"الباقورة والغمر".. قرار "ملكي" ينبئ بمواجهة جديدة بين الأردن وإسرائيل (فيديو)
"الباقورة والغمر".. قرار "ملكي" ينبئ بمواجهة جديدة بين الأردن وإسرائيل (فيديو)"الباقورة والغمر".. قرار "ملكي" ينبئ بمواجهة جديدة بين الأردن وإسرائيل (فيديو)

"الباقورة والغمر".. قرار "ملكي" ينبئ بمواجهة جديدة بين الأردن وإسرائيل (فيديو)

أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أمس الأحد، إنهاء العمل بملحقي أراضي الباقورة والغمر، المؤجرة لإسرائيل منذ 25 عامًا ضمن اتفاقية "وادي عربة" للسلام بين البلدين.

وجاء قرار الملك مفاجئًا للأوساط السياسية والشعبية في الأردن، إذ كان كثير من المراقبين والخبراء يتوقعون تمديد العمل بالملحقين رغم الضغوط الشعبية والنيابية لمنع ذلك.

وكان لافتًا أن الملك أعلن بنفسه عن القرار، إذ نشر تغريدة على "تويتر" قال فيها: "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقًا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".

ويشير إعلان الملك هذا إلى "مرحلة مقبلة قد تشهد تحرّكًا ملكيًّا باتجاه عدة ملفات حساسة تمس الشأن الأردني الداخلي"، بحسب المحلل السياسي الأردني المختص في الدراسات الأمنية والإستراتيجية الدكتور عامر السبايلة.

ترتيب العلاقة

ويؤكد السبايلة في حديث مع "إرم نيوز" أنه "كان يجب إنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر، للتأكيد على سيادة المملكة على تلك الأراضي".

ويستبعد المحلل السياسي أن يؤثر هذا القرار الأردني كثيرًا على العلاقات مع إسرائيل، إذ إنه "ليس هناك في معاهدة وادي عربة ما يلزم الأردن بتمديد العمل بالملحقين".

لكنه يشير إلى أن إسرائيل "ستحاول ثني الأردن عن قراره، لكن الأردن لن يستجيب خصوصًا أنه يريد إعادة ترتيب العلاقة مع إسرائيل في ظل تجاوزاتها المستمرة بحق المملكة".

ويؤيد المحلل السياسي الأردني سلطان الحطاب، ما طرحه السبايلة، قائلًا إن "الأردن يعيد إنتاج موقفه تجاه إسرائيل، والملك أصبح لديه تصور واضح بضرورة الوقوف أمام الاستخفاف الإسرائيلي بالحقوق الأردنية والعربية".

ويضيف الحطاب لـ"إرم نيوز" أن الملك "أراد بقراره أن يوصل بضع رسائل محليًّا ودوليًّا مفادها أنه لا لفكرة الاحتلال، ولا لاستمرار تأجير الأرض الأردنية، فضلًا عن منح حكومة عمر الرزاز التي تتراجع شعبيتها ورقة لإعادة بناء نفسها".

مفاوضات مرتقبة

ويشير السبايلة إلى أن إسرائيل لديها مصالح في تلك الأراضي، وبعض مواطنيها يمتلكون أراضي هناك، لذلك من المرجح أن تحاول إسرائيل إقناع الأردن بتغيير قراره.

وجاء في أحد بنود ملحقي الباقورة والغمر في معاهدة وادي عربة، أنه "دون المساس بالحقوق الخاصة بالتصرف بالأرض في المنطقة يستمر هذا الملحق نافذ المفعول لمدة 25 عامًا، ويجدد تلقائيًّا لفترات مماثلة ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته إنهاء العمل بهذا الملحق قبل سنة من انتهائه وفي هذه الحالة يدخل الطرفان في مشاورات حيالها بناء على طلب أي منهما".

وبعد إعلان الأردن قرار إنهاء العمل بالملحقين، الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته "ستتفاوض مع الأردن على تمديد استئجار" أراضي الباقورة والغمر.

