شبح صدام حسين يطارد الحكومة العراقية في حربها ضد داعش
شبح صدام حسين يطارد الحكومة العراقية في حربها ضد داعششبح صدام حسين يطارد الحكومة العراقية في حربها ضد داعش

شبح صدام حسين يطارد الحكومة العراقية في حربها ضد داعش

العشائر السنية تقول إن الحكومة زودت المقاتلين السنة بأسلحة للصيد والمناسبات خوفا من عودة شبح سلطة البعث وصدام مجددا.

وقالت تقارير استخبارية غربية إن أي نصر ميداني على تنظيم "الدولة الإسلامية" لن يتحقق بمعزل عن القوى والعشائر السنية التي تقاتل المتطرفين في مناطقها التي توصف بـ "الساخنة".

وتصطدم هذه "الحقيقة"، بحسب مايراه مراقبون، بالتصورات لـ "العراق الجديد" كما تراه القوى والأحزاب الشيعية التي هيمنت على السلطة في العراق منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 .

ويقول "سيد ضياء" وهو أحد قادة المليشيات الشيعية التي تقاتل "داعش": "حين ندخل أي منطقة سنية، فإننا نعتبر السنة من المدنيين الخطر الأول ونعتقد انهم أخطر من الدواعش، لأنهم جعلوا من مناطقهم حواضن للإرهابيين".

ويضيف "السيد" كما يناديه رفاقه في السلاح، في حديث خاص لشبكة "إرم الإخبارية : "الدواعش مقدور عليهم، فحتى إن لم نقاتلهم نحن الشيعة، فالأمريكان سيتكفلون بذلك. لكن مهمتنا الأساسية هي تصفية حواضنهم التي تمنحهم الطاقة المتجددة، وتلك الحواضن هي المناطق السنية. قياداتنا لن تسمح وستضغط على حكومة العبادي من أجل عدم تسليح السنة. جميعهم يحلمون بعودة البعثيين وصدام حسين جديد".

ويرى مراقبون أمنيون أن الحديث عن تسليح العشائر السنية ليس سوى مادة يتم تداولها في الإعلام العراقي، وأن حكومة بغداد تنظر إلى العشائر السنية بقلق يفوق خطر "داعش" بوصفه قوة متطرفة طارئة، بينما عشائر السنة يمثلون الخطر بعيد المدى والقوة الحقيقية المنافسة على السلطة وكاسبها في العراق.

وتبرز في ذات السياق اتهامات عشيرة "البونمر" التي قاتلت وتقاتل "داعش" في الأنبار، والتي اعتبرت "أن البنادق التي زودتها بها الحكومة العراقية لمحاربة المتطرفين "لا تصلح إلا للصيد والمناسبات الاجتماعية".

وأكدت العشيرة التي فقدت المئات من رجالها وشيوخها في المعارك مع "داعش" على "عدم جدوى تلك الأسلحة في مواجهة القدرات التسليحية المتقدمة والثقيلة التي يمتلكها التنظيم ، فيما أكد شيوخها رفض مقاتلي العشيرة استلام تلك الأسلحة.

وقال شيخ عشيرة البو نمر، وأحد المقاتلين البارزين ضد تنظيم "داعش"، نعيم الكعود النمراوي، إن "الأسلحة التي زودت بها القوات الأمنية مقاتلي عشيرة البو نمر، كانت بواقع 72 بندقية كلاشنكوف لا تصلح لأن تستعمل للصيد، مع 60 طلقة لكل واحدة منها".

وأشار الكعود، في تصريح صحافي، إلى أن "مقاتلي العشيرة رفضوا تسلم تلك البنادق لعدم جدواها في مواجهة تنظيم داعش".

وأضاف الكعود، أن "بنادق الكلاشنكوف القديمة لا تستعمل إلا في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة"، متسائلاً "هل يعقل استعمال أسلحة بدائية في التصدي لعصابات داعش المجهزة بأحداث أنواع الأسلحة.

ورأى شيخ عشيرة البو نمر، أن "60 طلقة لكل مقاتل من عشائر الأنبار لا تكفي لصد هجمات داعش الذي يستعمل الدبابات والدروع والصواريخ والمدافع الثقيلة والرشاشات الأحادية وغيرها من الأسلحة الفتاكة.

وفي السياق ذاته، يقول أسعد دحام الهيتي، أحد قادة القوى العشائرية التي تقاتل "داعش" في منطقة البغدادي غرب الأنبار: "خلال اجتماعاتنا بممثلي الحكومة العراقية والقادة الأمنيين في بغداد، دائما مانسمع منهم مفردات مثل، بعثيين وصداميين، ونلمس منهم قلقا متزايدا في دعمنا ضد المتطرفين خشية تواجد أنصار للنظام السابق بين صفوفنا".

ويضيف الهيتي، في حديث لـ "إرم" : "لانفهم سبب خشية الحكومة من دعمنا، بينما هي تدعم وتتعاقد على آليات وأسلحة متوسطة وثقيلة لمنحها للمليشيات الشيعية. نحن نترك بلا سلاح لنقاتل داعش بجهودنا الذاتية. نحن نذبح في أرضنا بينما تقدم الحكومة الأسلحة والإمدادات للمليشيات التي يقال إنها تحمي بغداد. في الحقيقة نحن في السواتر الأمامية ونحن من يحمي بغداد".

ويعتقد مراقبون للشأن العراقي أن القوى السنية ستتوجه إلى الأمريكان أو حتى إلى الخليج في حال استمرار ماتعتبره بـ "المماطلة" من قبل الحكومة العراقية,في تسليحها ودعمها ضد المتطرفين، وهو الإجراء الذي هددت به عشائر سنية أكثر من مرة.

ويذهب المراقبون إلى ان خشية بغداد من تقوية الدور السني عسكريا مبعثه مخاوف من تفعيل دورهم السياسي وإيجاد شكل من أشكال المنافسة على السلطة "الشيعية" التي طبعت عراق مابعد صدام حسين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com