الموصليون يلجأون للزواج خوفا من داعش
رفض رامي أحمد الزواج على مدى أربعة وثلاثين ربيعاً من عمره، إلا أن الجميع تفاجأ بطلبه الزواج قبل أسبوعين من ابنة عمه التي تصغره بست سنوات رغم الظروف التي تمر بها مدينته، الموصل.
يبدو أن العديد من العوامل دفعت لزيادة أعداد الزيجات داخل المجتمع الموصلي بعيد العاشر من حزيران/يونيو عن سابق هذا التاريخ رغم من سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة وشحة السيولة المالية.
يقول رامي لشبكة "إرم" الاخبارية بعدما التقيناه بالعاصمة بغداد لتصديق عقد زواجه في المحكمة الحكومية، إن "الحالة النفسية التي مررت بها خلال الشهرين الماضين دفعني للبحث عن بدائل أستطيع من خلالها الخروج من نوبة الكآبة التي عانيت منها بعدما حبست في داري لأسابيع طويلة".
رامي هو أحد منتسبي حماية المنشآت النفطية لهذا اضطر لإعلان التوبة أمام محكمة "داعش" الخاصة بمنتسبي الأجهزة الامنية في الموصل، ما دفعه للانعزال في المنزل تحاشياً لعناصر التنظيم المتشدد.
يقول الشيخ بسام البدراني إمام وخطيب جامع العثمان لـ"إرم" إن حالات الزواج تضاعفت خلال الشهرين الماضيين بشكل كبير في مدينة الموصل، و"نستقبل يومياً عشرات حالات الزواج خصوصاً من فئة الشباب صغار السن".
الشيخ البدارني بدأ بعمله كمأذون شرعي لعقد قران الزواج بعد العاشر من حزيران/ يونيو الماضي بعدما ألغى تنظيم "داعش" للمحاكم بكافة أشكالها "الجزائية والجنائية والبداءة".
يعلم الشيخ جيداً أن تزايد حالات الزواج في وضع مثل الذي تمر به مدينته ليس اعتباطاً، ويؤكد أن الشباب لجؤوا للزواج للهروب من الحياة المتشددة التي يفرضها التنظيم.
لكنه يجزم بأن "خوف وخشية الأهالي على بناتهم من عناصر "داعش" دفعهم لتزويجهم من أقاربهم حتى لو كان ذلك الزواج شكلياً وصورياً، بعدما حدثت حالات إجبار من قبل التنظيم المتشدد على تزويج شابات من عناصره الأجنبية".
من جهتها، عزت الباحثة الاجتماعية شهرزاد الأتروشي تزايد حالات الزواج في الموصل رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها مواطنو المدينة، إلى حالة الكبت الكبيرة التي بات يعيشونها وتعرضهم لتعنيف وتعزير وعقوبات كبيرة من قبل التنظيم المتشدد.
وأضافت شهرزاد لـ"إرم" إن العاطفة لدى الإنسان تتنامى وتتصاعد في زمن الحروب والكوارث وهذا يعتبر محاولة للعقل الباطن للهروب والتخفي خلف ستار مزين بالأمل، ليتمكن من التغلب على حالة اليأس التي يعيشها الإنسان في الظرروف الصعبة خصوصاً وقت الحروب".
