بغداد تتعرض لعملية تغيير ديموغرافي
بغداد تتعرض لعملية تغيير ديموغرافيبغداد تتعرض لعملية تغيير ديموغرافي

بغداد تتعرض لعملية تغيير ديموغرافي

حذر مراقبون ومهتمون بالتراث البغدادي من أن العاصمة العراقية تشهد عملية تغيير ديموغرافي ممنهجة لم تشهدها عبر مراحل تاريخية مختلفة، منها احتلال التتار والمغول والعثمانيين.



ويصف مهتمون بالتاريخ السياسي ما يجري في بغداد بالمحاولة الممنهجة لتغيير وطمس معالمها التاريخية والتراثية والفنية، من خلال تهجير العائلات البغدادية قسراً أو تحت ضغوط وتهديدات تمارسها المليشيات الشيعية داخل ماكانت تُعرف بـ "عاصمة الرشيد".

ويقول عبد الصاحب الأطرقجي، وهو محلل سياسي: "بغداد تشهد عمليات خطف وتفجير بالعبوات الناسفة بشكل شبه يومي، وتلك العمليات تستهدف سكانها الأصليين والعائلات التي عرفت ببغداد منذ مئات السنين ليحل محلها المهاجرون الجدد من الجنوب".

ويضيف الأطرقجي في حديث لـ "إرم": "عمليات التغيير والطمس الممنهج لملامح بغداد بدأت منذ تفجير نصب الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، مؤسس بغداد، ولم تنتهِ بتفجير وإزالة مساجد وقصور تاريخية وتشويهها بشعارات طائفية، فضلا عن عمليات التهجير للسنة".

ويرى خلدون عبد العزيز الكرخي أن "السمة الأصيلة والطابع الحضاري والمعماري لبغداد تم تغييره عمدا بشكل يتناسب مع الرؤية التي يحملها "القادة الجدد" من السياسيين الشيعة والذين ينفذون رؤية المليشيات الشيعية للعاصمة العراقية".

ويتابع الكرخي في حديث لـ "إرم": "كيف يمكن أن نصف تغيير أسماء الشوارع والمناطق التي عرفت بأسمائها منذ مئات السنين لتتناسب مع توجهات عقائدية ومذهبية معينة.. بغداد منذ تأسيسها كانت مدينة للجميع، إلا انها الآن تتحول تدريجيا إلى مدينة شيعية مغلقة، مثل كربلاء أو النجف، لو كان اسمك عمر أو بكر فمن الصعب عليك المرور بالسيطرات الأمنية أو المليشياوية في بغداد".



ويذهب مراقبون إلى أن محاولات تغيير الطابع البغدادي وتحويله إلى مناخ "شيعي" يعود لأسباب مختلفة، منها وجود ضريح الإمام موسى الكاظم في بغداد، فضلا عن محاولات ربط الجنوب العراقي "الشيعي" بسامراء شمال بغداد، والتي تضم ضريحي الإمامين العسكريين اللذين يقدسهما الشيعة.

ويحدد المهتمون بالشأن العراقي سببا آخر يعتبرونه الأبرز في محاولة تغيير وجه بغداد وتركيبتها السكانية، وهو التأسيس لـ "الإقليم الشيعي" الذي وضع زعماء شيعة تصورات لحدوده وخرائطه وشكل إدارته وثرواته وأمنه منذ دخلوا بغداد مع الجيش الأمريكي في 2003، وهو الإقليم الذي يمتد من البصرة جنوباً حتى سامراء في صلاح الدين إلى الشمال مرورا بالعاصمة بغداد.

وأكدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن الأعمال التي وصفتها بـ"الإجرامية" التي تنتهجها الحكومة الحالية تهدف الى تغييرات ديموغرافية في مناطق حزام بغداد.

وكشفت الهيئة أن قوات من الجيش الحكومي شنت خلال اليومين الماضيين حملات دهم واعتقال شملت مناطق عدة تابعة لناحية الرشيد جنوب بغداد.

وبحسب الهيئة، فإن مناطق (الختيمية، والبُعيثة، والوزيري، والعُبيد، والداينيّة، ومركز الناحية، وعرب جبور، وصخريجة الغربية والشرقية) جميعها تعرضت لعمليات تهجير طائفي.

وأوضحت أن "الحملات التعسفية التي استهدفت الشباب السنة وعدد من ضباط الجيش العراقي السابق نتج عنها اعتقال أكثر من (100) مواطن بريء دون توجيه أية اتهامات لهم".

وأشارت الهيئة إلى أن "حملات الدهم والاعتقال والاختطاف والمساومات التي تمارسها الأجهزة الحكومية وميليشياتها الدموية مازالت متواصلة في مناطق حزام بغداد"، موضحة أن قوات من الفوج الثاني في اللواء(25) التابع للفرقة (17) بالجيش الحكومي المنتشرة في قضاء المحمودية جنوبي العاصمة شنت خلال اليومين الماضيين, حملة تفتيش في مناطق مختلفة من القضاء، اعتقلت خلالها العشرات من أبناء المناطق السنية واقتادتهم إلى جهة مجهولة".

ويقول يوسف نجم الدين، أحد المستشارين السابقين في محافظة بغداد، إن تعيين الكوادر الإدارية في أمانة العاصمة وفي مجالسها البلدية يتم وفق أسس طائفية".

ويضيف نجم الدين لـ "إرم": "نحو 80% في المئة من المدراء العامين والقيادات والمسؤولين في محافظة بغداد من الجنوب ولايتمتعون بخبرة ودراية في الخصائص العمرانية والنمط الحضاري للعاصمة، ناهيك عن تصوراتهم ومخططاتهم الحزبية التي تتسم بالطابع الطائفي لما يجب أن تكون عليها العصمة العراقية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com