الغنوشي: لم نعقد صفقات سرية مقابل حقائب وزارية
الغنوشي: لم نعقد صفقات سرية مقابل حقائب وزاريةالغنوشي: لم نعقد صفقات سرية مقابل حقائب وزارية

الغنوشي: لم نعقد صفقات سرية مقابل حقائب وزارية

تونسـ نفى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى ما تردد عن عقده صفقة مع رئيس حزب نداء تونس الباجه قايد السبسي تقضي بدعم النهضة للأخير سرا في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة عقدها بعد غد الأحد مقابل منحها عدد من الحقائب الوزارية وهو ما دفع بشخصيات قيادية بالنهضة كالأمين العام السابق لها حمادي الجبالي إلى الاستقالة بشكل نهائي احتجاجا على ذلك.

وقال الغنوشى هذه كلها خيالات وأوهام لا أساس لها من الصحة.. ولسنا بصدد عقد صفقات ".

غير أن الغنوشي (75عام) عاد وأكد أن نفيه لوجود صفقة مع السبسي لا يعني بأي حال من الأحوال رفضه وحركته الانضمام للحكومة إذا ما طلب منه نداء تونس ذلك، موضحا :" إذا ما طلب نداء تونس وهو الحزب المكلف بتشكيل الحكومة المشاركة بالحكومة فسننظر في هذا الطلب بجدية وندخل في التفاصيل لنرى إمكانية الوصول لبرنامج مشترك تقدر فيه مصلحة البلاد".

ولفت إلى أن " تشكيل حكومة ائتلاف وطني أمر ليس جديدا على حركة النهضة على عكس ما يردد منتقديها"، مذكرا إياهم " بأن النهضة قد أدرجت هذا المطلب بشكل أساسي في حملتها الانتخابية .. ولذا فإذا دعيت الحركة له الآن فسننظر في هذا الطلب بجدية ".

ويرى رئيس حركة النهضة أنه على رغم استقرار البلاد إلا أنها لا تزال في مرحلة انتقالية.وتلك المرحلة لا يصلح لها الحكم بنسبة 51% وانما يصلح لها الحكم الوفاقي الذي تكون قاعدته واسعة لا تقتصر على نسبة 51% بل تمتد لتصل إلى 70 أو 80 % وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بمشاركة النهضة ".

وتعهد الغنوشى - الفائز بجائزة أبن رشد للفكر الحر للعام 2014 - بعدم تحول النهضة حال عدم مشاركتها بالحكومة إلى صانع ومثير للعوائق والمشاكل أمام كل من الحكومة الجديدة أو ساكن قصر قرطاج الرئاسي أيا كان اسمه وتحديدا شخص رئيس نداء تونس الباجه قايد السبسي ، وقال :" سنكون معارضة مسؤولة تضع مصلحة البلاد وإنجاح الخيار الديمقراطي قبل مصلحة الحركة ".

واستنكر الغنوشي ما يتردد عن أن النهضة بقيادته ربما تكون أكثر ذكاء وتقوم بدعم السبسي في الرئاسة وكذلك بدعم حكومة نداء تونس من خلال موقعها بالمعارضة مقابل منحها امتيازات معينة تترجم في صورة مناصب أو تحالفات تضمن لها في الوقت الراهن استمرارية بقائها كقوة رئيسية بالمشهد السياسي بتونس في الوقت الذى تشهد فيه بقية الاحزاب المنبثقة عن جماعة الإخوان بدول المنطقة تراجعا واضحا ..فضلا عن القيام بدور المعارضة الهادئة سيمكنها في الوقت نفسه من إعادة ترتيب صفوفها للعودة بقوة في الانتخابات القادمة.

وقال مشددا :" سنكون معارضة مسؤولة لا معارضة فوضوية ولا معارضة احتجاجية وكذلك لا معارضة عدمية .. لن نراهن على فشل الحكومة كما تعاملت المعارضة معنا سابقا حين كنا نحن بالسلطة...سنعمل على إنجاح التجربة من أي موقع نكون به سواء مشاركين بالحكومة أو خارجها ".

وتابع " النهضة جزء من الحكم أي كان موقعها .. فلو كنا خارج الحكومة فسنكون التيار الرئيسي بالمعارضة ونحن الحزب الثاني الأكبر بالبلاد ولذا فنحن نرى أننا نتحمل مسئولية كبيرة في إنجاح التجربة الديمقراطية بالبلاد".

واستبعد الغنوشي، في مقابلة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية، قيام نداء تونس إذا تمكن من جمع الرئاسيات الثلاث بالدولة البرلمان والحكومة ورئاسة البلاد حال فوز السبسي بالمنصب بشن حملة تصفية تستهدف النهضاويين وحلفائهم في المؤسسات والقطاعات الحكومية ، وقال " من الناحية النظرية الاحتمال يبقى قائما .. ولكننا نستبعد حدوثه بالواقع لأنه لا أحد يملك أن يعيد تونس للوراء ولنظام الاستبداد فالثورة قامت ضد الاستبداد ".

