تأجيل مفاوضات الخرطوم و"الحركة الشعبية" لأجل غير مسمى
تأجيل مفاوضات الخرطوم و"الحركة الشعبية" لأجل غير مسمىتأجيل مفاوضات الخرطوم و"الحركة الشعبية" لأجل غير مسمى

تأجيل مفاوضات الخرطوم و"الحركة الشعبية" لأجل غير مسمى

أديس أبابا - أعلنت الآلية الأفريقية للوساطة بين حكومة الخرطوم والمتمردين، مساء اليوم الاثنين، تأجيل مفاوضات الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال لإعطاء الوفدين مزيدا من التشاور في المقترح الذي تقدمت به الآلية، دون تحديد موعد الجولة القادمة من المفاوضات.



جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الآلية الأفريقية بفندق ردايسون بأديس أبابا بحضور وفدي المفاوضات؛ والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى كل من السودان وجنوب السودان؛ وممثل الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد؛ يوهانس ليسان.

وقال رئيس الآلية الأفريقية؛ ثامبو امبيكي؛ إن "الجانبين أحرزا تقدما كبيرا في المفاوضات أكثر من أي وقت مضى، والوثيقة التي تقدمت بها الوساطة طلب فيها الطرفات مزيدا من الوقت للتشاور وقد قبلنا بذلك وسنقوم بتحديد الزمن في وقت لاحق وسيكون قريباً".

وأضاف مبيكي أن "مسار السلام الذي نريده سلاما شاملا لذا نجري مفاوضاتنا في كل المسارات"، في إشارة إلى مفاوضات الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال من جانب والمفاوضات التي ستتم مع الحركات المسلحة الدارفورية يوم الأحد المقبل.

وأوضح أنه تم اليوم عقد ورشة لـ32 من القادة الميدانية للحركات المسلحة الدارفورية لمساعدتهم في الانخراط في المفاوضات وليكون لهم دراية بفن وإدارة التفاوض، وقال إن "هناك انطلاق نحو السلام في كل المسارات وهناك أرضية ومناخ مناسب في السودان أكثر من أي وقت مضى"، مشيدا بما بذله الطرفان من أجل الاقتراب من السلام.

من جانبه، قال رئيس وفد حكومة السودان في المفاوضات إبراهيم غندور؛ إن المفاوضات أحرزت تقدما، معربا عن اعتقاده في أنه "اعتبارا من اليوم سيتم الذهاب لإنهاء الحرب وبدء السلام الذي ننشده في السودان"، وأضاف أن "ما نريده هو سلام شامل لكن تركيزنا الآن حول المنطقتين هما جنوب كردفان؛ والنيل الأزرق".

وأبدى المسؤول السوداني استعداد حكومة الخرطوم لإنهاء كل الملاحظات والخروقات، مطالبا الطرف الأخر (المتمردون) لإنهاء ذلك، وقال إن "الحكومة تعمل من أجل إنهاء معاناة أهل السودان عامة والمنطقتين على وجه الخصوص".

وأوضح أن الحكومة تعمل جاهدة من أجل لم شمل أهل السودان جميعا، مشيدا بجهود الآلية الأفريقية في مساعدة الأطراف السودانية للوصول إلى سلام شامل.

أما رئيس وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال المشارك في المفاوضات، ياسر عرمان، فقد اعتبر أن "الوقت مناسب من أجل بناء سودان جديد على الديمقراطية والمساواة، وهناك فرص كبيرة لتحقيق ذلك"، على حد قوله، وأضاف أن الحركة تؤمن بأن الحوارات الجارية ستحقق السلام الشامل من جنوب كردفان والنيل الأزرق حتى دارفور ولهذا طلبنا من الآلية الأفريقية مزيدا من الوقت حتى يكون السلام شاملا.

وأشاد بجهود الآلية الأفريقية في الوساطة قائلا إن "الآلية تدرك أهمية السودان بالنسبة لأفريقيا ولهذا تعمل الآلية للوصول إلى سلام".

وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى كل من السودان وجنوب السودان، هيلي منغريوس؛ إن الجانبين توصلا إلى تفاهمات متقدمة (لم يفصح عنها)، وأضاف "أنهم (الجانبان) طلبوا مزيدا من الوقت للرد على مقترحات الآلية الأفريقية وإجراء مزيد من المشاورات حولها".

وأعرب عن اعتقاده أن جولة المفاوضات الحالية كانت الأفضل من حيث استعداد الوفدين للتفاوض حول قضية المنطقتين.

وأوضح أن تأخير التوقيع بين الطرفين كان من أجل إعطاء الجانبين فرصة أكبر حتى يتم التوقيع على توافق كامل بينهما.

ومنذ يونيو/حزيران 2011، تقاتل الحركة الشعبية - قطاع الشمال، الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011.

وانخرط المتمردون والحكومة في يوليو/تموز 2012 في مفاوضات غير مباشرة برعاية مبيكي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046، الذي ألزمهما بالتفاوض لتسوية خلافاتهما.

وتعثّرت غالبية المفاوضات بسبب تمسّك كل طرف بجدول أعماله في التفاوض، حيث ترى الحكومة السودانية التركيز على المفاوضات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ووقف إطلاق النار، بينما تطالب الحركة بطرح كافة القضايا السودانية (قضية السلطة، والثروة، والحريات) جملة واحدة على طاولة المفاوضات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com