العراق.. حُمى قطف الرؤوس تنتقل للشيعة
العراق.. حُمى قطف الرؤوس تنتقل للشيعةالعراق.. حُمى قطف الرؤوس تنتقل للشيعة

العراق.. حُمى قطف الرؤوس تنتقل للشيعة

منذ نعومة أظافره وهو يكره لون الدم ورؤية أشلاء أجساد البشر مبعثرة في هذا المكان أو ذاك، لذا؛ هو لم يستطع يوماً الانضمام للقوات الأمنية العراقية لسماعه بفظاعة مايجري على الأرض.



"علي كاظم" الذي دخل منتصف عقده الثالث قبل أيام قليلة لم يكن لتصدق عيناه رؤية أحدهم وهو يقتحم مجلس عزاء أخيه "عقيل" مع مجموعة ترتدي اللباس الأسود ليخرج رأسين لشابين في مقتبل العمر وذي لحيتين كثيفتين من كيس أسود كان يحمله.


تلقى "علي" نبأ مقتل أخيه "عقيل" في نفس الليلة التي أوقد فيها شمعته الثالثة والعشرين بينما كان يقاتل ضمن مليشيات سرايا الدفاع "الشيعية" ضد داعش قرب بلدة سامراء.

تفاجأ الحاضرون في المجلس برؤية الرؤوس المقطوعة المخضبة بالدماء وهي ترتمي وسط صيوان العزاء المقام على بلاط الشارع، والمليشياوي الذي أتى بها يهتف بلهجة عراقية عامية "رأس عقولي باثنين دواعش"، يقول علي لشبكة "إرم" الأخبارية.

ويبدو أن هذين الرأسين اللذين أتى بهما عنصران من نفس المجموعة التي كان عقيل يقاتل في صفها، هي لعنصرين من "داعش"، جاء بهما أصدقاء القتيل انتقاماً لمقتله.

واشتهرت التنظيمات "الجهادية" الممتدة من القاعدة حتى داعش بقطع رؤوس خصومها، خصوصاً بعد تزعم أحمد فاضل نزال والمكنى "أبو مصعب الزرقاوي" لقيادة التنظيم فرع العراق عام 2004.

وفي المقابل فتكت مليشيات شيعية مدعومة من إيران عام 2006 بالمناطق السنية، لكنها كانت تستخدم سياسة "الصك" كما يحلو لهم تسميتها بالعامية، بالإشارة إلى الإعدام باطلاق رصاصة واحدة في منطقة الرأس ورصاصتين بالصدر.

حادثة قطع المليشيات "الشيعية" للرؤوس لم تكن فيما يبدو الأولى، كما لن تكون الأخيرة، فقد وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في العاشر من أيلول سبتمبر الماضي رسالة إلى العراقيين أعلن فيها براءته من مشاهد قطع عناصر شيعية لرؤوس من يعتقد أنهم من عناصر تنظيم "داعش" قرب مدينة آمرلي بمحافظة صلاح الدين.

وإلى أقصى الجنوب تكررت حالة جلب رؤوس أشخاص "ملتحين" يقال إنهم من "داعش" إلى مجالس عزاء متطوعي المليشيات الشيعية التي تقاتل لجانب القوات الأمنية العراقية لاستعادة بعض المدن التي وقعت تحت سيطرة التنظيم المتشدد.

"الشهيد بشير عبد النبي" كما كتب بلافتته التي علقت بأربع مناطق بمحافظة البصرة إعلاناً بمقتله بمعارك "جرف الصخر" أيضاً قطع بعض أفراد مجموعته 3 رؤوس لعناصر "داعش" من نفس المنطقة التي قتل فيها زميلهم انتقاماً له.

يقول حسن الزبيري لـ"إرم" إنه كان حاضراً بأحد مجالس العزاء التي أقيمت في منطقته ليكون شاهداً على رفع 3 رؤوس على حربات البنادق بالمجلس، بعدما طلب أصدقاء القتيل قبول "عزائهم" في صديقهم من أهل القتيل.

"تقيأت كل ما شربت من قهوة وشاي لبشاعة المنظر" يروي الزبيري، ويزيد "تصورت نفسي في أحد الأفلام التاريخية (بريف هارد) حيث ترفع الرؤوس على الرماح"، ويؤكد "لايمكن أن نقابل "داعش" بالفعل نفسه وإلا فقد اصبحنا (دواعش الشيعة) وفي ذلك إشاعة لثقافتهم".

أيضاً لايستغرب الزبيري، الشاب الشيعي العراقي، مافعلته تلك المليشيات من قطع للرؤوس "فثقافة العنف المضاد تترسخ في كل الأصوليين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ومشاربهم".

اشمئزاز الزبيري واستهجانه لذلك الفعل كان على النقيض من "علي" حيث تبدو على وجهه علامات الفرح "تشفيت برؤية رؤوس داعش وأحسست أن ثأر أخي قد أخذ"، يختتم علي حديثه لـ"إرم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com