اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مخيم "المية ومية" جنوب لبنان
اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مخيم "المية ومية" جنوب لبناناتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مخيم "المية ومية" جنوب لبنان

اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مخيم "المية ومية" جنوب لبنان

عاد الهدوء الحذر إلى مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، صباح اليوم السبت، بعد التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية حزب الله، بعد يومين من المعارك العنيفة سقط خلالها ثلاثة قتلى.

وشهد المخيم اشتباكات عنيفة بين حركة فتح أكبر التنظيمات الفلسطينية المسلحة وحركة أنصار الله المتشددة الموالية لحزب الله.

وأفادت مصادر أمنية في "المية ومية" القريب من مدينة صيدا الساحلية أن هدوءًا حذرًا يسود المخيم صباح اليوم نظرًا لوجود المسلحين في الشوارع وعدم انسحابهم خارج مناطق الصراع؛ ما ينذر بتجدد المواجهات في أي لحظة.

وأدت الاشتباكات الأخيرة إلى مقتل عنصرين من حركة فتح ومقاتل من ميليشيا "أنصار الله" وجرح 6 أشخاص بما فيهم جنديان من الجيش اللبناني، في حين أصيب عدد كبير من المنازل بأضرار كبيرة وتسببت المعارك بشل الحياة في المخيم والقرى والمدن المجاورة وحدوث موجة نزوح واسعة لسكان المخيم البالغ عددهم 6 آلاف.

وجاءت المواجهات الأخيرة بعد يوم واحد من انتشار الجيش اللبناني في المخيم بهدف منع حدوث اشتباكات جديدة إثر المعارك العنيفة التي وقعت بين الجانبين قبل أسبوعين، إلا أن مصادر أمنية أكدت أن الجيش لم يتدخل في المواجهات الأخيرة.

ويتخوف سكان مخيم "المية ومية" الواقع على تلة صغيرة يطل على البحر الأبيض المتوسط من اندلاع جولة جديدة من القتال بسبب التوتر الذي يطغى على العلاقة بين فتح و"أنصار الله" منذ فترة بعد اتهامات لزعيم أنصار الله جمال سليمان بتورطه في اغتيال مسؤول فتح في المخيم فتحي زيدان المقلب بـ "زورو" العام الماضي.

ويطالب عدد كبير من سكان المخيم وأهالي "المية ومية" والبلدات المجاورة بدخول الجيش اللبناني إلى جميع مناطق المخيم ونزع سلاح التنظيمات الفلسطينية، فيما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه وفدًا من مسؤولي القرية في بيروت الإثنين الماضي أنه سيتم اتخاذ خطوات قريبًا لمنع وقوع مواجهات جديدة.

وقال محمد كنعان، من مخيم المية ومية: "لقد سئمنا هذه المواجهات التي تهدد حياتنا وحياة أهلنا في المخيم.. صحيح أن الهدوء عاد الآن لكن هناك خوف من تجدد المعارك وبوتيرة أشد من قبل لأن المسلحين لا يزالون في الشوارع ولا أحد يردعهم".

واعتبر فلسطيني آخر أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بأنه "هش" مثله مثل غيره في غياب الرادع ومحاسبة المسؤولين عن المعارك.

وقال: "اتفاق وقف النار لا يعني لنا شيئًا بدون إجراءات على الأرض لمنع اندلاع جولات جديدة.. المسلحون لا يزالون في الشوارع وأي خلاف فردي بسيط يمكن أن يشعل المخيم مرة أخرى علمًا بأن الجولة الأخيرة كان سببها قيام أحد عناصر فتح بتسليط ضوء ليزر صغير على مقاتلي أنصار الله الذي يبعدون أمتارًا قليلة مواقع فتح".

من جانبه أثار القيادي في حركة فتح نائب قائد قوات الأمن الوطني في لبنان، اللواء منير مقدح، مخاوف سكان مخيم "المية ومية" بإعلانه أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني مصالحة بين فتح وأنصار الله.

وأضاف أن "الاتفاق الذي حصل أمس برعاية حزب الله ليس مصالحة بيننا وبينهم إنما التزام من قبل الطرفين بالوثيقة التي تم توقيعها بوقت سابق برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتخفيف المظاهر المسلحة وتسليم المطلوبين للسلطات اللبنانية".

وتابع يقول: "نرجو أن يكون الاتفاق ملزمًا للجميع، فلا يصح أن يتحوّل إشكال فردي إلى إطلاق نار وصواريخ واستخدام لأسلحة رشاشة"، مردفًا بالقول: "لقد اعتدنا معالجة أي إشكال في أرضه وقبل أن يتطور، لكن هناك من عمد مؤخرًا إلى تفجير الوضع بشكل سريع".

وردًّا على سؤال عما إذا كان دخول الجيش إلى الميّة وميّة وسواه من المخيمات هو الحل لعدم انفجار الصراعات بين الفصائل الفلسطينيّة مجددًا، أشار المقدح إلى أن تلك المسألة تحتاج حوارًا مع الحكومة اللبنانية حول الواقع الفلسطيني ككل، مشددًا على أن هذا الموضوع يجب أن يُبحث سلّة واحدة.

وقال: "نحن على تنسيق يومي ودائم مع الجيش اللبناني حول مختلف الملفّات الأمنية، ونعتبره ضمانة لشعبنا الفلسطيني تمامًا كما هو ضمانة للشعب اللبناني".

وتملك جماعة أنصار الله أكثر من 100 عنصر مسلح داخل مخيم المية ومية الذي لا تزيد مساحته عن كم مربع واحد في حين يوجد عدد مماثل من المقاتلين التابعين لحركة فتح التي قامت باستقدام عدد من المقاتلين الجدد من مخيمات أخرى في المواجهات الأخيرة، فيما يوجد أكثر من 50 مقاتلًا لحركة حماس في المخيم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com