حماس تبحث عن مكاسب من خلافات عباس ودحلان
حماس تبحث عن مكاسب من خلافات عباس ودحلانحماس تبحث عن مكاسب من خلافات عباس ودحلان

حماس تبحث عن مكاسب من خلافات عباس ودحلان

غزة - انتقلت الخلافات داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، بين التيارين الرئيسيين اللذيْن يقودهما محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والقائد العام لحركة فتح، وبين "خصمه" محمد دحلان، من لغة التراشق الإعلامي إلى "الصدّام الميداني" في قطاع غزة، بعد أن نظم مناصرو دحلان تظاهرة ضد عباس بغزة.



وكان لافتا أن حركة حماس المسيطرة على غزة، قد غضت الطرف عن التظاهرة، التي جرت في ساحة المجلس التشريعي بغزة، بحثا عن مكاسب متوقعة من تأجج الصراع بين الجانبين، حسبما يقول محللون سياسيون.

وكان المئات من مناصري دحلان، تظاهروا اليوم الخميس، ضد عباس، في ساحة المجلس التشريعي، الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وتجمّعوا في ساحة المجلس، وسط مدينة غزة، رافعين لافتات تهاجم عباس، فيما رفع المشاركون صورا كبيرة لدحلان، كتب عليها "كلنا دحلان".

وهذه هي المرة الأولى التي يتجمع فيها مناصرو حركة فتح، في ساحة المجلس التشريعي، الذي تسيطر عليه حركة حماس، الخصم السياسي للحركة.

كما علّق المتظاهرون على مقر المجلس التشريعي بغزة، عشرات اللافتات التي تندد بسياسة الرئيس الفلسطيني، وصمتها على ما وصفوه بـ"معاناة قطاع غزة، وتعرقل إعادة الإعمار".

ويرى طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية، الصادرة من الضفة الغربية، أن الخلافات بين التيارين داخل حركة فتح، قد تذهب نحو المزيد من التصعيد، والتأزم.

ويُضيف عوكل أنّ الصراع بين التياريْن وصل إلى حد غير مسبوق، وانتقل الآن من خانة التراشق الإعلامي، إلى المواجهة العلنيّة، والصدام الميداني.

وتابع: "كل المؤشرات تتجه إلى سيطرة واضحة، واستغلال لنفوذ محمد دحلان، داخل الحركة، وقد تشهد الساحة في قطاع غزة، مواجهات علنية واشتباك بين مناصري الفريقين".

ووفق عوكل، فإن سماح حركة حماس، لمناصري دحلان للتظاهر بشكل علني لأول مرة، محاولة منها لاستغلال هذا الخصام السياسي، والصراع بين الرجلين.

ويسود توتر شديد بين حركة حماس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، واتهامات متبادلة بين الطرفين، عقب التفجيرات الأخيرة التي طالت الشهر الماضي، عددا من منازل قيادات حركة فتح، في قطاع غزة.

وتابع عوكل :"حماس تدرك من الناحية السياسية، أن نتائج جولات الصراع المستعرّة بين (عباس ودحلان) هي من ستتكفل برسم المشهد السياسي القادم داخل حركة فتح، لهذا هي تريد قراءة ما يجري سياسيا، إضافة إلى أنها تريد أن تقوم بإيصال رسالة سياسية إلى عباس بتطبيق بنود المصالحة، وتسريع إعمار قطاع غزة، وبناء ما خلٌفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

وتتهم حماس، عباس، بتجاهل أي خطوة من شأنها تسريع إعادة إعمار قطاع غزة.

ويتفق المحلل السياسي، والكاتب في بعض الصحف الفلسطينية المحلية، مصطفى إبراهيم، مع الرأي السابق (عوكل)، في أن حماس ستسعى إلى استغلال هذا الصراع بين تياري دحلان وعباس.

وأضاف إبراهيم: "في السياسة كل شيء ممكن، والآن حماس، سمحت لتظاهرة علنية من قبل مناصري دحلان للخروج في شوارع قطاع غزة، وهم يحملون صورا ولافتات ضد عباس، ومن المتوقع أن تسمح بالمزيد من التظاهرات في الأيام القادمة".

ورأى إبراهيم، أن حماس تخشى من نفوذ واسع لدحلان على فتح، وأن يكون هو زعيمها القادم، وبالتالي تسمح بهذه المظاهرات لإبداء مرونة سياسية تجاهه، وما يمكن أن يسفر عنه المشهد السياسي داخل حركة فتح.

واستدرك بالقول: "كما أنها تريد ابتزاز عباس، بالقول إنها جاهزة لمنع أي تظاهرة، والتصدي لأي مظهر ضده في قطاع غزة، في حال نفذ شروط الحركة والتي من أبرزها عدم المماطلة في إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة، وإنهاء كافة مشاكل الانقسام".

وكانت مواقع على التواصل الاجتماعي، ومن بينها صفحة "عباس لا يمثلني"، قد دعت مناصري حركة فتح إلى مسيرات حاشدة، اليوم الخميس، دفاعا عما وصفته بـ"الكرامة ومستقبل الأطفال من التهمش والتشرد".

وأضافت: "أخذنا عهدا أمام الله، أن يدفع عباس الثمن، ولن نتراجع".

ويرى أحمد يوسف، الخبير في الشؤون الفلسطينية، والذي يشغل منصب رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات في غزة (خاص)، أن حماس تسعى إلى استغلال ما يجري وفق ما يحقق مصلحتها السياسية.

وأضاف يوسف: "حماس تدرك أنه في عالم السياسة كل السيناريوهات مطروحة، والخلاف بين عباس ودحلان وصل إلى مرحلة (كسر العظم)، وبالتالي، هي تستغل هذا الحدث، فخاتمة الصراع الدائر بين الرجليْن قد تشهد تفوق دحلان".

ويُنظر إلى دحلان، فلسطينياً، على أنه من أبرز خصوم حماس السياسيين على الساحة الفلسطينية، منذ كان يرأس جهاز الأمن الوقائي، في أعقاب تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994.

واتهمته الحركة وقتها باعتقال قادتها وعناصرها، فضلاً عن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بإشعال فتيل الفلتان الأمني، في أعقاب سيطرة حماس على القطاع صيف 2007 الذي شهد اقتتالاً بين عناصر من حماس وأخرى من فتح، بعضها محسوب على دحلان.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، في الجامعة الإسلامية بغزة هاني البسوس، أنّ حماس تستغل ما يجري للضغط على عباس.


وأضاف البسوس أن حماس تحاول الضغط سياسيا على عباس، من أجل تقديم تنازلات، كي تقوم بردع أي تجمعات لخصمه السياسي دحلان في غزة.


وكانت انتشرت على الجدران في مناطق عديدة اليوم بقطاع غزة ملصقات تتضمن عبارات هجومية ومسيئة لعباس.


وتحت شعار (كفى.. خيانة) الذي طبع فوق صورة عباس، طالبت الملصقات بـ"الكف عن السكوت على قاتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وفق الملصق.


واتهمت الملصقات عباس بأنّه تسبب بتدمير فتح، من خلال إقصاء القيادات الفتحاوية "الشريفة"، والمحاكمات المسيسة لبعض القيادات، والتنازل عن ثوابت شعبنا الفلسطيني.


وقام طلبة وشبان مؤيدون للرئيس عباس، بتمزيق الصور، متهمين تيار دحلان بإلصاق الصور.


ويرفض دحلان الذي ما زال يتمتع بنفوذ داخل تنظيم "فتح" في غزة، إجراءات فصله من الحركة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com