سخرية في الجزائر من المتنافسين على خلافة بوتفليقة
سخرية في الجزائر من المتنافسين على خلافة بوتفليقةسخرية في الجزائر من المتنافسين على خلافة بوتفليقة

سخرية في الجزائر من المتنافسين على خلافة بوتفليقة

أثار عددٌ من المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة في الجزائر، حالةً من السخرية، عمت مواقع التواصل الاجتماعي، وشغلت المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي.

وأطلق عشرات المترشحين تصريحات مثيرة للفكاهة والتهكّم، على نحو جعل الشارع المحلي يعتبر تسويق هؤلاء المترشحين، على أنها طريقة من محيط القصر الرئاسي لإقناع مواطنيهم بتزكية مرشح النظام، سواء كان الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة أو أي بديل له.

لا بديل عن بوتفليقة

وبشكل مثير للانتباه، يحرص التلفزيون الجزائري الحكومي وعدد من القنوات المحلية الخاصة على إبراز وجوه غير معروفة في أثواب "مترشحين"؛ ما زاد من صدمات الشارع المحلي إزاء العمل السياسي، في بلد يقول المراقبون فيه إنه "يشهد إمعان قوى الموالاة في التأكيد على انتفاء قدرة الأشخاص من غير الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، على صنع أفق مغاير".

وعلى نحو استعراضي، سمح لشخص يدعى، محمد بولبراوط، أن يظهر في النشرة الرئيسية للتلفزيون الرسمي، ويصرح قائلًا: "ترشحت لرئاسة الجزائر، بعدما تمكنت من صنع الطائرة بالتراب (..)".

وقال آخر في تصريح نادر: "أنا قائد القوات العسكرية العالمية، ومسؤول الأمن الدولي" (..)، فيما أوعزت ثالثة: "ترشحت للرئاسيات، رغم أنني لست أملك المستوى، ولا علاقة لي بالسياسة، لكن عزائي في احتكاكي ببعض السياسيين"، بينما تخبّط عشرات المترشحين الآخرين في تصريحات مسطّحة، ولا تمت بصلة إلى المنطق والواقع.

تسفيه المشهد

وفي تصريح لـ "إرم نيوز"، اعتبر المدوّن البارز، فيصل عثمان، ما يحدث على أنّها "محاولة لتسفيه المشهد الجزائري، وإظهار من سحبوا استمارات الترشح في حالة من البلاهة والتفاهة، وفي المقابل الترويج لمرشح عسكري بالنسبة لطائفة من الإعلاميين، وتلميع الرئيس الحالي بالنسبة إلى طرف آخر".

وقال عثمان: "اتفق الإعلام الخاص على الترويج لمستوى دنيء للمتقدمين؛ من أجل فسح المجال للاثنين المذكورين وفقط"، يحدث هذا وسط انسحاب "الأوزان الثقيلة"، وإعلان الزعيم الإسلامي عبدالله جاب الله عن عدم ترشحه، بجانب انزواء وجوه معروفة كـ مولود حمروش، وأحمد بن بيتور، وسيد أحمد غزالي.

بدوره، قال الصحفي يونس بن شلابي: "إعلاميًا، هي مهام لا تخدم الدور الرئيسي للصحافة، وهي تقديم مادة إعلامية موضوعية وكاملة وهادفة خدمة لحق المواطن في الإعلام ونشر الثقافة والوعي، وبالتالي هي مهمة قذرة غير نبيلة، وسياسيًا: فإن عدم ضبط الشروط التنظيمية لقبول رسالة الترشح بالمعنى السياسي من طرف وزارة الداخلية، أفرز هذا الشكل المميع من العمل السياسي".

ويؤكد بن شلابي: "إجمالًا، هذا الوضع إذا لم يتم التحكم فيه، سينعكس حتمًا على المشاركة السياسية للشعب، ويؤكد أن الانتخابات الرئاسية هي انتخابات شكلية فقط، وليست انتخابات بالمعنى الدستوري".

مسرحية هلامية

من جهته، يلاحظ الناشط الاجتماعي، حبيب بوخليفة، أنّ هذه العملية تعتبر "مسرحية هلامية معدّة سلفًا، ومخطّط لها، والغرض منها تكريس الاستغباء لتبرير استمرار الوضع الحالي في الجزائر".

وأضاف أن هذه العملية تهدف إلى ترسيخ فكرة "العدمية" لدى مكوّنات الشارع المحلي، وإظهار الرئيس بوتفليقة أو المرشح الجاري تحضيره، في مقام "الشخص الأمثل والأكمل".

ويحذر بوخليفة، من أنّ هذا الأسلوب سيزيد من تنفير المواطنين الجزائريين، وينزع "المصداقية" بشكل أكبر عن الاقتراع، وينذر بنسبة مشاركة متدنية في سادس انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ الجزائر.

ويقول بوخليفة، إن "نوعية المتسابقين" لم تفتح شهية مواطنيه، كما أنّ ما أعقب مواعيد انتخابية سابقة من ضحالة وهزال على مختلف الأصعدة، زاد من قناعة السكان المحليين بحتمية الامتناع عن التصويت، وهو سيناريو في حال تجسده، سيحرج السلطة كثيرًا ويضر بمصداقية العملية الانتخابية ككل، سيما إذا ما صدقت تقديرات قوى المعارضة التي تتحدث عن عزوف انتخابي قد يصل إلى حدود 85%.

هاجس "البرود الانتخابي"

يخيم هاجس "البرود الانتخابي" على الجزائريين، ولا يشعر الناخب في العاصمة الجزائرية وبقية المدن الأخرى بأي علامة تشير إلى أن البلاد مقبلة على استحقاق كبير بحجم الانتخابات الرئاسية بعد نحو شهرين من الآن، بعكس ما عرفته مواعيد سابقة كانتخابات عام 2004 التي نجح منظموها في صنع التشويق وحبس الأنفاس إلى آخر لحظة.

وتقول بيانات وزارة الداخلية الجزائرية، إنّ 127 شخصية سحبت استمارات الترشح، منهم 13 رئيس حزب سحبوا استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية.

 وتتضمن قائمة المترشحين، أسماء رؤساء أحزاب شاركوا في الانتخابات الرئاسية عام 2014، على غرار رئيس جبهة المستقبل، عبدالعزيز بلعيد، بالإضافة إلى رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، ورئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، إضافة إلى قائد الحزب الإخواني عبدالرزاق مقري.

يذكر أن آخر موعد للترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية سيكون منتصف ليلة الثالث من مارس/آذار المقبل، وستجرى الانتخابات 18 أبريل/نيسان القادم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com