الرمادي.. معركة العراق الفاصلة
الرمادي.. معركة العراق الفاصلةالرمادي.. معركة العراق الفاصلة

الرمادي.. معركة العراق الفاصلة

يبذل مقاتلو العشائر السنيىة بالتعاون مع القوات العراقية في الرمادي جهودا مضنية لإنقاذ المدينة من براثن "داعش".

كما تحاصر القوات العراقية مدينة تكريت من ثلاثة محاور بعد تحرير مناطق بيجي وتحقق تقدماً واسعا في ديالى ومناطق حزام بغداد، محاولة الإمساك بزمام الأمور. ولجأ تنظيم داعش إلى سياسة فتح الجبهات لتشتيت الجهد الأمني، وفك الحصار عن بعض المدن من قبل قوات الأمن العراقي.

وشن داعش هجوماً واسعا فجر، الجمعة، على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من ثلاثة محاور، تمكن فيها من اختراق تحصينات القوات الأمنية في بعض مناطق المدينة.

ولم يتمكن داعش من اقتحام مدينة الرمادي رغم عشرات الهجمات التي شنها على مدى أكثر من عام، فالمقاتلون المحليون من أبناء العشائر السنية والشرطة المحلية في المدينة ضربوا طوقاً أمنياً حول مداخلها عبر حواجز كونكريتية.

العشائر السنية "البوفهد والبوعلوان والبوغانم والبوسودة"، كبرى قبائل الأنبار يعدون من أكثر المتصدين لتنظيم داعش ومن قبلهم "القاعدة"، وهي تشكل نواة الصحوات التي دحرت المجاميع المسلحة في عام 2007 حتى 2011 واستقرار الوضع الأمني في عموم المحافظة.

ويؤكد الخبير العسكري علي الشمري لـ"إرم" أن معركة الأنبار استراتيجية بامتياز لارتباطها بملف العاصمة بغداد.

ويقول الشمري إن: "هدف داعش منذ أكثر من أشهر هو الاقتراب من العاصمة عبر العديد من المحاور وأهمها المحور الغربي لما يمتلكه من زخم لحواضن مقاتليه ومعرفته الجيدة بطبيعة الأرض فيها والممتدة لطرق إمداده اللوجستية عبر الصحراء التي تصل حتى معقل التنظيم في سوريا".

وأضاف: "لهذا فإن معركة الأنبار هي من المعارك الحاسمة للقوات الأمنية والتنظيم المتشدد على حد سواء، ومن سيحسمها فإنه سينهي ملف العاصمة بغداد بشكل نهائي".

لكن اقتحام داعش لبعض مناطق الرمادي وظهور خلاياه النائمة في المدينة على العلن، يعد ورطة حقيقية وفاشلة لا يمكن الخروج منها بسهولة مع استبسال مقاتلي العشائر للدفاع عن المدينة.

ويقول الخبير بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لـ"إرم" إن: "عناصر داعش ورطوا أنفسهم في مغامرة فاشلة وفي كارثة لا أعتقد بأنهم قادرون على الخروج منها حين أرادوا احتلال مناطق البوفهد والبوعلوان، حيث بات عناصر التنظيم يعيشيون حالة من الانهيار المعنوي بعد مغامرتهم هذه، بعد أن تفاجأوا بصمود العشائر في المنطقة".

وكشف الهاشمي عن "تكبد داعش خسائر فادحة في معارك الرمادي، خصوصاً بعد تدخل سلاح الجو التابع للتحالف الدولي الذي عالج تجمعات كبيرة لعناصر التنظيم في مناطق القادسية وشارع النخيل و حي التأميم".

ويكشف جاسم العلواني الذي يحمل رتبة عقيد بشرطة الأنبار عن بدء القوات الأمنية بإسناد كبير من أبناء العشائر "السنية" بهجوم مضاد لإيقاف تقدم داعش ودفعه بعيدا عن الرمادي.

وقال العلواني لـ"إرم" إن: "القوات المتصدية لداعش بدأت بهجوم كبير خلال الساعات القليلة الماضية، حيث كبدت التنظيم خسائر كبيرة بالأرواح خصوصاً مع تدخل الإسناد الجوي لسلاح جو التحالف الدولي".

بدوره، حذر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت من مغبة سيطرة "داعش" على مدينة الرمادي، داعياً رئيس الوزراء حيدر العبادي والأمريكيين للتدخل المباشر لإحباط هذه الهجمة.

الخبير المختص بملف الأنبار الأمني، عمر الشاهر بين أن "ما حدث الجمعة ما هو إلا مقدمة لسلسلة هجمات ستتعرض لها المدينة خلال الفترة المقبلة، لكن أعداد المهاجمين ستختلف حتما، فالتقديرات تشير اليوم إلى أن المشتركين في الهجوم من عناصر داعش يبلغ عديدهم نحو 200 مقاتل من جميع المحاور، فيما تشير التوقعات إلى أن التنظيم يهاجم الرمادي بنحو 3 آلاف مقاتل دفعة واحدة، إذا ما قرر احتلالها كليا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com