لماذا تصمت دمشق عن استهداف أردوغان للأراضي السورية شرق الفرات؟
لماذا تصمت دمشق عن استهداف أردوغان للأراضي السورية شرق الفرات؟لماذا تصمت دمشق عن استهداف أردوغان للأراضي السورية شرق الفرات؟

لماذا تصمت دمشق عن استهداف أردوغان للأراضي السورية شرق الفرات؟

تصمّ دمشق أذنيها عن دوي المدافع التركية التي تستهدف، للمرة الأولى، الأراضي السورية شرق الفرات، منتظرة أن يستفيد الأكراد من "الدروس الخائبة" التي أفقدتهم، مطلع العام الجاري، منطقة عفرين.

وتبدي دمشق، عادة، "حساسية عالية" إزاء مسائل تتعلق بالسيادة، وإن بقي هذا الحرص السيادي في الإطار النظري، بحسب خبراء، غير أن التهديدات النارية الأخيرة والمعلنة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان باجتياح شرق الفرات، قوبلت بـ"صمت مريب" من النظام السوري، وهو ما فتح الباب أمام الأسئلة والتأويلات.

ويرى خبراء أن النظام السوري يراقب التطورات الميدانية على حدودها الشمالية، ويسمع أصوات المدافع جيدًا، لكنه يتطلع لـ"احتدام المعركة" التي قد تحمل الأكراد على الاستنجاد بالجيش السوري الذي أظهر استعدادًا لاستعادة السيطرة على مناطق الإدارة الذاتية الكردية شرق الفرات بالقوة، إن لم يتحقق ذلك بالحوار.

ويضيف الخبراء أن الحكومة السورية تأمل في أن يستفيد الأكراد من تجربة عفرين، فقد رفضوا أن يحل النظام محلهم، وفق المطلب التركي، وهو ما أفقدهم المنطقة، مشيرين إلى أن هذه "الخسارة المؤلمة"، التي جاءت، آنذاك، بمباركة روسية وصمت أمريكي، قد تكون حافزًا لقبول الأكراد بعودة الجيش السوري إلى مناطق شرق الفرات، بدلًا من خوض "حرب خاسرة" مع الجيش التركي.

وظهرت بوادر تحقيق مثل هذا السيناريو، سريعًا؛ إذ دعا عدد من الأحزاب في شمال وشرق سوريا، بينها الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي للوحدات الكردية، الحكومة السورية لـ"توضيح موقفها من الهجمات التركية على شمال البلاد".

وطالبت الأحزاب في بيان مشترك، تلقت إرم نيوز نسخة منه، النظام السوري إلى تحمل مسؤولياته في حفظ أمن المنطقة والدفع من أجل صيغة للحل السياسي في سوريا، واعتبار الاعتداءات التركية انتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية.

وكان التعاطي الايجابي للنظام السوري مع التجربة الكردية قد انقلب بعد فشل المفاوضات بينه وبين مجلس سوريا الديمقراطي، الجناج السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي شجع دمشق على إطلاق تصريحات "عالية النبرة" ضد مناطق الإدارة الذاتية والسعي لاستعادة فرض سيطرتها عليها، لا سيما بعد الانتصارات التي حققتها في مناطق أخرى من البلاد.

وتأتي هذه الاندفاعة التركية في محاربة الوحدات الكردية في أعقاب القمة الرباعية التركية الروسية الألمانية الفرنسية ونجاح أردوغان في تضمين البيان الختامي فقرة تقول بضرورة "مقاومة الخطط الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا.. وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة"، وهو ما اعتبره مراقبون غطاء شرعيًا للعمليات الأخيرة.

ويعتقد، كذلك، أن أردوغان حصل على الضوء الأخضر من نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي ركز اهتمامه في الآونة الأخيرة على شرق الفرات، في محاولة للدخول في مساومات مع واشنطن التي تشترط الحل السياسي كأولوية لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، فيما ترى موسكو أن هذه العملية السياسية قد تؤجل.

ويستبعد خبراء أن يمضي أردوغان في خطط عسكرية مماثلة لما جرى في غرب الفرات، فالعائق الرئيس، هنا، هو واشنطن التي تحتفظ بقوات وقواعد في منطقة شرق الفرات، مرجحين أن الهجمات التركية قد تنتهي بتفاهمات بين واشنطن وأنقرة مماثلة لاتفاق منبج.

في غضون ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء، وقف معاركها ضد تنظيم داعش، موقتًا، بسبب القصف التركي، وهو ما يعد ضربة للجهود الأمريكية الرامية إلى القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي.

وكانت تركيا نحجت في بسط نفوذها على مناطق واسعة غرب نهر الفرات تمتد من عفرين مرورًا بمدينة أعزاز شمال حلب وصولًا إلى منطقة جرابلس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com