مصر تشعل معركة موانئ النفط في ليبيا
مصر تشعل معركة موانئ النفط في ليبيامصر تشعل معركة موانئ النفط في ليبيا

مصر تشعل معركة موانئ النفط في ليبيا

رأت مجلة "تايم" الأمريكية في تقرير مطول لها أن التدخل المصري بما يجري في ليبيا أدى إلى اشتعال المعارك من أجل السيطرة على أهم موانئ النفط في ليبيا.

وزعمت المجلة أن المعارك مستمرة منذ نهاية الأسبوع الماضي من أجل السيطرة على اثنين من أهم الموانئ النفطية الرئيسية في ليبيا، وهما رأس لانوف والسدرة، نشبت بسبب تخوف الميليشيات الإسلامية هناك من عزم مصر تعزيز قوة حكومة طبرق.

ونقلت المجلة عن محللة الشأن الليبي بمجموعة الأزمات الدولية كلاوديا جازيني قولها إن: "المليشيات الإسلامية الليبية لديها معلومات بأن القوات التابعة لحكومة طبرق تلقت تعزيزات عسكرية".

وأضافت جازيني: "كلما زادت أدلة تدخل مصر في الصراع، ازداد خطر الجانب الآخر، الذي قد يتخذ خيارات استراتيجية مفاجئة، مثلما حدث نهاية الأسبوع الماضي".

وأشارت المجلة إلى وجود صراع مسلح بين حكومة طبرق وحكومة طرابلس ذات الميول الإسلامية.

وأضافت أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أعلن العام الماضي الحرب على المليشيات الإسلامية، تحت اسم "عملية الكرامة"، وتسبب ذلك في أسوأ عمليات اقتتال داخلي منذ الثورة الليبية عام 2011 التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وزعمت أن مصر تشعر بالقلق إزاء تسرب عدم الاستقرار من ليبيا إلى أراضيها، إذ تشارك مصر حدودا صحراوية طويلة مع ليبيا استخدمها المتشددون لتهريب الأسلحة، وبخاصة منذ اندلاع ثورة ليبيا في عام 2011، كما تنظر الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حكومة طبرق بأنها حليفة لها في الصراع الإقليمي ضد الإسلام السياسي.

من جانبه، اعتبر فريدريك ويهري، المحلل البارز ببرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها واشنطن أن "هناك رغبة لإعادة تشكيل الساحة السياسية في ليبيا بشكل يضمن عدم وجود أي دور قوي للإخوان المسلمين، حيث يتمثل التخوف السياسي الأكبر لدى البعض في وجود دولة مجاورة يهيمن فيها الإخوان المسلمين".

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أنه رغم نفي المسؤولين المصريين التدخل العسكري المباشر في ليبيا، إلا أن مصر اتخذت العديد من الخطوات لدعم حكومة طبرق.

ودللت على كلامها بأن مسؤولين أمريكيين أكدوا في أغسطس الماضي أن مصر سمحت للإمارات باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات جوية مفاجئة في ليبيا، كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مصر أرسلت قواتا خاصة في نوفمبر الماضي في حملتين داخل ليبيا.

ويعترف المسؤولون المصريون بأن القاهرة تتشارك المعلومات الاستخباراتية مع حكومة طبرق، لكنهم ينفون العمليات العسكرية المباشرة.

وقال الفريق حسام خير الله، وكيل أول جهاز المخابرات العامة الأسبق: "موقفنا بشأن الأزمة في ليبيا واضح: المساعدة بالمعلومات والخبرات والتدريب، لكن الظروف لا تسمح بالتدخل على الأرض في ليبيا".

ولفتت المجلة إلى أن ليبيا تعد واحدة من الساحات التي انضمت فيها مصر مع الإمارات والسعودية في صراع إقليمي ضد قوى الإسلام السياسي، وعلى الجانب الآخر تتعاطف دول مثل قطر وتركيا مع جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى.

وقال كريس تشيفز، المتخصص في العلوم السياسية بمؤسسة راند الأمريكية: "من الواضح أن مصر شاركت في دعم قوات حفتر في بعض النواحي.. ليبيا تواجه خطر أن تصبح مسرحا لحرب بالوكالة في الصراع بين الأنظمة الاستبدادية – على حد زعمه - والإسلاميين المحافظين، حيث تدعم القوى الإقليمية المختلفة القوى المتنافسة هناك".

وترى المجلة أنه بالنسبة لحكومة طبرق والقوات المتحالفة معها، فإن النصر في ساحة المعركة سيؤدي إلى المزيد من المشاكل، حيث قال المحلل فريدريك ويهري: "هذه الجماعات الإسلامية لن تذهب بهدوء، ربما تتبنى مجموعة مختلفة من التكتيكات، أو تشن حملة إرهابية، أو تتحول للعمل السري، لاسيما بعدما دخلت في مرحلة خطيرة"، مؤكداً أن الشيء المؤكد الوحيد في السيناريو الليبي هو استمرار إراقة الدماء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com