رغم نفي واشنطن.. مسؤولون في الأنبار العراقية: قنصلية أمريكية في المحافظة قريبًا
رغم نفي واشنطن.. مسؤولون في الأنبار العراقية: قنصلية أمريكية في المحافظة قريبًارغم نفي واشنطن.. مسؤولون في الأنبار العراقية: قنصلية أمريكية في المحافظة قريبًا

رغم نفي واشنطن.. مسؤولون في الأنبار العراقية: قنصلية أمريكية في المحافظة قريبًا

قال عضو في مجلس محافظة الأنبار العراقية، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قنصلية لها في المحافظة، لتعزيز التبادل التجاري مع مناطق غرب العراق وتكثيف جهود إعمار المدن المتضررة، خاصة مع التوجّه لإدخال مزيد من الشركات الأجنبية.

وقال العضو، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"إرم نيوز"، إن "واشنطن بالفعل تعتزم إنشاء القنصلية في الأنبار، حيث وصلتنا تلك المساعي وهي ما زالت في طور المناقشة داخل مجلس المحافظة، لما تثيره من جدل بسبب الواقع الحالي في المدينة، وتأثر ذلك بمسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق".

حسّاسية لدى الموالين لإيران

ويأتي ذلك بعد تسريبات تحدثت عن رغبة أمريكية بإنشاء قنصلية لها في مطار الحبانية شرق الأنبار، لتقديم الخدمات القنصلية، وتثير تلك المساعي حسّاسية بالغة لدى جهات عراقية موالية لإيران، ترفض ذلك، في سياق تقليص النفوذ الأمريكي في العراق.

بدوره، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، إن "افتتاح قنصلية أمريكية في محافظة الأنبار، سينعكس إيجابًا على الحركة التجارية في المدينة، بل يعزز قوة الأنبار الاقتصادية، من خلال وجود وفود أجنبية وبعثات دبلوماسية، وهو ما نحتاجه في الوقت الراهن".

وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه مع التوجه نحو إعمار المحافظة، وتجاوز مرحلة داعش، والحركة التجارية التي نتوقع حدوثها في المحافظة، بالتأكيد ستكون هناك حاجة للقنصلية الأمريكية، كما هو حال محافظة البصرة، (سابقًا) وأربيل، خاصة بعد افتتاح المنافذ الحدودية والبدء في مرحلة اقتصادية جديدة بالشراكة مع دول الجوار"، لافتًا إلى أن "الحاجة ليست فقط للقنصلية الأمريكية، بل الحاجة إلى قنصليات دول العالم التي يمكنها المجيء هنا".

نفي أمريكي وسياسة ناعمة

ورغم التأكيدات المحلية من محافظة الأنبار بالمساعي الأمريكية لافتتاح القنصلية، إلا أن السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، نفت تلك الأنباء، وقالت إنه ليس هناك توجه لافتتاح القنصلية في الوقت الراهن".

ونقل موقع "ناس" المحلي، عن مصدر من داخل السفارة لم يذكر اسمه، أن "الحديث في وسائل الإعلام المحلية عن عزم واشنطن، فتح قنصلية لها في محافظة الأنبار، عارٍ عن الصحة، وليست هناك نوايا أمريكية لافتتاح تلك القنصلية".

لكن مراقبين للشأن العراقي يرون أن واشنطن اتخذت منحى "هادئًا" خلال الفترة الأخيرة تجاه حلفاء إيران، لترويضهم بشأن وجودها العسكري في البلاد، حيث صرّح القائم بأعمال السفير الأمريكي في بغداد جوي هود مؤخرًا أنه لا خلاف أمريكيًا مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، وهادي العامري، زعيم بدر، بشأن حاجة القوات العراقية للتدريب والتأهيل والتسليح.

وبحسب المراقب للشأن العراقي عماد محمد، فإن واشنطن ربما لا ترغب بإعلان مساعيها تجاه إنشاء القنصلية، في الوقت الراهن، لما يسببه من إغضاب القوى العراقية المناهضة للوجود الأجنبي في البلاد، وإن كانت القنصلية للخدمات المدنية، لكنها بالفعل تثير حسّاسية بعضهم".

وأضاف، خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن أغلقت مؤخرًا قنصليّتها في البصرة بسبب التهديدات المحتملة من الميليشيات، والجماعات المسلحة هناك، حيث أصبحت المدينة بيئة غير آمنة، فكان لا بد من البحث عن بيئة أكثر أمانًا لإنشاء القنصلية فيها.

وقال:"برأيي فإن محافظة الأنبار، التي تضم قاعدة الحبانية، وقاعدة عين الأسد الأمريكية، توفر أمانًا للبعثات الدبلوماسية الأمريكية التي ستدخل وتخرج من القنصلية".

وأعلنت الولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، إغلاق قنصليتها في البصرة، بسبب "تهديدات" نسبتها إلى إيران، بعد احتجاجات شهدتها هذه المدينة الواقعة جنوب العراق.

نوايا خبيثة.. وعلى البرلمان وأدها

من جهته قال محمد تقي، عضو تحالف "البناء" بزعامة العامري، إن وجود تلك المساعي يكشف حقيقة النوايا الخبيثة للأمريكان الساعين لتعزيز وجودهم عبر قناصل وبعثات دبلوماسية لا حاجة فعلية لها، حيث إن محافظة الأنبار لا تبعد كثيرًا عن العاصمة بغداد التي توجد فيها سفارة أمريكية كبيرة".

وأضاف تقي، خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "ليس هناك جدوى من وجود تلك القنصلية، ونحن نعارض هذا التوجه، ويجب على جميع الكتل السياسية الوقوف بوجه إنشائها ورفضها".

وشهدت محافظة الأنبار أخيرًا نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا، ودخول شركات لإنشاء مشاريع فيها، خاصة بعد مؤتمر الكويت الذي عُقد العام 2017 وما تمخض عنه من مبالغ مالية منحت للمناطق المدمّرة في العراق، وكذلك افتتاح منفذ طريبيل الحدودي، وإبرام اتفاقيات واسعة بين العراق والأردن في مجالات مختلفة، فضلًا عن محاذاة تلك المدينة مع سوريا، والحرب التي تشهدها ضد داعش.

يجب إنشاؤها بعيدًا عن التجاذبات

بدوره يرى عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أن "الأنبار تخلصت من مرحلة داعش، ونحن الآن في مرحلة إعمار وانفتاح على العالم، حيث لا تستطيع الحكومة العراقية تقديم الخدمات بشكل كامل إلى المدينة وتعويض المتضررين وإنشائها من جديد، لكن ما يحصل حاليًا هو الاعتماد على الدول المانحة الكبرى في تأهيل المدينة، وإعادة الحياة فيها".

وأضاف الفهداوي، خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، أن التوجه نحو القنصلية الأمريكية موجود لدى أعضاء مجلس المحافظة، لكن ما زال في طور النقاش والجدل، وربما خلال الأيام المقبلة سيكون هناك قرار بشأن ذلك، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة كافة، لتحقيق مصلحة الأنبار، بعيدًا عن كل التجاذبات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com