انقسام في لبنان حول انعكاسات زيارة بومبيو ورسائله لإيران وحزب الله
انقسام في لبنان حول انعكاسات زيارة بومبيو ورسائله لإيران وحزب اللهانقسام في لبنان حول انعكاسات زيارة بومبيو ورسائله لإيران وحزب الله

انقسام في لبنان حول انعكاسات زيارة بومبيو ورسائله لإيران وحزب الله

انشغلت الأوساط السياسية في لبنان، بتقييم خطاب وزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو، خلال زيارته الأخيرة لبيروت والمنطقة، ومدى انعاكسه عليهما.

وقال مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية (14 آذار)، شارل جبور، إن بومبيو أراد توجيه رسالة حازمة ضد إيران وحزب الله، لكنه في المقابل وجه رسالة دعم للدولة اللبنانية، وكأنه أراد القول إن المواجهة مع الحزب مفصولة عن دعم الدولة اللبنانية.

وأشار جبور إلى أن المقصود في الترجمة العملية لخطاب بومبيو، هو عدم استخدام إيران وحزب الله لبنان للرد على العقوبات الأمريكية الموجهة ضدهما.

ولفت إلى أن بومبيو أراد أن يلتزم لبنان بسياسة النأي بالنفس المعلنة من قبله. وأوضح أن لبنان يستفيد من الدعم الأمريكي لتحصين سيادته واستقلاله، مؤكدًا أن أولوية واشنطن الآن هي الحفاظ على استقرار لبنان، لذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه.

وشدد جبور على أن التغيير الوحيد بعد الزيارة، هو أن إيران ستأخذ بعين الاعتبار أن لبنان مدعوم أمريكيًا بشكل كبير.

بدوره، أكد المحلل السياسي جوني منير، الذي تابع زيارة بومبيو، ن المسؤولين اللبنانيين تفاجؤوا بالفرق بين ما قاله بومبيو في الغرف المغلقة، وبين خطابه التصعيدي في مقر وزارة الخارجية، ببيروت، والذي كان معدًا سلفًا.

وأوضح منير أن بومبيو أراد توجيه رسائل أكثر من نيته انتهاج سياسة جديدة، مشيرًا إلى أن بومبيو لم يتحدث عن خطوات عملية لعودة النازحين السوريين، ما يعني أن لا عودة قريبة لهم إلى بلادهم، لافتًا إلى أن زيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون المرتقبة إلى روسيا الأسبوع المقبل، تحمل عنوان عودة النازحين.

وقال منير إن بومبيو وجه رسائل إلى الداخل الأمريكي، ووضع سقفًا لحزب الله لكي لا يعمل على إعادة النازحين، لكنه شدد على أن لا خطوات عملية ستظهر من الزيارة قريبًا.

واعتبر أنه سيتم استثمار إسرائيل للزيارة في الانتخابات المرتقبة، خاصة أن بومبيو بارك قرار ترامب بخصوص الجولان السوري المحتل.

وأثناء وجود مايك بومبيو في إسرائيل، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن "الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي لها أهمية إستراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي"، وهو ما عارضته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وعدد من الدول.

من جانبه، رأى مصدر نيابي لبناني أن زيارة بومبيو إلى لبنان اتسمت بالوضوح والحزم في المواقف، خصوصًا تجاه حزب الله.

ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب شخصية، إلى أن لقاءات الوزير الأمريكي ركزت على عدة مواضيع، ولم تتناول موضوعًا واحدًا.

وشدد المصدر على أن محاور المناقشات تركزت على نقاط أساسية، أبرزها نفوذ حزب الله، والموقف الأمريكي من تمدده، والنفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة وضرورة وضع حدّ له.

وكذلك ركزت لقاءات بومبيو، وفق المصدر ذاته، على الجنوب اللبناني المحاذي لإسرائيل، وضرورة الحفاظ على الأمن فيه، وعدم السماح لـ"حزب الله" بخرق القرار الدولي 1701 الذي أُقر بعد انتهاء حرب تموز 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، وأيضًا ضرورة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وإيجاد حل للخلاف الحدودي.

كما أن أزمة النازحين السوريين وتداعياتها على لبنان وضرورة إيجاد حل لها ودعم الحكومة اللبنانية، وضرورة قيامها بالإصلاحات الضرورية اللازمة، هي ما ركز عليه بومبيو أيضًا، بحسب المصدر ذاته.

ولفت المصدر إلى أن زيارة بومبيو تشير إلى التأكيد الأمريكي على استمرار دعم واشنطن للجيش اللبناني والأجهزة الشرعية، لأنها الجهة الشرعية الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان.

وأوضح المصدر أن وزير الخارجية الأمريكي كان حاسمًا في موقفه من "حزب الله" وتمدد نفوذه، وقد ظهر هذا علنًا في الكلمة التي أدلى بها من الخارجية اللبنانية.

ونوه إلى أن المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون، طالبوا خلال لقائهم بومبيو بعودة النازحين السوريين سريعًا، لأن لبنان لم يعد قادرًا على تحمل أعبائهم.

وإضافة إلى النازحين، فقد كرر المسؤولون، وفق المصدر النيابي، سواء عون، أو وزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، موقفهم من أن "حزب الله" لبناني، ولديه ممثلون في مجلس النواب، ويشارك في الحكومة، في إشارة لرفض القرار الأمريكي الأخير بإدراج الحزب على لوائح الإرهاب.

ورأى المصدر أن المواقف اللبنانية لم تؤثر على النبرة الأمريكية، حيث هاجم بومبيو "حزب الله" بشراسة واعتبر أنه "يقتل آمال اللبنانيين".

وتوقع المصدر النيابي أن يكون هناك تداعيات لما بعد زيارة بومبيو، وخصوصًا في مسألة ترسيم الحدود البحرية وحزب الله والنازحين.

وكان بومبيو قد وصل الجمعة إلى بيروت والتقى المسؤولين اللبنانيين، وذلك ضمن جولة بدأت في 19 مارس/ آذار الجاري وشملت الكويت وإسرائيل.

وتأتي زيارة بومبيو وسط انقسام لبناني على الدور الأمريكي في لبنان والمنطقة.

وشهد لبنان منذ عام تقريبًا نزاعًا حول الحدود البحرية مع إسرائيل لم يحل بعد، كما أن هناك تهديدات إسرائيلية دائمة بضرب "حزب الله" والقيام بحرب قد تدمر لبنان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com