"حزب الله" في نيران اتهامات تسييس مكافحة الفساد وتحويله لقضية طائفية.. منال عيتاني وفؤاد السنيورة نموذجاً
تتهم التركيبة السياسية في لبنان بالتواطئ فيما بينها لعدم الاقتراب من قضايا الفساد، خصوصًا تلك التي يتشارك فيها الجميع، فرغم ما هو متداول باتساع عن أن بيئات السياسة والأعمال في لبنان مُثخنة بالفساد، إلا أن يوميات الحياة العامة قلّما تشهد ملاحقة جدية للفساد.
ويعد فتح جبهة الفساد مؤشرًا على أنها لن تتوقف لأن لدى كل طرف سجّلات من المماسك على الأطراف الأخرى، كفيلة بأن تغيّر قواعد اللعبة، إذا انفتحت بِجدّ.
قواعد اللعبة
وفيما تخلت الحكومة الجديدة في تشكيلها عن حقيبة كانت مخصصة لمحاربة الفساد، هلل الجميع للإنفراجة السياسية، لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد أعلن أمين عام حزب الله حسن نصر الله أنه قرر فتح ملفات الفساد، مشدّدًاعلى أن لا أهداف سياسية له في هذه الخطوة التي قيل إنها تتقصد قيادات في تيار المستقبل وحلفائه.
تسييس مكافحة الفساد
ورأى مراقبون بأن ما سيقدم عليه حزب الله يأتي من قبيل فتح جبهة سياسية لرفع الضغوط المحلية والدولية عنه، وتوسعت تلك الشكوك عندما جرى اختيار رئيس الوزراء السابق، فؤاد السنيورة، ليكون الهدف الأول في هذه المعركة.
واتهم حزب الله، في مؤتمر صحافي بمقر نقابة الصحفيين، السنيورة بملف فساد يصل إلى 11 مليار دولار، ما استدعى ردودًا غاضبة من السنيورة وفريق 8 آذار (مجموعة الحريري) واصفين ما يفعله حزب الله بأنه تسييس للاتهامات ونقل المعركة من ملعب مكافحة الفساد الى أزمة طائفية بين الشيعة والسنة، يمكن أن تتجاوز إطاحة الحكومة.
فساد القضاء
وترافق ملف الـ "11 بليون دولار"، مع موجة مفاجئة من الإجراءات الأمنية التي جرى فيها توقيف العشرات من القضاة والمحامين بتهم السمسرة والرشى وتزييف وثائق المحاكم، وهي موجة توسعت تحت مسمى "فساد القضاء".
المحامية منال عيتاني
وآخر فصول جبهة "فساد القضاء"، كان بانتقال الإجراءات الأمنية لتطال محامين، بينهم منال كمال عيتاني، التي تنتمي لعائلة بيروتية من الطائفة السنيّة التي يمثلها الرئيس سعد الحريري.
ولوحقت منال عيتاني، بتهم وشبهات تزوير تقارير طبية لمتهم كبير في تجارة المخدرات، اسمه مهدي المصري، كانت أوقفته شعبة المعلومات في الأمن الداخلي، ثم جرى الإفراج عنه بعد تزوير تقارير طبية.
ولأن المثول أمام التحقيق بالنسبة لأي محام لبناني يحتاج الى موافقة النقابة، فقد جرى عرض ملف منال عيتاني على النقابة التي أعطت الإذن بالتحقيق معها في جرم دفع الرشوة لكن (النقابة) امتنعت عن إعطاء الإذن بالتحقيق معها في جرم التزوير، ما يعني أن النقابة اقتنعت بأن عيتاني يمكن أن تكون دفعت رشوة لكنها لم تقتنع بتهمة مشاركتها في تزوير التقرير الطبي الذي جرى بموجبه الإفراج عن تاجر المخدرات مهدي المصري.
من عائلة زياد عيتاني
يشار الى أن المحامية منال، تنتمي الى عائلة عيتاني التي كان أحد أفرادها، الممثل المسرحي زياد عيتاني، وتم توقيفه عام 2017 بتهمة التعامل مع المخابرات الإسرائيلية. وقد ظلّ عيتاني خاضعًا للقصف الإعلامي إلى أن تدخل الرئيس سعد الحريري للإيعاز بإعادة فتح التحقيق بموجب معطيات انتهت بتبرئة عيتاني والإفراج عنه.
يافطات التشهير بها
ومعروف عن المحامية عيتاني التي تخضع للتحقيق بتهمة الرشوة، أنها ناشطة وتتولى مجموعة قضايا ذات توزين سياسي واجتماعي يجعل البعض يصفها بأنها "المحامية الأسطورة ". وفي أغسطس 2017، عندما كان قريبها زياد عيتاني يخضع للتحقيق بشبهة التخابر، تعرضت هي نفسها للتشهير. يومها رفع مجهولون يافطة على شرفة أحد المنازل تتهمها بـ "النصب والاحتيال"، مع تعميم لصورة اليافطة على الواتساب".
