بين غرب الفرات وشرقه تضيع بوصلة التفاهم بين بوتين وأردوغان
بين غرب الفرات وشرقه تضيع بوصلة التفاهم بين بوتين وأردوغانبين غرب الفرات وشرقه تضيع بوصلة التفاهم بين بوتين وأردوغان

بين غرب الفرات وشرقه تضيع بوصلة التفاهم بين بوتين وأردوغان

القضاء على الإرهاب في سوريا، هو هدف معلن لكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، غير أن هذا العنوان الكبير غالبًا ما يشوبه اللبس، لدى أي قمة للزعيمين اللذين اجتمعا، الإثنين، بموسكو في ثالث لقاء بينهما في غضون أقل من ثلاثة أشهر.

ويرى خبراء أن أردوغان يعني في حديثه عن الإرهاب، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على مناطق شرق الفرات، بينما يقصد بوتين بالإرهاب جبهة النصرة التي تسيطر على محافظة إدلب، غرب الفرات.

ويضيف الخبراء أن "حرب التفسيرات" بشأن تحديد هوية التنظيمات الإرهابية تحدث "تشويشًا" يدفع الطرفين إلى اللعب بالألفاظ، والاهتمام بالجانب الدبلوماسي والبروتوكولي أكثر من التركيز على تطبيق آليات محددة على أرض الواقع.

وظهر هذا التباين في تصريحات الزعيمين، ففي حين قال بوتين خلال مؤتمر صحافي عقب المباحثات إن "الجهود المشتركة مستمرة بما يفضي إلى إنهاء بؤر الإرهاب في إدلب"، فإن أردوغان أكد، في المقابل، أن "هناك توافقًا مع روسيا على ضرورة إزالة خطر التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا من مناطق شرقي الفرات".

وبين شرق الفرات وغربه تضيع على الدوام بوصلة التفاهم، بحسب الخبراء، لتخرج القمة الأخيرة بتفاهمات عامة جرى بحثها في لقاءات سابقة مثل تشكيل اللجنة الدستورية، وضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

يشار إلى أن موسكو لا ترى في قوات سوريا الديمقراطية حركة إرهابية، بل تحضها على الدخول في مفاوضات مع النظام السوري، وهي رعت بالفعل، جولة من الحوار بين الجانبين في وقت سابق.

تفاوض مشروط

ورغم أن الجانبين الروسي والتركي اتفقا على رفضهما لأن تكون سوريا عبارة عن "مناطق نفوذ"، لكن الخبراء يرجحون أن أردوغان لم يحصل على ضوء أخضر روسي؛ للقيام بعملية عسكرية شرق نهر الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية، كما صرح قبيل توجهه إلى موسكو.

وكان أردوغان قال إنه سيناقش "عملية عسكرية تركية محتملة" في شرق نهر الفرات، فيما نشرت مصادر سورية معارضة مدعومة من تركيا، مقاطع مصوّرة لما قالت إنه "تدريبات" تجريها فصائل المعارضة السورية المسلحة مع القوات التركية على "الإنزالات الجوية"، وذلك في إطار "الاستعداد لمعارك شرق الفرات".

بالتزامن مع هذه التقارير، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الإثنين، عن استعدادها للتفاوض مع تركيا لكن بشروط، في تصريح نادر يأتي وسط استفحال حالة العداء بين الجانبين.

وحدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، شرطين أساسيين لقبول التفاوض مع تركيا، مشيرًا إلى أن الشرط الأول هو خروج الجيش التركي من منطقة عفرين السورية، أما الشرط الثاني فيتمثل في وقف تركيا تهديدها باجتياح مناطق شرط الفرات"، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ودأبت تركيا على إصدار تهديدات على لسان كبار مسؤوليها بشن حملة ضد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب الجيش التركي منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، لانتزاع حقوق لأكراد تركيا.

وكان الجيش التركي احتل، في آذار/مارس العام الماضي، منطقة عفرين، بمشاركة فصائل من المعارضة السورية المسلحة في إطار العملية العسكرية التي عرفت بـ "غصن الزيتون" التي انتهت بإخراج الوحدات الكردية من المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي.

ويلاحظ الخبراء أن التعثر في مسار تنفيذ اتفاق "سوتشي" بين الزعيمين بشأن محافظة إدلب في أيلول/سبتمبر الماضي، انعكس على أجواء اللقاء الجديد الذي جاء "روتينيًا"، وركز على قضايا اقتصادية وعلى صفقة منظومة الصواريخ الروسية، التي تستمر تركيا في إنجازها رغم معارضة واشنطن.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com