وهاجم الغنوشي بقوة الأصوات التي تندرت وسخرت من تكرار حركة النهضة التزامها بالحياد بين المرشحين للرئاسة وعدم توجيهها لقواعدها خاصة مع الدعوة الصريحة التي وجهها كلا من القياديين بالحركة حبيب اللوز وصادق شورو لانتخاب المرزوقي، فضلا عن إقرار الغنوشي نفسه بأن أغلب النهضاويين صوتوا في الجولة الأولى للمرزوقي، وقال مدافعا :" نعم أكثر النهضاوييين صوتوا للدكتور المرزوقي .. ولكن هذا لا يعود لتوجيهات صدرت لهم من قيادة الحركة وإنما يعود ذلك لإداء الأحزاب الأخرى وتحديدا نداء تونس .. فقد جاء خطاب نداء تونس للنهضاويين مستفزا مليئا بالتخويف والتهديد .. وبالتالي ليس من المتوقع أو الطبيعي أن يصوتوا لمرشحه ..إلا إذا غير نداء تونس خطابه ".

ولفت الغنوشي إلى وجود تناقضات بمواقف وخطابات قيادات حزب نداء تونس الموجهة للنهضاويين، وقال متعجبا :" الملاحظ أنه في كل مرة يوجه رئيس نداء تونس خطابا إيجابيا للنهضاويين إلا ونجد له تعقيبا في اليوم التالي مباشرة من أحد قيادات ذلك الحزب وزعماءه يؤكد فيه على أن النداء لن يتعامل أو يتحالف مع النهضة ".

ورفض الغنوشي تفسير البعض حديثه بأن " إدارة التنوع في تونس صعب جدا إن لم يكن مستحيلا " بكونه رصاصة رحمة أطلقت على المرزوقي لتقضي على أي أمل أو فرضية للأخير للفوز بالمنصب والنجاح فيه، وقال :" لم أقل ان إدارة التعدد والتنوع مستحيلة ولكنها عملية صعبة .. وهذا أمر معروف وفي أعرق الديمقراطيات نجد ان العلاقة بين رئيس لا يملك أغلبية برلمانية او يفقدها مقابل رئيس حكومة يتمتع بقدر كبير من تلك الأغلبية لا تكون سهلة او ميسرة أبدا .. ونحن بتونس ديمقراطيتنا ناشئة ولا تتحمل صراعات قوية .. ومع ذلك الأمر ليس مستحيلا ومن الممكن ان يقف كل من الرجلين عند حدودهما ويحترم كل منهم حدود الأخر ".

ووصف الغنوشي تصوير البعض لاستقالة بعض قيادات الحركة مؤخرا بكونه مقدمة لانشقاق في الحركة واحتمالية انقسامها لعدة احزاب بأنه :" مجرد أماني وأحلام يطلقها منافسو وخصوم حركته ".

وشدد :" ليس هناك إنشقاق بالنهضة .. هناك خلافات معظمها يدور داخل الحركة ويحسم فيه عبر مؤسساتها وهذا أمر معروف وليس جديدا ..ولكن بعض الأطراف لم يصبروا على ذلك".

وأضاف :" هذه التطورات والتحولات هى التي انقذت بلادنا من مواجهة مصير مقارب لمصير باقي دول الربيع العربي".

ولم ينكر الغنوشي الحديث المتردد من البعض ومفادها ان طرح النهضة ودعوتها المتكررة لحكومة وحدة وطنية أو لحكومة ائتلاف موسع هو محاولة منها للتمسك والبقاء بالسلطة بأي طريقة ، وقال :" من حق أي حزب أن يسعى للحكم وإلا لماذا تنشأ الاحزاب ؟".

وأضاف :" ولكن لا يمكنني القبول بما يردده البعض بأننا بالنهضة رفضنا حكومة الوحدة الوطنية عندما فزنا بالأغلبية عقب الانتخابات الماضية عام 2011 واليوم نقبل بها بعد ان صرنا الحزب الثاني .. فهذا الحديث غير صحيح .. فعقب فوزنا بالأغلبية عام 2011 كان من الممكن ان نشكل حكومة نهضاوية عبر اجتذاب بعض المستقلين بالبرلمان لكننا رفضنا ذلك ودعونا الجميع للمشاركة معنا وهناك من استجاب وهناك من رفض وفضل البقاء بصفوف المعارضة ".

واختتم الغنوشي حديث بالتأكيد على أن حركته ستتعامل بكل إيجابية مع من يختاره الشعب التونسي لقيادته خلال السنوات القادمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com