هل تقود أساليب حماس الخشنة في "مسيرات العودة" القطاع لحرب رابعة؟
هل تقود أساليب حماس الخشنة في "مسيرات العودة" القطاع لحرب رابعة؟هل تقود أساليب حماس الخشنة في "مسيرات العودة" القطاع لحرب رابعة؟

هل تقود أساليب حماس الخشنة في "مسيرات العودة" القطاع لحرب رابعة؟

تشهد الأوضاع الأمنية الميدانية في قطاع غزة، توترًا ملحوظًا في ظل إصرار حركة حماس على تفعيل أدواتها "الخشنة" في مسيرات العودة، بسبب تلكؤ الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق تفاهمات التهدئة واستحقاقات وقف إطلاق النار التي تمت بوساطة مصرية.

ويرى مراقبون أن العديد من السبل أُغلِقت في وجه حركة حماس، التي تعاني أزمة مالية خانقة تعصف بأروقتها، بالإضافة لمطالبات شعبية فلسطينية وحراك سلميّ يدعوها لتوفير فرص عمل ووقف الضرائب وإنهاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالقطاع منذ 13 عامًا إبان حكمها لغزة.

في الوقت ذاته، يطلق اليمين الإسرائيلي بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من حينٍ لآخر تهديدات بشن عملية عسكرية ضد حركة حماس، في ظل ضغطٍ من منافسي نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية، وإصرار حركة حماس على مواصلة التصعيد الميداني إلى حين كسر الحصار على قطاع غزة.

الأزمة الداخلية

وقال المحلل السياسي أحمد مسلّم لـ "إرم نيوز":" لا خيار أمام حركة حماس في حال استمرت القبضة الأمنية عليها، إلا التوجه للتصعيد في ظل انعدام الخيارات وإغلاق كل الأبواب، وخاصة الأزمة المالية التي أدت إلى إغلاق عدد من مؤسساتها داخل القطاع؛ ما دفعها لصرف أرباع رواتب كل فترة لأبنائها".

وأضاف مسلّم" الحراك الشعبيّ كذلك، والفلسطينيون الذين سئموا الفقر والحاجة، في غياب فرص العمل وانتشار البطالة وتردي الأوضاع السيئة، وخروجهم ضد حركة حماس كونها سلطة أمر الواقع في غزة، كل ذلك قد يؤدي إلى توجه حماس إلى تصعيد يمحو ما انطبع في ذاكرة الفلسطينيين عن قمعها لهذا الحراك السلميّ".

وتابع" أن حركة حماس حاولت الخروج من مأزق الأزمة الداخلية في غزة، عبر إطلاق صاروخين وعدم الاعتراف تزامنًا مع المظاهرات الشعبية بغزة، في رغبة منها لمحاولة صرف الأنظار عن تصرفاتها ضد السلميين المطالبين بحقوقهم، وهذا يؤكد أن خيار التصعيد هو الخيار الأوحد لحماس في حال لم تكن هناك انفراجة تخفف غضب الشارع الناقم من الظروف الاقتصادية".

الأدوات الخشنة

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الرحمن قاسم لـ "إرم نيوز":" إنه عقب الحراك الشعبي وإطلاق الصاروخين على تل أبيب، لم يعد الوفد المصري إلى غزة، ولم تصدر أي تصريحات في سياق التهدئة، وانصبت كل التصريحات والتعليقات الإعلامية على الحراك الشعبي والوضع الإنساني في قطاع غزة".

وأضاف" شعور حركة حماس بالتجاهل والتلكؤ من قبل الوسطاء أو إسرائيل، دفعها بطبيعة الحال إلى الإعلان عن تفعيل مسيرات العودة وأدواتها الخشنة، والتجهيز لمسيرة مليونية العودة، في محاولة منها للفت الأنظار إليها، وإشعار الجميع بمقدرتها على التوجه للتصعيد وقلب الطاولة، من خلال التلويح باستعداداتها".

وتابع" حركة حماس تستغل التوقيت الذي يتزامن مع التحضير للانتخابات الإسرائيلية، كورقة رابحة للضغط على إسرائيل في ظل عدم رغبة نتنياهو بخوض حرب"، مستدركًا بالقول:" لكن رغبة نتنياهو ليست كل شيء في إسرائيل، فهناك ضغوطات كبيرة من منافسيه ورؤساء الأحزاب وبلديات المستوطنات المحاذية لغزة، من أجل دفعه لخوض الحرب".

