غضب من تغيير "حماس" لنصب تذكاري وطني في غزة

أثار تغيير بلدية غزة التي تسيطر عليها حركة حماس، للنصْب التذكاري للجندي المجهول وسط مدينة غزة، موجة من الجدل والرفض على مستويات فلسطينية عدة، بعد تركيب البلدية لمجسم غير واضح المعالم بديلاً عن تمثال الجندي الذي تم تفجيره من قبل عناصر من حماس، بعد أيام من سيطرتها بالقوة على غزة عام 2007.

وأقامت بلدية غزة، مجسمًا بديلًا لتمثال الجندي المجهول، يضم خريطة فلسطين، وأبياتًا شعرية للشاعر المصري أحمد شوقي، وهو ما أثار حفيظة الفلسطينيين، الذين يعتبرونه رمزًا للتضحية ودفاع الفلسطينيين عن أرضهم.

واعتبر الناطق باسم حركة "فتح" عاطف أبوسيف، إقامة حماس للنصب الجديد بأنه تغيير لمعالمه وطمس لهويته، مشدداً على أن حماس ليس من حقها تغيير شكله.

وقال أبوسيف، في بيان صحفي، إن "نصب الجندي المجهول الذي حمل الأمل والحلم، وكان شوكة في حلق الاحتلال وأعوانه ليس مُلكًا لأحد، ولا يحق لأحد أن يغير هويته ولا شكله"، مطالبًا فصائل العمل الوطني وفعاليات المجتمع المحلي باتخاذ موقف حازم تجاه مثل هذه المسلكيات غير الوطنية.

 وأضاف أبوسيف، أن استبدال مجسمات هندسية، بالجندي وبندقيته يشكل التفافًا على هوية شعبنا وكفاحه"، لافتًا إلى أن بندقية الجندي المجهول تشير إلى القدس وإلى فلسطين السليبة كشاهد على مدار العقود المتتالية، بعد النكبة، وإلى تضحيات الشعب الفلسطيني والجنود المجهولين العرب في الطريق إلى القدس.

ودشّن ناشطون فلسطينيون، هاشتاقًا بعنوان "الجندي لازم يرجع"؛ لمطالبة حركة حماس بإعادة النصب التذكاري للجندي المجهول كما كان قبل تدميره، إذ لاقى تفاعلاً من المواطنين الفلسطينيين، الذين نشروا صورًا للنصب التذكاري قبل تحطيمه.

ويعد النصب التذكاري للجندي المجهول أحد أبرز معالم مدينة غزة، إذ أقيم عام 1957 على قبر جندي فلسطيني مجهول الهوية، في حديقة مقابلة للمجلس التشريعي، ودمرته إسرائيل خلال احتلالها لغزة عام 1967، وأعادت السلطة الفلسطينية بناءه عام 2000.

وأقدم عناصر من حماس بعد سيطرتها عام 2007 على غزة، بعد اشتباكات دامية مع عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، من تفجير الجزء العلوي من النصب التذكاري؛ لكونه وفق أدبيات الحركة من "المنحوتات المحرمة" والتي عليها "خلاف شرعي".

وبارك نشطاء من حماس، آنذاك، خطوة تدمير نصب الجندي المجهول وسط مدينة غزة، وطرحوا "مجسمات شرعية"بديلًا عته، ولكن الرفض الشعبي الواسع لهذه الخطوة، حال دون المضي قدمًا في استبدال هوية مكانه.