بعد جولة التصعيد.. هل تصمد التهدئة بين حماس وإسرائيل؟
بعد جولة التصعيد.. هل تصمد التهدئة بين حماس وإسرائيل؟بعد جولة التصعيد.. هل تصمد التهدئة بين حماس وإسرائيل؟

بعد جولة التصعيد.. هل تصمد التهدئة بين حماس وإسرائيل؟

أعلنت الفصائل الفلسطينية التوصل لاتفاق تهدئة ووقف لإطلاق النار مع إسرائيل، بعد يومين من التصعيد العسكري بين الطرفين، تمثل في قصف إسرائيلي لمبانٍ وأراضٍ ومقارٍ أمنية وإعلاميةٍ تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك إطلاق مئات الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.

الوسطاءُ الدوليون والمصريون بذلوا جهدًا كبيرًا في إقناع حركة حماس وإسرائيل بالعودة إلى الهدوء، وخاصة بعد اغتيال قيادي في جناح حماس المسلح وسقوط عددٍ من الشهداء، بالإضافة لمقتل إسرائيليين واستهداف حافلة وقوة أمنية خاصة أدى إلى مقتل جنديين على الأقل.

وزير الإسكان الإسرائيلي وقائد المنطقة الجنوبية السابق، يوآف غالنت قال إن جميع الوزراء الإسرائيليين قبلوا الموقف الموحد للمنظومة الأمنية فيما يتعلق باتخاذ موقف الهدوء، مشيرًا إلى أن هناك آراء كانت متباينة بشأن استمرار التصعيد أو وقفه.

وأضاف غالنت في تصريح مساء الثلاثاء، أن الحملة العسكرية ضد حركة حماس أمر لا مفر منه، مستدركًا بالقول :" لقد حاربت كثيرًا في حياتي ولكني أرى أن الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير، من خلال تحديد الزمان والمكان المناسبين لضرب حركة حماس" .

وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعرض الاتفاق للتصويت في جلسة الكابينيت التي استمرت سبع ساعات، لكن جميع الوزراء دعموا موقف قادة الأجهزة الأمنية الذين أوصوا بمنح الجهود المصرية " فرصة " للتوصل لتهدئة مع "حماس".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فقد أصدر بيانًا بأن كل ما يشاع حول رغبته في وقف التصعيد هي "أخبار كاذبة" مؤكدًا رغبته بتوجيه ضربة قاسية لحركة حماس.

على الصعيد الشعبي الإسرائيلي، شهدت العديد من المستوطنات الإسرائيلية مظاهرات ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، تطالب بعدم وقف إطلاق النار مع حركة حماس، فيما دعا المتظاهرون في هتافهم نتنياهو إلى الرحيل بسبب تردي الوضع الأمني.

أما على الصعيد الفلسطيني، فقد شعرت حركة حماس والفصائل الفلسطينية من خلفها "بنشوة الانتصار"، ودعت إلى مسيرات شعبية للتعبير عن سعادتها بما حققته في هذه الجولة من التصعيد، معتبرةً أن "النصر" كان حليف الفصائل الفلسطينية.

وحول ذلك قال محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة الإسرائيلية:" إن حركة "حماس" خرجت من هذه المواجهة كالطرف الأقوى، وأن المشاهد التي نقلتها قنوات التلفزة تعبر عن ذلك؛ من جهة مظاهرة في شوارع بلدة سديروت في الجنوب احتجاجًا على وقف إطلاق النار وتردي الأوضاع الأمنية، ومن طرف آخر مشهد لخطاب ألقاه قائد في حماس على أنقاض مقر قناة "الأقصى" في غزة، وسط حشد من الغزيين المناصرين".

وأضاف:" أنه في مواجهات سابقة كانت "حماس" تحتاج إلى خمسين يومًا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، في إشارة إلى العدوان على القطاع في 2014، فإن هذه المرة احتاجت إلى 24 ساعة فقط لوقف إطلاق نار، وذلك كتعبير عن أن الحركة استطاعت فرض قواعد مواجهة مغايرة عما سبق".

أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت هيثم حامد، قال:"إن موافقة إسرائيل على التهدئة بهذه السرعة يحمل في طياته العديد من التساؤلات، وخاصة بعدما حققت الفصائل الفلسطينية تقدمًا ملموسًا سواء في قصفها لمدينة عسقلان في الأراضي المحتلة، أو استهداف القوة الأمنية الخاصة وإفشال خطتها، أو استهداف الحافلة بالكورنيت".

وأضاف حامد لـ"إرم نيوز" :" لم يتوقع أحد أن تنتهي جولة التصعيد بهذه السرعة، لأن إسرائيل زادت من حدة هجماتها وكذلك الفصائل الفلسطينية، وبالتالي فإن توقف التصعيد بهذه السرعة يعني أن الساعات القادمة قد تحمل بعض التطورات ".

وتابع حامد :" قد تعود إسرائيل إلى التصعيد من خلال "صيد ثمين" ، لتحقق قوة الردع أو لترضي جمهورها الذي خرج رافضًا وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن الظروف الميدانية ليست مطمئنة بما فيه الكفاية " .

جدير بالذكر أن الوضع الأمني في قطاع غزة يشهد هدوءًا حذرًا في ظل تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الإسرائيلي، ما دعا الأجهزة الأمنية والفصائل الفلسطينية إلى دعوة المواطنين للانتباه وأخذ درجات الحذر، تخوفًا من رد إسرائيلي مباغت .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com