سلمية التظاهرات

من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، الفصائل الفلسطينية إلى عدم استخدام أو توظيف مسيرات العودة على حدود غزة، لخدمة أجندات معينة أو ارتباطات خارجية، مؤكدًا ضرورة عدم تعريض الفلسطينيين للخطر الإسرائيلي، والحفاظ على سلمية التظاهرات والابتعاد عن السياج الأمني.

وأضاف العوض في لقاء على التلفزيون الفلسطيني" أن الخروج بهذه المسيرات يكون مع تفويت الفرصة على الاحتلال بسقوط ضحايا كثر؛ لأن الاحتلال نشر جنوده وقناصته، فعلينا ألا ندفع بالأطفال في مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية المتعطشة للدماء".

وتابع" أنه ينبغي على الفلسطينيين المحافظة على طابع المقاومة الشعبية، وألا نزج بأطفالنا أمام الذين يريدون شرب دماء الفلسطينيين، وجعل دماء الشعب الفلسطيني وقودًا للمعركة الانتخابية، فنتنياهو يحاول تصدير أزمته للخارج".

وقال العوض" نحن أمام أسابيع مقبلة ستكون ملتهبة، فهناك أكثر من عامل تتمسك به حكومة الاحتلال لمزيد من التصعيد على الساحة الداخلية الفلسطينية، نظرًا لما يتعرض له نتنياهو من ضغوط داخلية واتهامات بالفساد، وهو بالتالي يريد أن يقدم نفسه مرة أخرى للمجتمع الإسرائيلي الذي يجنح نحو التطرف والعنصرية"

وطالب العوض، بعدم وضع مسيرات العودة على طاولة مباحثات التهدئة مع الوسطاء بأي شكل من الاشكال، ويجب عدم المساومة عليها لا بدولار ولا سولار، مستدركًا  بالقول" نحن لا نريد أن نسجل ضحايا بل نريد أن نحقق إنجازات، وهذه الإنجازات ممكن تحقيقها بضحايا أقل وبإدارة أكثر صوابية وشفافية".

إشعال الضفة

وقال تقرير موقع "المونيتور" الأمريكيّ، إن حركة حماس تسعى لإشعال الضفة الغربية، تزامنًا مع رغبتها الكبيرة في الوصول لاتفاق مع إسرائيل في قطاع غزة، برعاية مصرية.

وزعم الموقع في تقريره، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية سجّلت العديد من المحاولات من قِبل حركة حماس، للتأثير على أطراف داخل الضفة الغربية لتنفيذ عمليات، وترميم قوتها هناك.

وأشار التقرير إلى أن حركة حماس تعمل على إيقاظ الخلايا النائمة وإعادة تنشيطها، وتشكيل هيكلية قيادية لمتابعتها، مبينًا أن الحركة تعمل على "إستراتيجية قديمة- حديثة" داخل الضفة.

ولم يستبعد المختص بالشأن الإسرائيلي، أحمد عبد الرحمن، مزاعم الموقع الأمريكي، قائلًا " إن سعي حركة حماس لتشكيل خلايا بالضفة الغربية أمرٌ ليس سرًّا؛ كون الحركة ترغب بالتأثير على مواقف السلطة الفلسطينية وإحراجها، واستغلال نشاطات المقاومة في الضفة الغربية لتحقيق نقاط إضافية ومكاسب جديدة لها تعزز من قدرتها على التأثير".

وأضاف عبد الرحمن في تصريح لـ "إرم نيوز":" أن توتر العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في هذه الأيام، يشكل تربة خصبة لأي نشاط يمكن من خلاله إدانة السلطة، سواء على الصعيد المحلي الفلسطيني، أو على صعيد علاقاتها الأمنية مع إسرائيل".

وتابع " أن الأيام المقبلة ربما تشهد توترًا ليس فقط في قطاع غزة، وإنما على صعيد القطاع والضفة الغربية والقدس، وخاصة في ظل انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل بشكل كامل، ودعمها للرد بأي طريقة كانت، وكيفما تشاء".

وأعادت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة المُشكّلة من الفصائل الفلسطينية، استخدام البالونات الحارقة بكثافة، وفعاليات الإرباك الليلي بشكل يوميّ على حدود غزة، في خطوة للضغط على إسرائيل والوسطاء بالإسراع في إتمام تفاهمات التهدئة.

ودعت الفصائل الفلسطينية، إلى حشد أكبر قدر ممكن من المتظاهرين على مستوى قطاع غزة، في الـ30 من مارس/آذار الجاري، والذي يعتبر يوم الأرض وذكرى انطلاق مسيرات العودة، وكسر الحصار على السياج الأمني الفاصل مع قطاع غزة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com