بعيدًا عن السياسة.. هضبة الجولان السورية من منظور الجغرافيا والتاريخ
بعيدًا عن السياسة.. هضبة الجولان السورية من منظور الجغرافيا والتاريخبعيدًا عن السياسة.. هضبة الجولان السورية من منظور الجغرافيا والتاريخ

بعيدًا عن السياسة.. هضبة الجولان السورية من منظور الجغرافيا والتاريخ

مع تفاقم الجدل السياسي بشأن هضبة الجولان السورية عقب إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل عليها، تثار أسئلة بخصوص هذه المنطقة وطبيعتها الجغرافية وتاريخها وسكانها.

تقع هضبة الجولان بين شمال نهر اليرموك، وجنوب جبل الشيخ، وشرق سهول حوران وريف دمشق، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة غرب الجليل.

وتأخذ الهضبة شكلًا متطاولًا من الشمال إلى الجنوب على امتداد حوالي 75 كم بعرض متوسط يتراوح بين 18-27 كم، وهي تابعة إداريًا لمحافظة القنيطرة السورية الواقعة جنوب غرب البلاد على بعد نحو 50 كيلومترًا عن العاصمة دمشق.

وثمة تفاوت تدريجي في الارتفاعات من شمال الهضبة إلى جنوبها، حيث يصل ارتفاع الهضبة في الشمال إلى 2500م فوق سطح البحر، لتهبط إلى 15م في الجنوب، بينما يصل ارتفاع قمة جبل الشيخ المطلة على الجولان 2814م.

وتقدر المساحة الإجمالية للهضبة بـ1860 كيلومترًا مربعًا، تحتل إسرائيل ثلثيها، أي حوالي  1158 كيلومترًا مربعًا من مساحة الهضبة التي تعرف في الإعلام السوري الرسمي بـ"الجولان السوري المحتل"، كما تصفها وثائق الأمم المتحدة بـ"أرض سورية محتلة".

وتتميز منطقة الجولان بكونها مصدر مهم للمياه، فأمطار مرتفعات الجولان تغذي نهر الأردن، وهي تمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه، كما أن تربة الهضبة تعد من أخصب الأراضي وتنتشر فيها أشجار التفاح وكروم العنب.

وتشكل مناطق الهضبة مكانًا مثاليًا للسياحة نظرًا لتنوع مناخها وطبيعتها الجميلة، كما أن منتجاتها الزراعية الوفيرة تشكل حافزًا لإقامة مشاريع صناعية ترتبط بالمنتجات الزراعية.

ووفقًا للحدود الدولية عام 1923 فإن الهضبة وقعت ضمن حدود الدولة السورية قبل قيام إسرائيل، التي احتلتها في حرب 1967 أو ما بات يعرف في الوجدان العربي بـ"النكسة"، التي تلت نكبة 1948 وهو تاريخ إنشاء الدولة العبرية.

وتقول وزارة الخارجية السورية، إن ديفيد بن غوريون رسم تصوره لدولة إسرائيل في وثيقة وضعها عام 1918 جاء فيها: "يجب أن تضم حدود الدولة اليهودية النقب برمته، وجزءًا من سنجق دمشق وأقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا"، في إشارة إلى الأطماع اليهودية القديمة في منطقة الجولان.

وتوجد نحو 40 مستوطنة إسرائيلية في هذه المنطقة، ويعيش بها نحو 20 ألف مستوطن، كما يعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدروز، في حين قامت إسرائيل، أثناء احتلالها للهضبة بتهجير نحو مئة ألف من سكانها الذين استقروا كنازحين في دمشق.

وتقول وزارة الخارجية السورية على موقها الإلكتروني، إن "الجولان كان مأهولًا بالسكان منذ القديم، وتعاقبت عليها حضارات مختلفة مثل الكنعانية والآرامية والإسلامية، وقد سبق الفتح الإسلامي وجود إمارتين هما الأنباط والغساسنة".

وتعود تسمية أماكن كثيرة فيها إلى تلك الحضارات التي تدل عليها معاني بعض الكلمات مثل "مَجْدَل"، وهي كلمة عربية كنعانية تعني البرج أو القلعة، و"الحِمّة" وتعني النبع الحار، و"فِيق" وأصلها بالكنعانية أفيق وتعني القوة، و"حَرَمُون" وأصلها آراميٌ وتطلق على جبل الشيخ وتعني المقدّس، و"بقعايا" وأصلها آرامية وتعني البقعة المنبسطة من الأرض.‏

وحاولت سوريا استعادة الهضبة في حرب عام 1973، ولكن رغم الخسائر الكبيرة في القوات الإسرائيلية فقد تم صد الهجوم المفاجئ، ووقع البلدان هدنة فك الاشتباك عام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار منذ ذلك الحين.

وقد أعلنت إسرائيل من جانب واحد ضم الجولان عام 1981، وهي الخطوة التي لم تحظَ باعتراف دولي، ورفضها مجلس الأمن الدولي بقرار يعارض الضم صدر نهاية العام نفسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com