سيناريو "إسقاط مصر" ينطلق من الجامعات
سيناريو "إسقاط مصر" ينطلق من الجامعاتسيناريو "إسقاط مصر" ينطلق من الجامعات

سيناريو "إسقاط مصر" ينطلق من الجامعات

مع قرب الاستفتاء على الدستور الذي يتطلع إليه المصريون كخطوة أولى على طريق الاستقرار، فوجئ الرأي العام بأشد موجة من العنف والفوضى تجتاح عددا من أبرز الجامعات.



واللافت أن التظاهرات الطلابية لم تعد تكتفي بحرم الجامعة، وإنما تهدف للانتشار خارج أسوار الكليات وتخوض حرب شوارع مفتوحة مع قوات الأمن يسقط فيها الضحايا وتُحرق فيها العشرات من سيارات الشرطة والسيارات الخاصة بما يؤدي إلى إحداث حالة شديدة من الهلع والترويع لدى جموع المواطنين وهم يرون سماء المدينة ملبدة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

أيضا شهد ملف العنف في الجامعات تطورات مثيرة للقلق، فقد تزايدت حالات احتجاز الأساتذة والاعتداء عليهم واقتحام قاعات الدراسة ومنع إلقاء المحاضرات بالقوة مع توعد الدولة بعدم إجراء امتحانات منتصف العام وسط فشل كامل في مواجهة الظاهرة من قبل موظفي الأمن الإداري الذي حل محل الحرس الجامعي بعد ثورة يناير.

وعلى عكس ما يبدو، فإن الأمر لا يقتصر على مجرد محاولة إرباك المشهد السياسي من قبل جماعة الإخوان التي تبحث عن أوراق ضغط تلعب بها في مواجهة السلطة، وإنما تحولت الإحداث إلى سيناريو متكامل لـ"إسقاط الدولة المصرية" حسب مصادر أمنية أشارت إلى أن هذا السيناريو وضعه التنظيم منذ سنوات وقام بتفعيله عقب تولي مرسي حكم البلاد.

ويقوم السيناريو على اللجوء للطلبة "كحل ثالث" عند فشل تظاهرات الإخوان واحتواء أعمال الإرهاب التي تسميها الجماعة "غزوات الإخوة المجاهدين" في سيناء، وهو ما يحدث الآن.

ويتضمن السيناريو تجنيد الطلبة الأكثر فقرا من خلال إغرائهم ماديا أما الطلبة ميسورو الحال فيتم التأثير عليهم من خلال استثارة مشاعر الرجولة والتمرد ضد الأمن من خلال فيديوهات مفبركة تظهر سحق الجنود للطلبة.

كما تمت الاستعانة بعدد كبير من "البلطجية" والمسجلين خطر بمكافأة يومية قدرها ألف جنيه للفرد الواحد حيث تُسند إليهم بعض المهام مثل الاحتجاز والضرب والاقتحام وهذا ما يفسر ظهور عناصر ملثمة شديدة العنف في هكذا فعاليات. كما يتم تهريب السلاح داخل الجامعة لاسيما رصاص "الخرطوش" ومكونات زجاجات المولوتوف الحارقة في ملابس "الأخوات" من أعضاء الجماعة استغلالا لعدم وجود عناصر أمن نسائي تقوم بتفتيشهن.

والملاحظ في هذا السياق أن تظاهرات الإخوان تهدف إلى توريط الأمن التابع للداخلية والمرابض علي البوابات الخارجية في اشتباكات عنيفة مع الحرص على سقوط قتلى لإحراج الحكومة الانتقالية أمام العالم مع تجنب ذكر مرسي والشرعية تماما والاكتفاء بهتافين هما "الداخلية بلطجية" و"يسقط يسقط حكم العسكر" لإيجاد قواسم مشتركة بين عناصر التنظيم وزملائهم من المستقلين أو المنتمين لاتجاهات سياسية أخرى.

وتراهن جماعة الإخوان هنا على افتعال عداء بين جموع الطلبة وبين الدولة ممثلة في وزارة الداخلية تمهيدا "لإسقاط النظام" في ذكرى 25 يناير القادمة مستغلة بعض الإحداث الفردية مثل سقوط طالب قتيل بكلية الهندسة وتعليق الدراسة في تلك الكلية مع نصب خيام وإعلان الاعتصام فيها. وتطمح الجماعة إلى تعميم سيناريو تعليق الدراسة والاعتصام في جميع كليات البلاد ووضع الأمن في خيارين أحلاهما مر: إما التهاون مع عنف المولوتوف والخرطوش الطلابي وإما الحسم وسقوط ضحايا تمهيدا لـ"ملاحقة النظام القمعي الفاشي في جميع المحافل الدولية" حسب تعبير الجماعة.

وكان وزير الداخلية قد خرج عن صمته إزاء ما يحدث في الجامعات وقال في أقوى تصريحات له بخصوص هذا الملف: أعمال العنف التي تشهدها الجامعات ما هي إلا مخطط إخواني لتعطيل الدستور، والأمن لن يسمح للتنظيم بذلك رغم حرصنا الشديد على الطلاب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com