاية الندوة أن ندوة الشهر المقبل ستعقد بعنوان "مدنية الدولة أو دينيتها".
ولاحظ مداخلون أن أوراق العمل التي قدمت انصبت على تشخيص العملية التربوية في الأردن، بدلا من التقدم بمقترحات لإصلاحها.. وأن الورقة التي استعرضت كيف تم إصلاح العملية التربوية في اندونيسيا، وجه لها نقد من قبيل التساؤل: ما الذي يضمن قابلية استراتيجية إصلاح العملية التربوية في ماليزيا، للتطبيق في الأردن.
أوراق العمل في مجملها ناقشت نقاط الضعف التي تعاني منها المنظومة التربوية في الاردن بغاية النهوض بثقافة ومؤهلات المجتمع الأردني بشكل أكبر، وذلك لأن التعليم والمعلم والمناهج تشكل الأساس لتخريج أجيال يتمتعون بالثقافة والمعرفة والأخلاق العالية.
