في ظل الحراك الشعبي.. ما هي الاحتمالات القادمة للأوضاع في قطاع غزة؟‎
في ظل الحراك الشعبي.. ما هي الاحتمالات القادمة للأوضاع في قطاع غزة؟‎في ظل الحراك الشعبي.. ما هي الاحتمالات القادمة للأوضاع في قطاع غزة؟‎

في ظل الحراك الشعبي.. ما هي الاحتمالات القادمة للأوضاع في قطاع غزة؟‎

تتزايد حالة الضبابية التي تلف الوضع الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الحراك الشعبي والتظاهرات السلمية، التي أطلقها الفلسطينيون تحت عنوان "بدنا نعيش"، والتي تأتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، جرّاء فرض حكومة حماس الضرائب المرتفعة على السلع والخدمات التي يتلقاها المواطنون.

وقابلت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، التظاهرات الشعبية السلمية بالقمع والاعتقالات والاعتداءات والإجراءات الأمنية المشددة، وقالت إن هذا الحراك "مشبوه" ويتبع أجندات خارجية وارتباطات مع السلطة الفلسطينية بهدف إسقاط "المقاومة"، وهو ما نفاه منظمو الحراك وأكدوا أنه حراك شعبي سلمي يهدف إلى المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

ويرى مراقبون أن الأوضاع في قطاع غزة ربما تأخذ عدة زوايا وتضع حماس أمام مسؤوليات لم تكن تلقي لها بالاً، وخاصة بعد حكمها لقطاع غزة لمدة تزيد عن 12 عامًا لم يشعر خلالها الفلسطينيون بأي تقدم في فرص المصالحة وإنهاء الانقسام، ولا أي انفراجة في الوضع المعيشي، في ظل حصار إسرائيلي على القطاع.

هاجس المؤامرة

وقال المحلل السياسي أكرم عطا الله:" أن الوضع في غزة لازال متوترًا وسيبقى ما حدث جرحًاغائرًا لن يعالجه الزمن، فلقد حطم ما حدث كل الأحلام التي كانت تشي بتقارب بات شبه مستحيل، وحطم معه جهدًا كثيرًا لحركة حماس حاولت خلال سنوات الحكم الماضية أن تخفف من إجراءاتها بعد أحداث 2007 وفجأة كان المشهد كأنه يعيدنا لتلك الأحداث السوداء".

وأضاف عطا الله:" مثلها مثل أي حكم عربي استنفرت حماس بكل ما تملك من قوة للدفاع عنه عندما اعتقدت وهي التي تعيش هاجس المؤامرة حين اعتقدت أن ما يحدث تهديد لحكمها ولم تأخذ بعين الاعتبار واقع غزة وشبابها والأزمات التي تستنسخ ذاتها وبدل أن تحنو عليهم باعتبار أن واقعهم النازف هو نتاج سيطرتها على غزة فذهبت نحو وسائل العنف والقمع التي رأينا مشاهدها التي كانت تتوالى تباعاً".

وتابع:" أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح التي طردتها حماس من غزة بالقوة انتظرت لسنوات طويلة فشل حركة حماس في غزة وأن تتظاهر الناس ضد الحكم القائم بل والحلم أن تسقطه فلم تضبط نفسها أمام فرحتها بما يحدث ولكن تدخلها وضع المتظاهرين في موقف حرج وضعيف أمام بطش حركة حماس وقوتها الأمنية بحيث وجدت فيه مبرراً للقمع حين ظهرت فتح وكأنها هي المحرك بالرغم من أن الأمر ليس كذلك والأمر الآخر أنه ساهم في تغذية نظرية المؤامرة لدى حماس".

