تباين عراقي حول مشاركة التحالف الدولي بهيكلة الجيش العراقي
تباينت ردود الأفعال في الأوساط السياسية العراقية بين مؤيد ومعارض عقب إعلان وزارة الدفاع عن عملية إعادة هيكلة الجيش العراقي بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت، اليوم الخميس، عن البدء بعملية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بالتعاون مع التحالف الدولي، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الوزارة.
وقال المتحدث باسم الوزارة تحسين الخفاجي في تصريح خاص لـ“إرم نيوز”، "إن العراق بدأ، بإعادة هيكلة للمؤسسة العسكرية، وتم إعداد خطة بعيدة المدى لسنة 2020، وإعادة الهيكلة تتم بالتعاون مع التحالف الدولي".
وأضاف الخفاجي "أن الهدف من إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، هو تدريب وإعادة تنظيم القوات وبناء عقيدة القوات العسكرية والتخطيط لها لمدى أربع سنوات، ووضع خطط للتحديات التي تحيط بالبلد وتقدير الموقف".
وتابع المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، "أن دور التحالف الدولي كبير بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، فهو سيساعد في عملية التدريب وفي عملية التسلح في عملية الإعداد".
وفي السياق ذاته، أكد تحالف سائرون، بزعامة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر رفضه لإشراك التحالف الدولي بملف إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية العراقية.
وقال النائب عن التحالف رعد المكصوصي في تصريحات خاصة لـ“إرم نيوز” "إننا مع بناء جيش قوي قادر على مواجهة أي تحدّ أمني وعسكري، كما إننا مع تطوير قدرة الجيش العسكرية والتسليحية وغيرها".
وأوضح المكصوصي "نرفض أي تدخل خارجي بملف إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية العراقية، فهذا ملف مهم وحساس، ويجب ألّا تكون الأسرار العسكرية العراقية تحت أنظار جهات دولية، حتى لو كانت داعمة للعراق، فهذا شيء خطير وقد يكون له تبعات مستقبلية".
من جانبه بيَّن تحالف الفتح، بقيادة هادي العامري، "أن أي تعاون بين العراق والتحالف الدولي، لا يكون إلا بموافقة وطلب الحكومة العراقية حصرًا، فالتعاون الدولي، بملف إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية العراقية قد يكون فقط على التدريب والتسليح، وليس كشف الأسرار العسكرية المهمة".
وأكد النائب عن التحالف عامر الفايز"، "أن تحالفه سيراقب ويتابع عملية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية العراقية، وسيرفض أي عمل للتحالف الدولي أو أي جهة خارجية بهذا الملف الحساس، غير المساعدة بعمليات التدريب والتسليح وتطوير القدرات، بعيدًا عن الخطط والأسرار العسكرية العراقية، التي هي سريَّة للغاية".
وينحى بكثير من اللوم على الفساد بالمؤسسة العسكرية في العراق؛ إذ أدّى إلى سقوط ثلث البلاد بيد تنظيم داعش المتشدد عام 2014، فيما يرى مراقبون أن إعادة الجيش الوطني تتمثل بالحفاظ على الهوية الوطنية التي تمثل أطياف الشعب العراقي كافة، وعدم اقتصار إدارة المؤسسة العسكرية على فئة دون أخرى، ويجب أن تكون الإدارة مهنية وبتدريب محلي؛ لكون كثير من تشكيلات القوات المسلحة العراقية تحوي كثيرًا ممّن يُعرفون بـ(الفضائيين) وهم: ضباط وجنود وهميون تقدر أعدادهم بالآلاف.
من جهته، أكد القيادي السني البارز أثيل النجيفي، ضرورة التعاون والتنسيق بين العراق والتحالف الدولي بقضية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
وقال النجيفي لـ“إرم نيوز” إننا "بحاجة إلى التعاون الدولي بشأن إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية في العراق، لبناء مؤسسة على أسس متينة ومتطورة"، مبينًا أن "الفترة السابقة كان فيها اخفاقات كبيرة وواضحة بقضية بناء المؤسسة العسكرية".
وأضاف "المنظومة العسكرية العراقية يجب ألّا تكون متقاطعة مع دول العالم، بل يجب أن يكون ثمَّة تنسيق مشترك ومتواصل وعلى الصعد كافة"، مشددًا على أن "بناء المؤسسة العسكرية يجب أن يكون بإرادة عراقية أكثر وأكبر من أي إرادة خارجية، لكن الدعم الدولي لهذه الإرادة مهم جدًّا".
وتابع القيادي السني البارز "لا أعتقد -اليوم- أن في العراق أسرارًا، فالأسرار العسكرية المهمَّة وغيرها من القضايا الحساسة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي".
