تحالف أمريكي إيراني من الباطن لمحاربة "داعش"

ونقلت عن مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، قولهم إن الطائرات الحربية الإيرانية ضربت أهدافا لتنظيم الدولة في العراق مؤخراً، وهو ما يكشف عن رغبة جديدة لدى طهران للقيام بعمليات عسكرية خارجية بشكل علني، بدلا من العمل سراً ومن خلال وكلاء.

وأشارت إلى أن هذا التحول ينبع من سعي إيران لتعميق دورها العسكري في العراق، في الحرب ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، كما أنه يعكس التغيير الكبير في استراتيجية إيران، باستخدام القوة الضاربة لتعزيز النفوذ الشيعي في أنحاء المنطقة.

وأضافت أن مسؤولين من إيران والبنتاجون أكدوا أن طهران صعدت عملياتها العسكرية في العراق الأسبوع الماضي، وذلك باستخدام طائرات مقاتلة لقصف أهداف في منطقة عازلة تمتد لـ25 ميلا في العراق، مشيرة إلى أن هذا النهج العسكري الجديد يسلط الضوء على التقاء مصالح غير عادي بين طهران وواشنطن، حيث تقاتلان نفس العدو في العراق وسوريا.

وتابعت بأنه رغم عدم وجود تنسيق مباشر بين إيران والولايات المتحدة، لكن يبدو أن هناك اتفاقاً سرياً بين الجانبين، مشيرة إلى أن إيران سعت خلال الأشهر الماضية إلى إظهار براعتها العسكرية بالمنطقة، حيث قدمت أسلحة للجيش اللبناني، كما دعمت المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن الذين سيطروا على العاصمة صنعاء.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن التحول الواضح في استراتيجية إيران يتجلي بشكل أكبر في العراق، حيث يعترف مسؤولون أمريكيون بالدور الحاسم للميليشيات المدعومة من إيران، في حماية بغداد من هجمات تنظيم الدولة، وأيضاً بالعمل مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدور العسكري المتزايد لإيران يسهم في وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى زعزعة استقرار العراق، من خلال تعميق الانقسامات الطائفية.

واختتمت الصحيفة بأن التنسيق بين الجيش الأمريكي وإيران في العراق أمر حتمي، لكنه أيضا يثير الحرج، حيث يجعل الولايات المتحدة تبدو وكأنها تعمل جنباً إلى جنب مع عدوها.