الظروف القاسية تدفع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى الهجرة
الظروف القاسية تدفع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى الهجرةالظروف القاسية تدفع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى الهجرة

الظروف القاسية تدفع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى الهجرة

تدفع الظروف القاسية التي يعيشها مئات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الكثير من العائلات للهجرة إلى أمريكا وأوروبا بحثًا عن الأمان، في ظل تراجع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عن تقديم المساعدات لهم، والقيود التي تفرضها الحكومة اللبنانية بحقهم، بدءًا من حرمانهم من التعلم أو الحصول على وظائف، وانتهاءً بمنع إدخال مواد البناء إلى المخيمات الفلسطينية منذ ما يزيد على 20 عامًا.

ووثقت تقارير لبنانية هجرة 150 عائلة فلسطينية من مخيم عين الحلوة وباقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، إلى أوروبا خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.

وأكدت التقارير على أن "الهجرة غير الشرعية لا تقتصر على مخيم عين الحلوة، إذ غادر 900 فلسطيني من مخيمات نهر البارد والبداوي شمال لبنان وشاتيلا وبرج البراجنة قرب بيروت، بطرق غير شرعية خلال الأشهر الماضية، بعدما باعوا بيوتهم وممتلكاتهم، بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا في الدول الأوروبية، وبحثًا عن فرص عمل لا تتوفر لهم في لبنان".

ظروف صعبة 

وأشار عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، ياسر علي، في حديث  مع "إرم نيوز"، إلى فقدان الشباب الفلسطيني في لبنان للطموح والأمل في المستقبل نتيجة عدم توفر فرص عمل لهم حتى لو تخرجوا من الجامعات، مع حرمانهم كذلك من الدراسة في تخصصات المهن الحرة مثل الطب والمحاماة والصيدلة وغيرها.

وأضاف علي: "حسب ما قال سمسار التهريب في لبنان والمعروف باسم جمال غلاييني أنه هرب ما يزيد على 150 عائلة ويتراوح عدد الأفراد في كل عائلة تقريبًا من 4 إلى 5 أفراد وهو ما يقدر بـ 7500 شخص".

وقال: "في الفترة الأخيرة كان هناك ظاهرة تعود لعدة أسباب منها الضغط الأمريكي على القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن والضغط على الأونروا".

انتشار البطالة

وأشار علي إلى أن "نسبة البطالة بين اللاجئين في لبنان، وصلت إلى 66% منهم 6% في فقر مدقع  وهناك عدة عوامل كالأوضاع الأمنية التي لا تعتبر مشاكل فردية، بل هي منسقة دوليًا بالاتفاق مع قوى محلية في لبنان، فضلًا عن التهجير والتجنيس".

وتابع علي: "المطلوب كان هو تقنين عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من 500 ألف إلى 250 ألف لاجئ، ومن ثم إلى 100 ألف لاجئ حتى يتم استيعابهم في لبنان".

تراجع الخدمات المقدمة 

من جهته، قال الباحث الفلسطيني علي هويدي، لـ"إرم نيوز"، إن "الأسباب والدوافع التي دعت اللاجئين الفلسطينيين للهجرة من لبنان، تعود إلى عدم توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من الدولة المضيفة لبنان المتمثلة بشكل رئيسي بالحق في العمل والتملك والاستشفاء والتعليم، بالإضافة إلى تراجع خدمات وكالة الأونروا، وكلها عوامل ساهمت وإلى حد كبير في تفاقم الأوضاع الإنسانية". 

وأضاف: "هذا ما دفع العائلة الفلسطينية للبحث عن الأمان الاجتماعي والاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية في دول الهجرة".

وقال هويدي: "كما أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في المخيمات دفعت الكثير من هذه العائلات للبحث عن منفذ آخر للحياة، فالوضع الأمني ينفجر بين فترة وأخرى وخصوصًا في مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان".

ونبه هويدي إلى أن فقدان الثقة بالقوى السياسية الفلسطينية ومقدرتها على توفير الحماية والحقوق الأساسية من قبل الدول المضيفة كان سببًا آخر يدعوهم للتوجه نحو الهجرة.

 وأوضح أنه بالإضافة إلى منع اللاجئ الفلسطيني من حقه في التملك ابتداء من آذار/مارس 2001، فإنه كذلك يمنع عليه إدخال مواد البناء والترميم منذ العام 1997، إلا بعد الحصول على إذن من الجيش اللبناني الذي لا يسمح بإدخال جميع المواد المطلوبة، وبالتالي بات اللاجئ الفلسطيني ممنوعًا من التملك خارج المخيم ومن البناء داخل المخيم.

وتابع قائلًا: "عدا عن أنه يمنع على اللاجئ أن يتمدد في العمران إلى خارج حدود المخيم المتفق عليها بين الدولة اللبنانية ووكالة الأونروا، مما سبب حالة اكتظاظ سكاني شديدة، حيث زادت نسبة اللاجئين فيه أكثر من 500 % منذ العام 1948 حتى الآن".

وأضاف هويدي أن "اللاجئ الفلسطيني يتعرض إلى عنصرية بغيضة يمارسها بعض الساسة اللبنانيين والنظر إلى المخيمات من النظرة الأمنية فقط"، على حد قوله.

وقال: "هذا بالإضافة إلى أنه حتى الآن، يتم تصنيف اللاجئ الفلسطيني في لبنان على أنه أجنبي، ولا يعامل معاملة بقية الأجانب في لبنان بحجة التوطين، إذ باستطاعة أي أجنبي أن يتملك عقارًا في لبنان بخلاف اللاجئ الفلسطيني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com