وأضاف نتنياهو في تصريحات له أن الأردن "يريد تنفيذ خيار إنهاء اتفاق الإيجار، لكن إسرائيل ستبدأ مفاوضات بشأن إمكانية تمديد الاتفاق الحالي".

لا تراجع

ويؤكد المحلل السياسي سلطان الحطاب أن المفاوضات المرتقبة "لن تغير شيئًا من القرار الأردني".

ويضيف أن الأردن "لن يعيد تأجير تلك الأراضي لإسرائيل، خصوصًا في ظل المعارضة الشعبية والنيابية ومعارضة مؤسسات المجتمع المدني لذلك".

ضغوطات إسرائيلية

ويرجح الحطاب أن إسرائيل ستمارس مزيدًا من الضغوط على الأردن بعد قراره إلغاء تأجير أراضي الباقورة والغمر، خصوصًا فيما يتعلق بالقدس.

وإزاء ذلك، طالب الحطاب الحكومة الأردنية، بـ"إعادة ترتيب تحالفاتها" لمواجهة مثل تلك الضغوط.

من جانبه، ذهب نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة إلى التحذير من "حملة إعلامية إسرائيلية" ضد الأردن.

وكتب السعايدة في تدوينة له على "فيسبوك" قائلًا: "المتوقع أن تشن الماكينة الإعلامية الصهيونية عبر كل الوسائل حملة شرسة ضد موقف الأردن، ملكًا وشعبًا، من مسألة الباقورة والغمر".

ودعا السعايدة "الإعلام الوطني الأردني إلى أن يتنبه لذلك ويكون لديه كل الاستعداد للاشتباك مع الإعلام الصهيوني للرد والدفاع عن موقف الدولة الأردنية وأن يدعم بالكامل القرار الملكي".

احتفاء سياسي وشعبي

وأعرب مسؤولون أردنيون عن تأييدهم لقرار الملك، وعلى رأسهم رئيس الوزراء عمر الرزاز، ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة.

وكتب الرزاز في تغريدة على "تويتر": "قال الملك الكلمة الفصل في الباقورة والغمر. هنيئًا لجلالته وهنيئًا لشعبنا الأردني".

فيما كتب الطراونة في تغريدة له قال فيها: "السيادة الأردنية تتمثل بقيادة البلاد نحو القرار الصائب؛ الملك ينتصر لإرادة الأردنيين الحرة باستعادة الباقورة والغمر، ويغلق الباب أمام محاولات النيل من استقلالية قراراتنا".

وعبر هاشتاغ "#الباقورة_والغمر" أعرب مواطنون أردنيون عن فرحتهم بقرار إنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر.

وشهدت العاصمة الأردنية عمّان، الجمعة الماضي، مسيرات للمطالبة بالتحرك لاستعادة منطقتي الباقورة التابعة لمحافظة إربد (شمال) والغمر التابعة لمحافظة العقبة (جنوب).

فيما شهدت المحاكم الأردنية، تسجيل مجموعة من الإنذارات العدلية ضد الحكومة، للمطالبة بعدم تمديد تأجير أراضي منطقتي الباقورة والغمر لإسرائيل.

وقال الملك، خلال لقائه شخصيات سياسية في قصر الحسينية، الأحد: "تم إعلام إسرائيل بالقرار الأردني بإنهاء العمل بملحقي اتفاقية السلام"، مؤكدًا أن "الباقورة والغمر أراض أردنية وستبقى أردنية، ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".

وتنفيذًا لتوجيهات الملك، عقد مجلس الوزراء جلسة خاصة، الأحد، بحث فيها قضية الباقورة والغمر بعد إبلاغ عمان، الجانب الإسرائيلي، قرارها عدم تجديد الملحقين (1/ب، و 1 /ج) من اتفاقية السلام بين البلدين.

وشهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية توترًا بعد إقدام حارس أمن إسرائيلي يعمل في السفارة الإسرائيلية بعمان، في الـ 23 من تموز/ يوليو الماضي، على قتل مواطنين أردنيين في شقة تابعة للسفارة في العاصمة الأردنية، قبل أن تحل الأزمة لاحقًا.

كما أعرب الأردن عن غضبه مرارًا في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، وإعلان أمريكا القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com