"استعراض جثث" بشوارع دير الزور شرقي سوريا‎
"استعراض جثث" بشوارع دير الزور شرقي سوريا‎"استعراض جثث" بشوارع دير الزور شرقي سوريا‎

"استعراض جثث" بشوارع دير الزور شرقي سوريا‎

دمشق - حرص النظام السوري خلال الأيام الماضية على منافسة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في استعراض جثث القتلى الذين سقطوا في معارك مطار دير الزور العسكري شرقي البلاد، والذي يحاول التنظيم منذ أسبوعين السيطرة عليه في ظل دفاع مستميت من قبل قوات النظام عنه.



وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرتها حسابات مقربة من النظام على مواقع التواصل الاجتماعي، قتلى من "داعش" معلقين من رؤوسهم أو أيديهم على شاحنات وسيارات صغيرة ويقوم عناصر قوات النظام بالتجول بها في الأحياء التي ما تزال خاضعة لسيطرتها في مدينة دير الزور وسط طقوس احتفالية، في حين يقوم عدد من الأطفال بجلد الجثث المدلاة ورجمها بالحجارة أثناء مرور السيارات التي تحملها.

كما يظهر في المقاطع والصور نفسها، جثث لعدد من قتلى "داعش" بعد إلقائهم في حاويات للقمامة وضعت أمام فرع أمن الدولة (جهاز أمني تابع للنظام) في مدينة دير الزور، وتم وضع سجائر في أفواه وأنوف القتلى أو زجاجات مشروبات كحولية، كنوع من السخرية والتمثيل بالجثث، في الوقت الذي يقوم عناصر من قوات النظام وحتى مدنيون موالون للنظام بالتقاط الصور التذكارية مع الجثث.

على الوجه المقابل، حرص تنظيم "داعش" خلال الأسبوعين الماضيين على استعراض جثث عناصر قوات النظام الذين قتلهم خلال محاولاته المتكررة لاقتحام مطار دير الزور العسكري والمعارك المستمرة حتى ظهر اليوم مع تلك القوات في محيطه.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها صفحات موالية لـ"داعش"، عناصر من التنظيم يقومون بذبح عدد من الأسرى الذين وقعوا بأيديهم من قوات النظام حول المطار إضافة إلى أخرى يظهر فيها أولئك العناصر وهم يلهون بوضع بعض رؤوس الأسرى القتلى على آلات حادة وسكاكين وسط ضحكات وتكبيرات يطلقونها.

وكانت الصورة الأكثر تداولاً من قبل تلك الصفحات، صورة لرأس ضابط برتبة مقدم في صفوف قوات النظام قام التنظيم بقطعه بعد أسر الضابط، وتم وضع الرأس أمام مدخل مدينة موحسن الخاضعة لسيطرة التنظيم والمحاذية لمطار دير الزور.

ورأى محمد العيسى وهو صحفي سوري معارض في مدينة دير الزور، أن المنافسة بين النظام السوري و"داعش" في استعراض جثث قتلى الطرف الآخر تصب في سياق الحرب النفسية بينهما، ومحاولة شد عزيمة أنصار كل طرف وتطمينهم بقوة من يناصرونه.

وقال العيسى إن استعراض الجثث ليس بجديد لدى الطرفين، إلا أن ذلك ارتفعت وتيرته مع سيطرة "داعش" على مناطق إستراتيجية في محيط مطار دير الزور وبدء اقتحام أسواره، في الوقت الذي تصر فيه وسائل إعلام النظام على عدم الاعتراف بذلك وتورد أخباراً حول صد محاولات اقتحام للتنظيم للمطار وقتل العشرات من عناصر الأخير في تلك المحاولات التي تصفها بـ"الفاشلة".

واعتبر الصحفي أن النظام ركز خلال الأيام القليلة الماضية على تكثيف قيامه بعملية استعراض قتلى "داعش" مع زيادة مخاوف أنصاره من انهيار قواته داخل المطار العسكري بدير الزور على غرار ما حصل بمطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة شمالي سوريا قبل نحو 4 أشهر عندما سيطر عليه التنظيم وقام بأسر وإعدام المئات من عناصر حمايته التابعين للنظام.

ولم يتسنّ التأكد من مقاطع الفيديو والصور التي نشرها كل من أنصار النظام والتنظيم من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق رسمي من كلا الطرفين بسبب القيود التي يفرضانها على التعامل مع وسائل الإعلام، ومنذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري يشنّ "داعش" هجوماً هو الأعنف منذ عامين على مطار دير الزور العسكري الذي يعد أبرز المواقع التي ما يزال النظام السوري يسيطر عليها شرقي سوريا، في محاولة من التنظيم للسيطرة عليه.

ونجح التنظيم بهجومه في السيطرة على عدد من القرى والمواقع المتقدمة باتجاه المطار، وتدور اشتباكات عنيفة بين عناصره وعناصر قوات النظام داخل المطار لا تزال مستمرة حتى الساعة، بحسب ناشطين محليين.

ومنذ أكثر من 4 أشهر سيطر تنظيم "داعش" على معظم مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط بعد طرد مقاتلي المعارضة منها الذين كانوا سيطروا على تلك المناطق وحاصروا المطار قبل أكثر من عامين، ويتناوب طيران التحالف وطيران النظام السوري بشكل شبه يومي على قصف مواقع التنظيم في المحافظة.

وما يزال النظام السوري يسيطر على عدد من الأحياء داخل مدينة دير الزور إضافة إلى مطارها العسكري وعدد من المواقع العسكرية الأخرى القريبة من تلك الأحياء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com