غضب سكان الموصل يدفع داعش لتغيير إستراتيجيته
غضب سكان الموصل يدفع داعش لتغيير إستراتيجيتهغضب سكان الموصل يدفع داعش لتغيير إستراتيجيته

غضب سكان الموصل يدفع داعش لتغيير إستراتيجيته

بدأ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يعيد حساباته في مدينة الموصل العراقية، لمواجهة الغضب المتصاعد بين أهالي المدينة بسبب النفور الشديد من قيود التنظيم وممارساته المتطرفة.

في البداية دخل التنظيم المدينة مدعوما بغضب أهلها من ممارسات حكومة بغداد، وحاول إقناع السكان المحليين بأن شمس يوم جديد قد أشرقت وأن المدينة ستنعم في ظل حكم خالي من سطوة حكومة المركز "الشيعية".

وتمكن التنظيم المتشدد في الأيام الأولى من عمره في الموصل من تجنيد بعض أبناء المدينة، الذين دفعتهم العواطف للعمل في تشكيلات التنظيم التي استحدثها مثل الشرطة الإسلامية والأمن الإسلامي والحسبة والجباية وغيرها، ولم تظهر أي فصائل مسلحة لمقاومة وجوده في المحافظة.

لكن الأمور تغيرت منذ الرابع والعشرين من تموز يوليو الماضي، عندما أقدم عناصر داعش على تفجير ضريح وجامع النبي يونس مع عدد كبير من مراقد الأنبياء والأولياء، يقول ميزر الحيالي في حديث لشبكة إرم الإخبارية،.

وكان ضريح وجامع النبي يونس من معالم مدينة الموصل المميزة، حيث يقع على تل بارز وسط المدينة يدعى بتل التوبة، وكان يزوره آلاف السياح من داخل العراق وخارجه.

ميزر الذي طلب تغيير اسمه خشية بطش داعش، هو أحد عناصر الفصائل المسلحة التي آلت على نفسها مقاتلة التنظيم المتطرف وطرده من الموصل.

يقول ميزر إن "عناصر الكتيبة التي يعمل معها والتي تقاتل داعش نفذت خروقات أمنية داخل صفوف داعش لمعرفة خفايا التنظيم ورصد تحركاته لتكثيف الجهد الاستخباري ومنح طائرات التحالف فرصة اكبر لإصابة أهداف دقيقة بعد تزويده بها، فضلاً عن رصد قادة التنظيم واغتيالهم".

وأدى نشاط الفصائل المسلحة في المدينة إلى تزايد حالات اغتيال عناصر داعش بواسطة مسدسات كاتمة للصوت.

ودفعت هذه الأنشطة على مايبدو قادة التنظيم إلى الدقيق اكثر قبل السماح بانضمام أعضاء جدد من أهالي مدينة الموصل، يشير ميزر.

وذكرت مصادر محلية لـ"إرم" أن تنظيم "داعش" طرد أكثر من (40%) من الموصليين من هيكل التنظيم واستبعد ما يقارب (50%) من قيادات التنظيم الموصلية، وركز في المقابل على استقدام عناصر أجنبية لسد النقط الحاصل.

ويقول شهود عيان تحدثوا لـ"إرم" إن "غالبية الشارع بات مملوءة بعناصر "داعش" الأجنبية، لانعدام الثقة المتزايد مع الأهالي مع ارتفاع فاعلية أجهزة الاستخبارات الحكومية منذ بداية الشهر الماضي.

لكن تزايد أعداد الغرباء "الدواعش" الوافدين للموصل انعكس سلباً على أهالي المدينة، فمع تكريس غربة مقاتليه بات التنظيم يصبح أكثر عنفاً وقسوة.

ورغم ضغط الضربات الجوية الأمريكية التي بدأت بعد التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في الشهور الأخيرة وبعد أن بدأ التنظيم في قطع رؤوس رهائن غربيين فإن المتشددين يسيطرون بشكل كبير على الموصل.

وتمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على مدينة بيجي، وفك الحصار الذي يفرضه عناصر "الدولة الاسلامية" منذ اشهر على مصفاة بيجي النفطية، وهي الاكبر في البلاد، في ابرز تقدم عسكري تحققه القوات الامنية في عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي.

لكن القوات العراقية قد تحتاج أشهرا قبل شن هجوم كبير لاستعادة مدينة الموصل التي سقطت في يد الدولة الإسلامية في يونيو حزيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com