للمرة الأولى منذ 15 عامًا... الجيش اللبناني يدخل مخيم "المية ومية" (صور)
للمرة الأولى منذ 15 عامًا... الجيش اللبناني يدخل مخيم "المية ومية" (صور)للمرة الأولى منذ 15 عامًا... الجيش اللبناني يدخل مخيم "المية ومية" (صور)

للمرة الأولى منذ 15 عامًا... الجيش اللبناني يدخل مخيم "المية ومية" (صور)

دخلت قوة من الجيش اللبناني مؤلفة من أكثر من 100 جندي إلى مخيم "المية ومية" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، صباح الثلاثاء، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 15 عامًا.

ومكثت تلك القوات داخل المخيم حوالي 3 ساعات، قبل أن تنسحب عائدة إلى ثكنتها في مدينة صيدا المجاورة.

وحول السبب الذي دفع الجيش اللبناني إلى دخول المخيم، تدور التكهنات بأن الجيش يخطط للبقاء في المخيم، عقب معارك دامية اندلعت مؤخرًا في المخيم بين حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية المسلحة في لبنان، وحركة أنصار الله الموالية لحزب الله اللبناني.

وقالت مصادر أمنية في المخيم لـ"إرم نيوز"، إن "القوة المؤلفة من عربات عسكرية وناقلات جند دخلت المخيم وانتشرت عند المدخل الغربي بالتنسيق مع القيادات الفلسطينية"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب تصاعد المطالب الشعبية بسحب المسلحين من أحياء المخيم؛ بعد الاشتباكات التي استمرت يومين وأسفرت عن سقوط قتيلين و20 جريحًا.

وفي السياق ذاته، قال مصدر عسكري لبناني لـ"إرم نيوز"، إن "دخولنا إلى المخيم اليوم هو بمثابة رسالة لجميع المسلحين المنتشرين بضرورة الانسحاب وعدم الإخلال بالأمن مرة أخرى، وأيضًا رسالة تطمين للسكان الفلسطينيين في المخيم وأهالي قرية المية ومية المجاورة".

وتوقعت مصادر في حركة فتح، أن يعاود الجيش دخول المخيم والبقاء فيه؛ بعد التوصل إلى "اتفاق دائم" مع القيادات الفلسطينية في بيروت والسلطة الفلسطينية في رام الله.

وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش اللبناني بقوة كبيرة إلى المخيم، حيث كان الجيش يحتفظ بحواجز تفتيش عند مدخلي المخيم منذ أكثر من 15 عامًا، بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية يجيز للجيش الانتشار عند المداخل؛ لمراقبة جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان والبالغ عددها 12 مخيمًا، تضم أكثر من 300 ألف لاجئ فلسطيني.

ويطالب معظم أهالي المخيم وسكان قرية "المية ومية" التي تبعد نحو 500 متر عنه، بخروج جماعة أنصار الله التي يتزعمها جمال سليمان، وهو مطلوب للدولة اللبنانية؛ على خلفية ارتكاب جرائم قتل وتهم أخرى، بما فيها الإرهاب.

ووفقًا لمصادر أمنية، فإن دخول الجيش إلى المخيم والبقاء فيه لأكثر من 3 ساعات، اليوم، قد يكون "مقدمة لانتشار دائم، وأن تلك القوة قامت باستطلاع النقاط التي ستتمركز بها لاحقًا".

وعلى الرغم من انتهاء المعارك، منذ أكثر من أسبوع، إلا أن التوتر لا يزال يخيم على "المية ومية" البالغ عدد سكانه أكثر من 6 آلاف نسمة؛ نتيجة انتشار كثيف للمسلحين في الشوارع والحصار الذي تفرضه حركة فتح على جماعة أنصار الله، في الوقت الذي لا يزال أكثر من نصف السكان خارج المخيم بعد فرارهم.

وقال حسين خليل من مخيم المية ومية: "أرجو أن يدخل الجيش اللبناني للمخيم؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل وقد ينفجر في أي لحظة".

واتفق محمد علي محمود مع حسين بقوله: "الحقيقة أننا نريد أن يقوم الجيش بالحفاظ على أمن واستقرار المخيم، وليس أي قوات أخرى.. لقد تعبنا وسئمنا من حالة عدم الاستقرار وفقدان الأمن وانتشار مسلحين غير مسؤولين وبشكل عشوائي".

وكان مسؤولو قرية "المية ومية" المسيحية المجاورة، أصدروا بيانًا، قبل يومين، يطالبون فيه بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون؛ لبحث معارك الأسبوع الماضي، وإيجاد حل نهائي بعد أن وصلت عدد من القذائف الصاروخية إلى منطقتهم.

وطالب رئيس بلدية القرية رفعت بو سابا ومسؤولون آخرون، بينهم أعضاء في المجلس النيابي زاروا القرية، بدخول الجيش إلى المخيم وسحب السلاح منه كحل دائم.

وقال بو سابا: "بات معظم منازل البلدة عرضة للرشقات النارية والقذائف الصاروخية، ونحن لن نقبل بهذا الوضع، وعلى الجيش الدخول لفرض الأمن والاستقرار، وأعتقد بأن هذا مطلب الجميع، سواء في البلدة أو المخيم".

من جانبه، قال كاهن المية ومية جريجوار ساسين مخاطبًا النواب الذين زاروا القرية لإظهار تعاطفهم مع سكانها البالغ عددهم نحو 4 آلاف نسمة: "نحن نريد دعم الرئيس، وهذه البلدة لا طاقة لها بالاستمرار على الوضع الحالي القائم".

وأضاف: "نريد حلًا حقيقيًا ودائمًا لهذا الوضع الشاذ في المخيم.. نحن نعرف وضع إخواننا الفلسطينيين وهم مظلومون أكثر منا.. نحن لا ندعو إلى مغادرتهم، ولكن المطلوب خطة تكفل سحب السلاح.. ممنوع بقاء سلاح داخل المخيم؛ لأن استمرار الوضع على حاله غير مقبول تمامًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com