ثلاثة احتمالات

وقال عطا الله:" إذا كانت السلطة تحلم بإسقاط حماس وعودتها لغزة كان لإسرائيل هدف آخر هي الأخرى التي ظهرت كأنها تريد أن تستمر تلك التظاهرات فهي لا تريد إسقاط الحركة ولو أرادت لفعلتها منذ عدوان 2008 لكن وجود الحركة يسهل عملية فصل غزة وحشر حماس في الزاوية حتى لا تجد خيارًا سوى الذهاب مع تل أبيب نحو اتفاق طويل الأمر وهو اتفاق ترسيم الفصل نهائيًا، وهو ما عملت عليه إسرائيل طوال السنوات الماضية والذي أوصل غزة إلى هذا الحد".

وأشار عطا الله إلى أن الشعب الفلسطيني بعد أحداث غزة أما خيارات ثلاث وهي:" استمرار الحالة كما هي ومزيد من قبضة حماس الأمنية واستمرار التدهور المعيشي ومزيد من الفقر يبقي دائرة الشكوى والاحتجاج والاعتقال والقمع أي استمرار الدوران بنفس الدائرة".

أما الخيار الثاني فهو:" مصالحة وانتخابات وهذا الخيار الأقل ترجيحًا"، بينما الخيار الثالث هو:" الذهاب نحو اتفاق مع إسرائيل مع تزايد الضغط بسبب الخيار الأول ينتهي بترسيم المشروع الإسرائيلي بالفصل".

صدمة حماس

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، محمد عبد الهادي:" إن حركة حماس شعرت بالصدمة من الحراك الشعبي من الفلسطينيين الذين صبروا وتحملوا وكتموا أوجاعهم لمدة تزيد عن 12 عامًا، ففي الوقت الذي تظهر فيه حركة حماس للإعلام العالمي صمود غزة، وتتغنى بالصبر تفاجأت بأن الجرح غائر والمعاناة بدأت تظهر للعلن بعد أن طفح الكيل بالناس".

وأضاف عبد الهادي في حديث مع "إرم نيوز" بهذا الشأن: "أحد أسباب القمع هو قرب الوصول لتفاهمات بين حماس وإسرائيل، وهذه التفاهمات من شأنها أن تضع لحماس موطئ قدم وتعزز قوتها، فهي شعرت أن الحراك سيخسرها ما جنته على مدار سنوات طويلة من التغني بالصبر والصمود وقرب الفرج ".

وتابع عبد الهادي:" أن حماس لم تكن تتوقع كل هذا الزخم الإعلامي الدولي بعد قمع الحراك، وخاصة ما أظهرته منظمات حقوق الإنسان من تعدٍ واختطاف وانتهاك وقمع" مستدركًا بالقول:" إن حماس تظن أنها قمعت مشكلة عائلية وليست مشكلة متجذرة في شعب لاقى من المعاناة الكثير".

الحراك يدعو للإضراب

ودعا حراك "بدنا نعيش" للمظاهرات السلمية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، رفضًا للغلاء والضرائب التي تجبيها حركة حماس.

وقال الحراك في بيان له، نشره عبر صفحته الرسمية، إن "ما قامت به حكومة حماس من إجراءات على الأرض، مثّلت رد فعلها وموقفها مما يحدث، كان صادمًا وفاجعًا إلى أقصى الحدود".

ودعا الحراك، للإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المعتقلين السياسيين، والوقف الفوري للملاحقات الأمنية التي يتعرض لها المحتجون في قطاع غزة، وتوفير الضمانات الكاملة لعدم المساس بهم، وضمان حق التظاهر السلمي للجميع.

وطالب الحراك، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تحقق في كل ما تعرض له المواطنون الفلسطينيون المنخرطون في الاحتجاجات القائمة، وتقديم كل من اقترف جرمًا وتجاوز القانون لمحاكمة عادلة و علنية.

وأعلن الحراك، الإضراب الشامل والعصيان المدني ليومي الخميس والجمعة المقبلين، والدعوة للتجمع لأداء صلاة الجمعة في الساحات العامة في العراء في كل مناطق قطاع غزة، رفضًا لهيمنة السياسة والاتهامات التي يوجهها خطباء حركة حماس من على المنابر تجاه أبنائنا المحتجين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com